الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكر المظلوميات من جيفرسون المؤسس إلى بوش الإبن المفلش

جعفر المظفر

2021 / 11 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العلمانية ليست واحدة. كل أمة وصلت إلى علمانيتها أو إختارتها على ضوء ظروفها الموضوعية والذاتية. علمانية فرنسا اللائكية لا تشبه علمانية إنكلترة التصالحية وكذلك علمانية أمريكا لا تشبه الإثنين معا. أتحدث هنا عن الأخيرة. معروف أن المهاجرين الذين بنوا أمريكا كانوا بالأساس من البروتستانت المضطهدين في أوروبا وإنكلترا لا يهم فأنا لا اريد أن أجعل نفسي خبيرا بالأديان إنما أريد أن أشير إلى التالي : نورث فرجينيا إختارت في البداية أن تكون ولاية إنجيليكانية ومع كل ما يعنيه هذا العنوان الديني من إسقاطات دستورية وقانونية سياقية.
هنا دخل (جيفرسون) أحد أبرز الآباء المؤسسين وكاتب إعلان الإستقلال, دخل على خط الشروع التأسيسي للولايات المتحدة الأمريكية وقال لهم : نعم نحن معكم وقد عانينا جميعا من الإضطهاد الطائفي في المجتمعات التي هاجرنا منها ويعني ذلك أن الأغلبية قد أبحرت في قارب المظلومية المذهبية, لكن دعوني اقول لكم : المظلومية قد تبني طائفة ولكنها لا تبني أمة. إذا أردتم أن يكون لكم مكانا في صنع التاريخ فلا تنتصروا على بعضكم بل إنتصروا لبعضكم ببعضكم. أما ردكم على المظلومية بمظلومية فهو رد فعل على فعل, والتاريخ لا تبنيه ردود الفعل وإنما تبنيه الأفعال.
ذهب جيفرسون إلى الكونغرس وإستحصل موافقته على أن تكون أمريكا علمانية فتلك كانت في رأيه البوابة التي ستدخل إلى نفسها وإلى العالم والتاريخ ولتتحول إلى أقوى أمة. وعادت فرجينيا الشمالية عن عنوانها ودستورها الإنجيليكاني لكي تكون ولاية علمانية ديمقراطية.
أين مربط الفرس ؟ من أمريكا جيفرسون إلى أمريكا بوش الإبن.
أعلم أن هذا الأخير قد قرأ جيدا تاريخ أمريكا وأهم ما قرأ في ذلك التاريخ أن المظلومية قد تصنع طائفة لكنها لن تصنع دولة أو أمة أو وطن فلماذا إذن أصر إصرارا وألح إلحاحا على أن يكون دستور العراق بعد الإحتلال عبارة عن دستور مظلوميات؟
وقبلها لماذا أصر إصرارا وألح إلحاحا على أن يجري تجميع معارضي نظام صدام على أساس طائفي وعنصري.
لماذا لم ترِدْ لنا أمريكا بوش ما أرادته لنفسها أمريكا جيفرسون.
يوم بدأت مقالاتي ضد الطائفية تماما بعد الإحتلال كانت العبارة التي كنت أرددها في الكثير من تلك المقالات : أيها الشيعة لا تنتصروا على السنة بل إنتصروا بالسنة ويا أيها المسلمون لا تنتصروا على المسيحيين بل إنتصروا بالمسيحيين فذلك وحده هو نوع النصر الذي يصنع وطنا.
يومها لم أكن قد قرأت عن جيفرسون وقصته مع التأسيس لكني على ثقة أن بوش الإبن كان قد قرأ. لكنه بدل أن يختار لنا ما إختاره جيفرسون لأمريكا فقد إختار لنا بلدا يمزقه فكر المظلوميات حيث الطائفة الأكبر تنتصر على الأصغر منها فتخسر نفسها وتخسر وطنها تماماعند نقطة البداية.
شكرا موفق الربيعي. شكرا أحمد الجلبي. شكرا عبدالعزيز الحكيم . شكرا جلال الطالباني. شكرا مسعود البارزاني. شكرا يوناديم حنا.
شكرا لجميع الآباء المؤسسين لدولة العراق الديمقراطي
وقبلكم جميعا .. شكرا كبيرة لراعي فكر المظلوميات بوش الإبن الذي انتصر للشيعة على السنة وللمسلمين على المسيحين وللكرد على العرب فأقام لنا مجتمع طوائف وعنصريات ليس في قدرته مغادرة مساحة الصراع على السلطة إلى مساحة بناء وطن ودولة.
واللي مضيع وطن جا وين الوطن يلكاه ... مع الإعتذار لصاحب الحنجرة الذهبية سعدون جابر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه