الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العوائل المختلة في مجتمعاتنا.

اسكندر أمبروز

2021 / 11 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من أهم المرتكزات التي يتشكل حولها أي مجتمع في العالم هي مرتكز العائلة , فهي وحدة البناء الرئيسية التي تُنشِئ وتُشكّل الأفراد والجماعات والدول ككل.

وفي كل مجتمع هنالك بعض العوائل المختلة والممزقة والسيئة التي أصدرت أفراداً يتسببون بالمشاكل والسلبيات بشكل عام.

ولكن لو دققنا النظر قليلاً في مجتمعاتنا , سنرى بأنها تحتوي في الغالب على عائلات مختلّة وظيفياً , متسببة بإفراز أفراد مختلين ومفصومين وعديمي الشخصية والاستقلالية الفكرية , والذين بدورهم ينتجون عائلات بنفس الخصائص التي خرجوا منها في الأساس , مشكلين لدوامة من الفصام المستمر والغير منقطع.

وأهم هذه العوامل التي تتسبب في هذا الاختلال هي العوامل التالية...

1- الإنغلاق وشيطنة الآخر.
فكل منّا اليوم كملحدين تعرّض سابقاً في حياته الى التلقين والتحجير العقلي من قبل أهله المؤمنين فيما يتعلق مع التعامل مع الآخرين , حيث يتعلّم الطفل منذ صغره أن يكره الآخر المختلف وأن لا يتعامل معه أو يقترب منه سوائاً أكان طفلاً مسيحياً مثلاً معه في المدرسة , أم ابن طائفة دينية أٌخرى في الجامعة...الخ.
والذي يتسبب في تشكّل نوع من العنصرية التي تغذّي الكراهية الدينية التي تسببت بالإنغلاق والشيطنة في المقام الأوّل.

2- الهوس الجنسي.
جميعنا يعلم كيف يتم التفرقة بين الشبّان والشابّات في المدارس , وكيف يتم تحقير وشيطنة الفتاة التي تتحدث وتختلط بالشباب , وفي نفس الوقت أيضاً يتم زرع العقلية الذكورية الحيوانية والبدائية لدى الشباب من قبل الأهل , الذين يتطور معهم الأمر الى أن تصل نظرتهم للفتاة على أنها شيء أو سلعة أو كائن غريب ومجهول.

وهذا أيضاً منبثق من تعاليم دينية حمقاء , تتسبب بأمراض اجتماعية لا تحصى , خصوصاً في هذا المجال , حيث تتسبب هذه التفرقة بين الجنسين (والتي يتم زرعها في الأساس من قبل الأهل) بإحداث شرخ وأمراض نفسية وفكرية لدى كل من الشباب والشابات , فهي تتسبب لدى الشباب بإحداث مرض الجينوفوبيا و مرض كراهية النساء (misogyny) وغيرها الكثير , دافعة بالأفراد نحو تشكيل المجتمعات الخرقاء المريضة التي نراها كل يوم.

3- انعدام الحب والاحترام بين أفراد الأسرة.
وهذا في رأيي هو أخطر عامل يميز العائلة الإسلامية عن غيرها , فنادراً ما نجد امرأة تحب زوجها , فكيف لها أن تحبّه وهو يضربها ويحق له ذلك بتشريع ديني الهي سقيم وأحمق , وكيف لها أن تحبه وهو يحق له أيضاً عن يعاشر غيرها ويتزوج غيرها دون أي اكتراث بها وبمشاعرها , في قذارة وخيانة شرعية تسمى بتعدد الزوجات , والتي أيضاً أتت بتشريع ديني حيواني قذر , ناهيكم طبعاً عن التحكم بها ليل نهار وكأنها آلة مخصصة لخدمته وخدمة رغباته.

وحتى أن الكراهية تمتد للأولاد بينهم وبين أهلهم , فكيف لهم أن يحبّو ويحترموا أباهم الذي يقوم بكل تلك الأفعال والتصرفات ضد أُمهم , والتي تتسبب بتشكل حالة نفسية من الفزع والكره والبغض ضد الأب وتصرفاته الشنيعة , والتي تعلّمها من دينه الرذيل.

وكيف للطفل أن يحب ويحترم أهله , وهم يتحكموا به ليل نهار في أسفه الأمور , ويعاملونه معاملة العبد المملوك والذي لا يحق له أن يفتح فمه أو أن ينقد تصرفات الأهل تجاهه لا بل ويتم مطالبته بأن يحترم نفس الأهل والأشخاص الذين يلعنون ربّه ليل نهار سوائاً بالقول أو الفعل , من دون أدنى مراعاة لحالته النفسية واحتياجاته الفكرية والمادية , أو مبادلته بالاحترم والنظر اليه ككيان مستقل بحد ذاته , عوضاً عن معاملته كالشيء المملوك.

4- النفاق.
كل تلك الأمور المذكورة تتسبب في أكثر الأمور انتشاراً التي رأيتها في مجتمعات بهائم الصحراء , ألا وهو النفاق !! وهو الأمر المعروف والمنتشر بشكل كبير والذي لا أعتقد أنه بحاجة للمزيد من الشرح.

5- الرقابة وانعدام الحرية.
وهذه أيضاً خصلة خطيرة تتميز بها مجتمعاتنا , فالرقابة الاجتماعية للأهل على أطفالهم لا تنتهي !! حتى ولو كبر هذا الطفل واستقل مادياً , فإنه سيظل حبيس الرقابة الأسرية والاجتماعية , ممنوعاً من التصرف واتخاذ قراراته بحرية , والويل كل الويل إن خَرَقَ أي قاعدة سابقة من قواعد الفصام العائلي والاجتماعي.

6- كبت وحبس البنات.
والأمر الأفظع من كل ما سبق , هو المعاملة السيئة للبنات والفتيات في مجتمعات بول البعير !! حيث أنه لا يتم تحجيمهم وكبتهم فحسب , لا بل يتم وضعهن حتى من قبل القانون والدولة موضع المواطنين من الدرجة الثانية , حيث صارت البنت من العائلة الاسلامية حبيسة العائلة والمجتمع لا بل حبيسة الدولة أيضاً !! في تهميش حقير لنصف المجتمع والذي يتسبب بمئات المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أيضاً.

وأنا متأكد من أن بعضكم قد لاحظ أموراً أكثر من الأمور المذكورة , والتي يصعب عليَّ إحصاؤها لكثرتها , ولكن لمن يريد معرفة المزيد ليس عليه سوى العيش لمدة أسبوع أو اسبوعين في وسط هذه المجتمعات المؤبوئة بطاعون الاسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24