الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيفري عرّاب السياسات التركية

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2021 / 11 / 19
القضية الكردية


الدول والحكومات وحتى بعض المنظمات والشركات تلجأ إلى تشكيل اللوبيات في مراكز القرار ببعض الدول والعواصم ذات التأثير الكبير على السياسات الدولية ويعتبر اللوبي الإسرائيلي من انشط وأهم تلك اللوبيات، لكن أيضاً الدول الغاصبة لكردستان -وبالأخص تركيا- هي الأخرى لها باعها الطويل مع قضية اللوبيات التي تعمل لصالح سياساتها وأجنداتها في العواصم الغربية وبالأخص كل من أمريكا وبعض الدول الأوربية، مثل ألمانيا حيث توظف تركيا الكثير من الأموال لشراء ولاء بعض الشخصيات وتشغيلهم في مراكز ووكالات تعمل لصالح سياساتها، بل وكمراكز ضغط لها داخل تلك البلدان. وأعتقد بأن السفير الأمريكي في أنقرة سابقاً؛ “جيمس جيفري” يعتبر أحد أهم تلك الشخصيات -وأقذرهم- التي تعمل للمصالح التركية حيث لا يمر شهر دون أن يكون له تصريح أو ندوة في مركز أمريكي ما لصالح سياسات تركيا وها هو ي((تحدث في حلقة نقاش بعنوان “مستقبل سوريا: منظور تركيا والولايات المتحدة” نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط (ORSAM)) حيث صرح قائلاً بحسب موقع زمان التركية؛ “أن سوريا قضية بالغة الخطورة للعالم أجمع، فهي أخطر صراع في الشرق الأوسط الآن، حيث أن إيران وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وإسرائيل على الأقل بقواتها الجوية متورطين في سوريا”.

وتضيف الصحيفة فتقول: ((وأوضح المبعوث الأمريكي السابق أن 12 مليون شخص نزحوا في سوريا، وبذلت تركيا، حيث يعيش ما يقرب من نصف هؤلاء، جهدًا كبيرًا معهم. وفي إشارة إلى أن تركيا لا تريد مغادرة المنطقة بسبب المشاكل الأمنية، قال جيفري الذي شغل في السابق منصب سفير بلاده في تركيا، “على تركيا أن تدافع عن نفسها على طول حدودها. قضية حزب العمال الكردستاني قضية خطيرة للغاية. هناك أكثر من 3 ملايين لاجئ في تركيا وهناك حاليا 3 ملايين شخص في إدلب “. وأعرب جيفري عن ضرورة معالجة القضية بأبعاد متعددة وأن الحل يجب أن يفيد جميع الأطراف، وقال “لا يمكن أن يكون هناك حل في سوريا بدون تركيا. وهذا يجعل التعاون بين الولايات المتحدة وتركيا أمرًا إلزاميًا”)). إننا نلاحظ وبوضوح؛ بأن جيفري يعطي الحق لتركيا ب”الدفاع عن نفسها” ضد حزب العمال الكردستاني، ليس فقط في الداخل التركي -بالأحرى داخل جغرافية كردستان المحتلة تركياً- رغم أن الحق والعدل والانصاف، بل والأخلاق والضمير يتطلب من جيفري والآخرين أن يقولوا؛ بأن من حق الكرد الدفاع عن أنفسهم ضد مظالم تركيا ونكرانها لوجود قضية أرض وشعب ويجب حلها وفق الشرائع والقوانين الدولية، بل هذا الصعلوك الوقح والمرتزق يعطي “الحق” لتركيا ب”الدفاع عن نفسها على طول حدودها” وهو بذلك يحاول أن يبرر احتلالات تركيا لمناطقنا وذلك من خلال القول؛ بأن العمال الكردستاني يهدد الداخل التركي انطلاقاً من مناطق الإدارة الذاتية وهي كذبة يعلمها العدو قبل الصديق حيث وخلال كل الفترة الماضية لم تهدد القوات الكردية المناطق التركية الداخلية ولم تطلق من طرفها طلقة باتجاه الحدود وذلك بالرغم من اعتداءات تركيا وفتح الحدود أمام “داعش” وكل الجماعات التكفيرية بالعبور، بل والتنسيق معها ودعمها لأجل تهديد روجآفاي كردستان وكل مناطق شرق الفرات وغربها!

وهكذا نجد بأن جيفري وأمثاله يحاولون دائماً ليس فقط الدفاع عن مصالح وسياسات تركيا العدائية تجاه الكرد، بل وقلب الحقائق لصالح تركيا وسياساتها تلك وذلك في محاولة منهم للضغط على مراكز القرار الأمريكي، بأن تكون المواقف والقرارات في خدمة أجندات أردوغان وبالتالي فإن هكذا واقع مغلوط نافي للحقائق الموجودة على الأرض يتطلب من القوى والأحزاب الكردستانية بذل المزيد من الجهود والعمل معاً لأجل الحفاظ على بعض ما تحقق لشعبنا وذلك بدل الدخول في المهاترات والصراعات الجانبية الداخلية حيث المرحلة تحتاج لجهود كل الأطراف والقوى المجتمعية الكردستانية، فهل سنجد تحركاً داخل كل جزء كردستاني لتقريب وتوحيد الجهود وذلك تمهيداً وانطلاقاً لمؤتمر وطني عام للكرد على غرار المؤتمر اليهودي الأول في بازل/سويسرا والذين سبقونا إليه قبل أكثر من قرن، أم سنبقى رهائن الفكر والعقلية القبلية العشائرية وصراعاتها البينية الداخلية بحيث ندمر ما لم يقدر الأعداء على تدميره في كردستان؟! .. سؤال نوجهه للمثقف الكردي قبل أن نوجهه للسياسي والقيادي الكردي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا


.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر




.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة


.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا




.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة