الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسان وصناعة الآلهة

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2021 / 11 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تاريخ الآلهة هو تاريخ تطور الوعي الإنساني عبر الزمان والمكان.
هو طموح الإنسان المبكر الجامح لقوة مطلقة. تسود على مظاهر الطبيعة والحياة العنيفة العشوائية، التي يستشعر التضاؤل أمامها، جعله يتصور آلهة قادرة. يستمد منها العون والقوة.
العقلية البدوية بسيطة أحادية ومستنفرة دوماً تخوفاً من الآخر.
لذا نجد "يهوه" إله القبائل العبرانية متحفزاً متوتراً غضوباً "غيوراً" و"نار آكلة"، يستبعد الآخر تجاهلاً واستئصالاً.
بينما نجد العقلية الزراعية توافقية. تجاورت فيها آلهة مصر القديمة، مثلما تجاورت حقول المصريين التي يرويها نهر واحد.
وجاور العقليتين البدوية والزراعية في قلب العالم القديم الشعب اليوناني المغامر بأسفاره عبر رحلاته البحرية، كما باجتهادات نخبه الفلسفية التجريدية. وقد أدى احتضانهم لأساطير الشرق الدينية، إلى تطور ذي أبعاد تجريدية مركبة ليهوه إله العبرانيين البسيط غير المركب والمادي. الذي كان يصاحب القبائل العبرانية في ترحالها قابعاً في تابوت العهد، الذي من يلمسه يموت. لنجده قد صار إلها متعالياً مجرداً مركباً مثلث الأقانيم. على نمط العائلات الإلهية التي كانت معروفة في مصر وأثينا وروما. ونجد الإله يتواصل مع البشر بنزوله من عليائه بالسماء، ليحل في جسد إنساني. كما كانت آلهة أثينا تنزل من جبل الأولمب متخذة صوراً بشرية. وكانت تنجب من نساء البشر آلهة تجمع ما بين البشرية والألوهية.
مثل مترا وأدونيس وتموز وهيركيوليز. وكلها آلهة تتصف بصفات بشرية، وتتعذب ثم تموت، لتفتدي معتنقيها والمؤمنين بها.
هكذا يمكننا القول أن تطور الآلهة مع الزمن، كان بفعل تطور درجة الوعي الإنساني عموماً، بجانب تبدل وتداول مواقع مراكز إشعاع الفكر الديني، بين شعوب مختلفة شكلت عقلياتها بيئات مختلفة متنوعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيادة الالهية على الانسان
منير كريم ( 2021 / 11 / 26 - 20:42 )
تحية للاستاذ المحترم
شكرا على طرح الموضوع
النقطة الاساسية هنا هي درجة السيادة الالهية على الانسان في الدين المعني
هذه السيادة تحدد جوهر الدين وانعكاس ذلك على السياسة
شكرا لك


2 - عاوزين حكاية تدخل المخ
ابراهيم الثلجي ( 2021 / 11 / 26 - 23:07 )
وكلها آلهة تتصف بصفات بشرية، وتتعذب ثم تموت، لتفتدي معتنقيها والمؤمنين بها.
كلمات العزيز المحترم كمال
الم يتسائل الانسان عبر الهصور ان كيف يموت اله وهو يهب الحياة
او كيف يقبل اله ان يعذبه سقك القوم وهو العزيز الجبار
مجرد عمدة لا يقبل هذا التهزيء
هم الكذابون من الذين فالوا بموت الاله بحجة اقبح من ذنب ولا تليق بمجنون ليلى
الحديث عن صانع
من هو بدون رومنسيات وقصص وخرافات
لو كانت الطبيعة كان صنعت بابور بريموس وهو اسهل من خلق فار بيجري وبيخلف
ولمن اراد ان يعلم ويدخل غي التفاصيل فان يهوذا الخائن كذب في المحكمة لينجو
وورط خلفه امم كقيرة تبكي الاله المضحي الذي لا ينبغي له ان يموت لينقذ الاخرين وهو الحي القوي

اخر الافلام

.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني