الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفارقات إيمانية: خضال المشركين وخصال المؤمنين

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2021 / 12 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



وهذه المفااقات الإيمانية، هي، طبعاً، غير تلك الرياضة الإيمانية التي أبتدعها، واجترحها الشيخ الشعراوي، في معرض تبريره، وترويجه، لقصة زواج زينب بنت جحش، من والد زوجها بالتبني زيد بن حارثة، وهذا في معرض التنويه، وكي لا يلتبس الأمر على أحد.
ومن هنا، أو ليس من المستغرب والمحيـّر، والحال، أن تلك الدول التي يصفونها بالعلمانية والكافرة والمشركة لا تمانع أبداً في أن يكون مواطنوها على أي دين ومن أية قومية وإثنية وانتماء وهوية، ولا تضمن دساتيرها "الكافرة أية إشارة عنصرية أو تلميح مذهبي وعرقي وإثني، ومن هنا، وبموجب هذا القوانين العادلة استطاع ابن مهاجر مسلم شيعي "أسمر" من إفريقيا أن يصل لرئاسة ويحكم أعظم دولة بالتاريخ، أو الشيطان الأكبر كما يصفها المؤمنون، ولا تقول، الدول المشركة، والكافرة، بتفوق وأحقية وأسبقية وأقدمية مواطن على آخر بفعل هوية ما. فلا ضير في أن يكون المواطن في هذه الدولة الكافرة أو تلك مسيحياً، أو مسلماً، ويهودياً، وبوذياً، وحتى مشركاً وكافراً وملحداً أو لا أدرياً، ولا دينياً، وحتى لو كان مهاجراً من عرقية وإثنية بعيدة، و"أقلية" كأن يكون سيريانياً، أو فينيقياً، أو عربياً، وكردياً، وآشورياً، ونوبياً، وأمازيغياً، وأية جنسية أو إثنية أخرى في الأرض ، فهذا ليس عقبة أو مشكلة أبداً في تلك الدول التي توسم عادة بـ"المشركة" والعلمانية، و"الكافرة"، ويتمتع جميع هؤلاء المواطنون بكل الحقوق ويقومون بذات الواجبات، ويحصلون على نصيبهم من الثروة الوطنية والناتج المحلي، بغض النظر عن إيمانهم وكفرهم ومعتقدهم وتوجههم وحتى مواقفهم السياسية من النظام "الكافر" و"المشرك"، والعياذ بالله، الذي يقوم برعايتهم صحياً وغذائياً وتعليمياً ويحفظ لهم كرامتهم وحرياتهم.
ولكن حين تنتقل لتلك الدول التي تدعي الزهد والعدالة و"المؤمنة" والدينية، والتي تدعي وتزعم حمل قيم نبيل ومبادىء عظيمة، وتتدروش في إعلامها التضليلي الكاذب المخادع، وترفع، كذباً، الشعارات الطنانة الرنانة، وتتبنى، على أساس، ما تزعم أنه "دين الله" و"دين الحق" والتلويح بالعقيدة والرسالة السماوية الخالدة، فلا ترى أي جانب للتسامح والطيبة والمثالية، فهي ترفض ولا تقبل أن يكون مواطنها إلا من دين بعينه، ويحمل هذه العقيدة بالذات، ويؤمن بها وبرموزها، ويسجد لأصنامها، ويقاتل ويقتل من أجلها، وتحرضه على غير "المؤمن" وتدعوه لقتل "المواطن" المرتد كعمل وواجب مقدس، وترفض وجود مواطناً مسيحياً، أو يهودياً في الدولة(حقيقة جرى طرد اليهود من معظم الدول المتدينة والمؤمنة و"تشليحهم" أموالهم، ومصادرة جميع أملاكهم والسطو عليها من قبل دول الورع والتقوى والإيمان ليجدوا ضالتهم في الدول المشركة والكافرة ويستحوذوا من هناك ويتحكموا، بعد ذلك، باقتصاد العالم، وينظر للــ"يهو...د"، بصفة خاصة، بحساسية عالية، وشك وارتياب، في دول الورع والتقوى الإيمان، وأحياناً كثيرة ب"دونية"، وبكل أسف، وهناك الكثير من أبناء هذه الديانة تركوا الجمل بما حمل، وفروا بجلودهم هرباً من الاضطهاد الديني والتمييز العرقي والعقائدي في الدول المؤمنة التي تدعي حمل الرسالة السماوية الخالدة، لكنها ترفض وتأنف، وترتعب، وتهتز أركانها، أن يكون أحد مواطنيها كافراً أو مشركاً أو علمانياً ولا دينياً أو لا أدرياً، ولا يدين بمذهب الجماعة، لا بل تمعن بعنصريتها وأذيتها و"إيمانها"، بالزعم بوجود "فرقة ناجية" مميزة، والأنكى القول بوجود مواطنين "أشراف" مميزين عن سواهم ومنزهين ومعصومين، ومن سلالات "نادرة" ويتمتعون بحقوق "إكسترا" عن سواهم، ويجب أن تكون "الولاية" فيهم ودون غيرهم، (قمة الممارسة الفاشية والعنصرية)، وذلك بسبب انتمائهم لقبيلة صحراوية موغلة بالقدم، غزت هذه الدول المؤمنة عسكرياً، ذات يوم، من التاريخ، واحتلتها، وأخضعتها، بالقوة المسلحة والإرهاب واستنطاق الولاء، وأصبح فكرها وسلوكها وثقافتها ولغتها هي "دين الدولة" الرسمي الذي يجب أن يدين به الجميع وكل من لا يدين بهذا الدين فهو ملعون و"كافر" و"مشرك" و"مرتد"، إضافة لسيل آخر لا ينقطع من التوصيفات الدونية والعنصرية التي يـُرمى بها في الدول المؤمنة التي تخاف الله، بينما لا نرى أياً من هذه الممارسات عند من لا يخافون الله (رجاء ممنوع الضحك)...
الدول المؤمنة، التي تؤمن بالله الذي يرسل الأديان للناس لتهتدي وتومن به، كما يقال، ترفض بقية الأديان وترفض أن يكون مواطنوها من حملة أي من هذه الأديان، وتحاسب مواطنيها وتعاقبهم إن لم يؤمنوا بذاك الإله ودينه الأوحد، أما الدول الكافرة والمشركة والمرتدة، لا تمانع بأن يكون يدين مواطنوها بأي دين من الأديان، وينتممون لأي عرق من الأعراق، فيما يجاهد ويكابد "رعايا" و"أهل ذمة" و"مشركون" وعلمانيون ومرتدون وحملة أديان وأعراق أخرى للتمتع بأبسط الحقوق في دول الورع والتقوى والإيمان..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عنصرية القبيلة الصحراوية
عبد الفادي ( 2021 / 12 / 1 - 16:07 )
اقتباس : أصبح فكر(القبيلة الصحراوية) وسلوكها وثقافتها ولغتها هي -دين الدولة- الرسمي الذي يجب أن يدين به الجميع وكل من لا يدين بهذا الدين فهو ملعون و-كافر- و-مشرك- و-مرتد-، انتهى الأقتباس ...... إذن مقولة (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) هي بمثابة تمويه لإسقاط افعال تلك القبيلة على الآخرين لإبعاد شبهة العنصرية عن تلك القبيلة ولا علاقة لله بهذا القول لما فيه الحث على الكراهية والبغضاء لغير المنتمين لتلك القبيلة ، تحياتي استاذ نضال

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال