الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذي إزدرى الدين ؟؟؟ المُستشار أم المؤسسة الدينية ؟؟؟

أحلام أكرم

2021 / 12 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كتبت مقالتي الأولى عن كتاب صحيح البخاري في أغسطس 2014 .. بناء على بحث موضوعي من خلال قراءتي للعديد من الكتب المنادية بضرورة تنقية كتب التراث وصحيح البخاري لما فيها من مُتناقضات كبيرة .. تخلق الإلتباس في الذهنية ..مما يُعودّها على القبول بالمتناقضات ..
بأقل من أسبوع من النشر, كنت مدعوة للإحتفال بزواج إبنة إحدى صديقاتي, حين تصدت لي مُدرسة من بلدي الأم .. قائلة .. أحاول أن أتفهم الهدف من كتاباتك .. وأحاول إحتمال منطقك وتفكيرك . أما أن تكتبي عن البخاري فهذا ما لا أحتمله ..لأن كتابه الأكثر صدقا بعد القرآن ؟؟ أجبتها بأنني لا أكتب شيئا بدون البحث الدقيق .. أجابتني وماذا عن الفقهاء الأربعة .. أجبت بأن عائلاتنا تعتنق مذهب الإمام الشافعي ...وأحمد الله أن التكنولوجيا الحديثة لم تكن على زمننا ليعرفوا أن المذهب الشافعي يحلل ختان الإناث .. فما رأيك ؟؟؟؟؟
تذكّرت القصة وأنا أتابع بكل مرارة قرار المحكمة المصرية بحبس المستشار أحمد عبده ماهر بتهم مُتعددة .. قد تودي بحياة الرجل .. سواء داخل السجن لمرضه, أم خارجه بقتله كما حصل مع المفكر فرج فودة .. والذي كرّمته الدوله فيما بعد أن تفهمت ماذا كتب ولماذا .. وهو الهدف المماثل لهدف المستشار .. الهدف الذي يتقي الله ويسعى للصالح العام ..للخروج من التخلف الفكري الذي قامت به المؤسسة الدينية .. والسلفيين ..
تعدد الإتهامات ..
1- التشكيك في الثوابت ؟؟ بتحديد هذه الثوابت المؤكدة بالقرآن ..نجد أنها الشهادة والصلاة والصوم والزكاة وحج البيت .. والرجل لم يشكك بأي منها ؟؟؟
2- الأحاديث .. لا يمكن إعتبارها من الثوابت .. لأنها ليست بوحي ’منزل ..واختلاف الصحابة في جواز كتابتها يؤكد ذلك لأنهم إقتنعوا بأن الرسالة هي القرآن, مستندين لقول النبي "لا تأخذوا شيئا عني" و " ما أنا إلا بشر مثلكم" .. أما الأحاديث التي ’يعتمد عليها في الفقه والأحكام.. فقد أُخذت عن سلسلة تناهز العشرين من الرجال الذكور بعد وفاة النبي بما يقارب 250 سنة .. في عنعنة بشرية .. وبالتالي تخضع للخطأ البشري وتقييم مدى تقوى الرواة من الصحابة... ومصداقيتهم ..والحكمة والعقل تؤكد بأنه لا يجب أن ’يؤخذ بها كمصدر للتشريع خاصة في تناقضها مع القرآن ؟؟؟؟
2- كتاب البخاري
يبدأ الجدل
أ- في عدد الأحاديث التي كتبها ( نقلها) البخاري ما بين المليون و 250 ألف.... وضع منها في كتابه 7593 حديث.. ’نقّح منها 2762 حديث (إستبعاد الأحاديث المكرره ) كلها خلال سنة ونصف فقط.. إستند في معظمها على أبو هريرة... عائشة.. والعباس..
ب- تناقض الأحاديث مع النص القرآني ..مما يسيء للإسلام كدين وللنبي كبشر ..
.. فالقرآن يؤكد على "وجادلهم بالتي هي احسن " بينما في كتاب البخاري يأمر النبي بالتصفية الجسدية لمعارضية...
حديث آخر منسوب للنبي يقول نصه “جئتكم بالذبح”، بينما نص الآية القرآنية “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”.
مخالفته للعلم في موضوع الحمل لسبع سنوات بعد وفاة الزوج .. بينما يتأكد في القرآن بأربعة قروء (أشهر) .
النص القرآني " لا إكراه في الدين " و "لكم دينكم ولي دين".. بينما يكتب حديثا "" أمرت أن أقاتل الناس جميعا إلى أن يشهدوا..."" ثم "من بدّل دينه فاقتلوه "....
البخاري يسيء إلى النبي حين يكتب عن القوة الجنسية للنبي ومحاولة إسناد ذلك لحقيقة علمية..؟؟؟
أما عن دونية المرأة فحدث ولا حرج ..
لعق الزوجة لصديد ودم من الجروح لزوجها . حتى توفي حقه ويرضى عنها -.مساواة المرأة والكلب الأسود والحمار في نقض صلاة الرجل اذا مروا امامه.. وغيرها كثير ..

3- لا وجود لعذاب القبر ..فكرة العذاب إساءة إلى العلي القدير المفروض فيه الرحمة لعباده ...إضافة إلى أنه يربط التدين بالخوف في الدنيا وفي الآخره .. ثم أنه ليس هناك من دليل واحد يؤكد ما بعد الموت ؟؟ وفشل العلم والعلماء بحقيقة الموت .. أما أسطورة الثعبان الأقرع ... فهل رأينا ثعبانا بشعر حتى نؤمن بوجود ثعبان أقرع .. القصة ليست سوى إحدى الخرافات التي يروّجوا لها لضمان الإنقياد الطوعي لهم , وضمان رواتبهم .

الجدل القائم مُشابه للجدل الذي حدث بين الشيخ محمد فرحان (رئيس الجامعة الوطنية الإسلامية) عام 2014 مع الشيخ محمد عبد الله نصر الذي نادى آنذاك بتنقية التراث مما شابه من شوائب ,وصحيح البخاري الذي أساء للنبي وللإسلام ..الدعوة التي رفضها الشيخ محمد فرحان كليا .. وبدلآ من الدخول في مراجعة علمية نقدية للكتاب, ولبعض من مناهجه التي تحض على إزدرداء الأديان الأخرى.. قام شيوخ الأزهر بالدفاع المستميت على صحته وأنه أصح كتاب بعد القرآن ..ثم أصدر الأزهر بيانا ينهى فيه عن الدخول في مثل هذه الحوارات وإعتبار أن هذا الحوار مساس بالأمن القومي ؟؟؟؟
أزمة الأزهر والمؤيدين له... الإعتياد على تجاهل المفكرين ورفض الحوار و الدخول في مناقشات موضوعية تستند إلى الحجة والبرهان .. لإستخراج ما هو الأصلح والأكثر منفعة للصالح العام .. وتجييش المشاعر في الجوامع وأن ما يقوم به هؤلاء المفكرون تشوية للدين وللأفكار .. وهو السبب الرئيسي لتجاهل الطلب الرسمي الذي تقدم به المستشار إلى المؤسسة الدينية لترشيح من تراه مناسبا من علمائها للدخول في مناقشة فكرية فقهية معه ..تُحدد الرابح أو الخاسر ..للبدء في تجديد الخطاب الديني على أسس علمية .. منطقية تضمن الصالح العام في الخروج من التطرف وضمان الأمن العام , خاصة وأن جذور تهديد الأمن العام موجودة في مناهج المؤسسة الدينية التي تحض على التطرف وتدعو صراحة لتكفير الآخر المختلف ؟؟؟
في مصر أم الحضارة ..والقضاء العادل, يحزنني الحكم الذي لم يأخذ القضاة لإصدارة أكثر من 20 دقيقة .. لقراءة كتاب المستشار أكثر من 400 صفحة, ومستندات تقارب 1000 صفحة .. وغيرها من الأوراق المرتبطة بالقضية ؟؟؟
في مصر أم الدنيا .. يحزنني تخلي الدولة عن خطاب الدين العقلاني للخروج من ظلمات الجهل والتجهيل الذي قامت به المؤسسة الدينية ..خاصة وأن ما قاله المستشار موجود فعليا في كتب التراث .. ويقوم الأزهر بتدريسه في كلياته .. بحيث يتخرج الطبيب المسلم المؤمن بقدرة بول البعير على الشفاء .. والمهندس المؤمن .. وغيرهم كثيرون ؟؟؟
كنت أتمنى من القضاء في مصر الحبيبة .. التوجه إلى الأزهر الذي رفض طلب المستشار للمناقشه عدة مرات وحثه بقرار حكومي على هذه المواجهه ..
كنت أتمنى من الحكومة المصرية أن تعطي للرجل الحرية لتجديد الخطاب الديني ..الذي لا يمكن تجديده بدون مواجهة فكرية موضوعية تضع المصلحة العامة فوق كل إعتبار آخر .. وعصرنة الدين .. بمرونة تأخذ قدسية الإنسان وحقه في الحياة بدون خوف ..
لا زلنا بحاجة لصحوة تبدأ من القاعدة الشعبية .. مترافقة مع إرادة سياسية في التجديد والخروج من نفق التخلّف والظلام الذي نعيشة..صحوة تبدأ من مواجهة الماضي ومناهج الأزهر والمناهج التعليمية كلها وعصرنة وتحديث التعليم .. وإسناده إلى العقل وحرية التفكير ..
مادة إزدراء الأديان لا تصلح لدولة تسعى للحداثة .. سيدي القارىء ..
تُرى من الذي يزدري الدين .. فتوى الدكتور عزت عطية بجواز إرضاع الكبير ؟؟ وتحليل التعدد بما فية من جرح للكرامة الإنسانية ... أم إسناد العلاقة الإنسانية للمودة والرحمة لمنعه من منطلق المقصد الإلهي كما يقول المستشار ؟؟؟؟؟
من الذي إزدرى الدين .. في رفض الطلب الأخلاقي من شاب يريد الزواج من فتاته التي حملت منه وإن كان الدين يسمح بنسب طفله إليه.. أم رفض المؤسسة الدينية مباركة الزواج .. وإجابتها بأن الطفل سيُنسب إلى الأم .. مع علمها بما سيواجهه الطفل المفقود النسب.. في مجتمع بلا رحمة ..
بكل جوارحي أتمنى إخراج مادة إزدراء الأديان من الدستور ..وتطهير الذهنية من تقديس كل ما هو غير إنساني ولا يتماشى مع العصر والتحضّر .. وتبرئة المستشار من تهمة هو برىء منها أصلآ ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الموضوع اكبر من تنقية التراث
عبد الفادي ( 2021 / 12 / 2 - 18:29 )
يا استاذة احلام لو كان الموضوع يقتصر فقط على على تنقية التراث ويتوقف عند ذلك لما ترددت مؤسسة الأزهر من فعل ذلك ، القضية اكبر والأزهر يخاف ان موجة التجديد تطال القرآن نفسه لأن ما ذكرتيه انتِ من آيات المهادنة تجدين نقيضها بآيات مدنية تنسخ ما قبلها ، كذلك الشوائب الموجودة في التراث تجدين ما يماثلها في الآيات المدنية كأضطهاد المرأة بالضرب والأرث وإذلالها بتعدد الزواج وموضوع المحلل الى آخره ، كما توجد آيات تسيئ الى شخص الرسول نفسه كتحريمه للتبني من اجل الزواج من زوجة ابنه بالتبني ، اضافة الى رخصة وطئ المحصنات الأسيرات (راجعي قصة معركة اوطاس) ، إذن العقلية التي صاغت نصوص القرآن المدني لا تختلف عما جاء في كتاب البخاري لذلك نادى المفكر والمجدد الديني السوداني محمود محمد طه بتجميد القرآن المدني لأنه ينسخ القرآن المكي المسالم ، ولهذا يتردد الأزهر من تنقية التراث خوفا من ان يطال التصدع القرآن نفسه ، اما المجددين كالمستشار ماهر وغيره فسيكسبون ذكر التاريخ لهم ويخلد ذكراهم حتى إن ماتوا في السجون فلا يمكن ان تستمر مؤسسة الأزهر من بناء تعاليمها على جماجم المفكرين والمجددين ، مع التحية والأحترام


2 - تناقضات
سهيل منصور السائح ( 2021 / 12 / 3 - 06:22 )
الاخت الكريمة بعد التحية. لقد طلبت منك الرد على تعليقي على مقالك السابق ولم اتلقى اي جواب ولعله ناتج عن عدم البوح بما تؤمنين به اتقآءا على سلامتك وهذا عين الحكمة الا ان الحق حق والباطل باطل.اما قولك من ازدرى الدين المستشار ام المؤسسة الدينية فانا اقول ان المؤسسة الدينة لم تزدري الدين لان الذي تدافع عنه المؤسسة الينية هو الدين الصحيح الي ورثناه بدون لف او دوران. ماذا يعني لك حرق المصاحف على يد الخليفة عثمان وجمع الناس على مصحف واحد والذي لا زال الخلاف قآئما بين المسلمين انفسهم ومن يضمن الزيادة والتقصان غي نسخته الحالية؟؟.اختي الكريمة ان قضية الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه الذي هو محل اختلاف بين المسلمين انفسهم دليل دامغ على ان ما ورثناه ليس جدير بالثقة ويثبت بالدليل القاطع ان الاديان بشرية الهوى والهوية. ان من واجب الدولة ان لا تسمح للمؤسسة الدينية بالتدخل في شئون الناس وليكن الدين شان شخصي وكل حر في عقيدته والقوآنين العصرية والعلوم كفيلة بتنظيم المجتمع. انا متاكد لو ان المستشار يعطى الحرية في نقذ الدين لما اقتصر نقذه على كتاب البخاري وحسب بل سيتعداه الى ابعد من ذالك . سلام عليكم


3 - الأزهر اقوى من سلطة الدولة
وسام صباح ( 2021 / 12 / 3 - 13:38 )
لو وافق الأزهر على تنقية كتب التراث والبخاري وبقية كتب الصحاح لوجب ان يلغي كل الكتب الدراسية المقررة في مناهج الأزهر ولجلب ذلك عليه نقمة الشيوخ لأن الأزهر يجب ان يغلق ابوابه
.امام الطلبة لعدم إيمان الشيوخ و مدرسي الأزهر ذوي العقليات القديمة بالحداثة والتغيير .
لو كان عبد الفتاح السيسي جادا في طلبه في تنقيح الخطاب الديني والمناهج العرجاء في الأزهر وهو صاحب السلطة العليا في البلاد لفرض على الأزهر تغيير المناهج التي تتعارض مع القرآن و التطور العلمي الحديث . لكن السيسي يداهن الأزهر خوفا من نقمة الإسلاميين عليه وتحريك الشارع ضده فتحدث الفوضى التي هو في غنى عنها للحفاض على منصبه و كرسييه من الأهتزاز . و ولتبقى المناهج كما هي وليبقى الأزهر اقوى من الحكومة ورئاسة الجمهورية و لتبقى المادة الثانية بالدستور قائمة مادام العرش لازال ثابتا .

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي