الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
على المؤمنين التحلّي بالموضوعية قبل فوات الأوان.
اسكندر أمبروز
2021 / 12 / 3العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في كتابه الشهير Inside the third reich أو داخل الرايخ الثالث , يقول المهندس الألماني ألبرت شبير , والذي كان من أقرب المقرّبين لهتلر خصوصاً مع نهايات الحرب العالمية الثانية ما يلي...
"عندما سمعت خطاباته الرنّانة خرجت كلّ طرق التفكير النقدي من عقلي , فالجريمة التي كانت متساوية مع جريمة عملي مع النازيين هي عدم رؤية النازية على حقيقتها , والسماح لمشاعري بالتحكّم بي شخصياً عوضاً عن السيطرة عليها , فأنا ظلمت نفسي عندما تجاهلت كل الإنذارات والسلبيات في المبادئ النازية , ظنّاً منّي أنها مجرّد كلمات سياسية فقط , ولم آخذها على محمل الجد."
"فكم من الأرواح كنّا لنحمي لو قام الشعب الألماني بالنظر للنصوص النازية بموضوعية وقراءتها بتمعّن وحياديّة , وعدم التبرير لها ولسلبيّاتها الكبيرة في كل موقف ؟ نعم لقد ظلمت نفسي وكانت تلك هي جريمتي الحقيقية"
فحال ألبرت شبير ينطبق تماماً مع حال الغالبية الساحقة من أمّة بول البعير , فهم إمّا جهلة بنصوص دينهم أو متغاضون عن نصوصه الوقحة والرذيلة , مبررين لأفظع الفظائع , مسيّرين بالدوغمائية والعواطف والسخافات الدينية والطقوس الفارغة والخرقاء , مخدوعين مغيبين ممسوحي العقل , ومحرّم عليهم التفكير النقدي والشك نظراً لضعف دين رضاع الكبير طبعاً...
ولهذا عليهم اليوم وقبل فوات الأوان بأن يراجعوا هذه النصوص , ويتمعّنو بها ويحللوها بشكل حيادي موضوعي بحت , وعليهم التمتع بالقوة العقلية والشك والنقد ولو ليوم واحد فقط ! فهذا كل ما يتطلّبه الإسلام حتى ينفضح ويسقط من عقولهم بشكل تامّ , فهو بهذا الضعف والوهن , تماماً كالنازية.
فلا تكونوا كألبرت شبير تتحسّرون على حالكم بعد فوات الأوان وخراب بلادكم ومجتمعاتكم وتقهقركم المستمر بسبب الدين الفاجر هذا , بل بادروا بأنفسكم وضعو دينكم في ميزان العلم التجريبي والعقل والأخلاق الإنسانيّة المجرّدة والموضوعية والمنطق , والحريّة ستكون من نصيبكم , فإنسانيتكم أعظم من أي خرافة , وحياتكم أثمن من أن تضيع في طقوس خرقاء وتقديس لأحجار الكعبة الصمّاء التي لا تنفع بل تضرّ بتأثير الخرافات المحيطة بها أو غيرها من السخافات الدينية , ودولكم ومستقبل أطفالكم أعظم وأهم من أي دين وإله وأيديولوجيا...
فلا تتشبثوا بالخرافة لمجرّد ميلادكم في بيئتها , بل تشبّثوا بعقلكم وتفكيركم ونقدكم , فأنتم ملحدون بالنسبة لأكثر من 4000 دين موجود اليوم , والفرق بينكم وبين أي ملحد حقيقي هو دين واحد فقط , فحكمكم على ال4000 دين أنها باطلة , وأن دينكم هو الصحيح , من دون قراءة أو مطالعة أي نص من نصوص تلك الأديان , أو مراجعة نصوص دينكم بموضوعية وعقلانية حتّى , هو الانتحار العقلي بعينه , وهو تحوّل من الإنسانية للحيوانية الفكرية بمعناها البهيمي والمغيّب , فقبل فوات الأوان وخراب الأوطان راجعوا دينكم بموضوعية واستقلالية وإتقان لإعطاء دولنا المجال والفرصة لتفلح وتنجح قبل أن يسحقها قطار الحضارة المتسارع.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بحلو
.. تكبيرات العيد في الجامع الازهر في اكبر مائدة إفطار
.. شاهد: في مشهد مهيب.. الحجاج المسلمون يجتمعون على عرفة لأداء
.. 41-An-Nisa
.. 42-An-Nisa