الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة نفسك True of Thyself - (3 من 11)

راندا شوقى الحمامصى

2021 / 12 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذا الكاتب يحتاج إلى لفت الإنتباه هنا بأنه لم يتبع هذا الخط من التفكير في إكتشافه لهذه العلاقة المثيرة للدهشة. و بقراءة مصطلحات ويلبر وتفسيراتها فإنه رأى أنها وثيقة الصلة بالكتابات البهائية و أن مفهوم ويلبر يمكن أن يستخدم لتنظيم علم الكونيات البهائي وتوفير نظام فلسفي للكتابات البهائية المقدسة. لذلك، فإنه حاول ربط المبادئ البهائية مع هذه المفاهيم الويلبرية Wilberian و قام بعملية كتابة ورقة حول هذا الموضوع. بمحض الصدفة، كذلك على ما يبدو، كان هذا الكاتب فى إحدى الأمسيات يقرأ فى الوديان السبعة ووجد، لمفاجأته الكبيرة، أن حضرة بهاءالله يستخدم مصطلحات، هى التي قد أعاد إستنساخها ويلبر في مشروعه الفلسفى.
و بدقة أكثر، يجب أن يذكر، أن مصطلحات حضرة بهاءالله ليست فقط أنها سبقت فهم ويلبر، بل هى تحسين كبير لها، على الرغم من أنها كانت مكتوبة حوالي قرن قبلها. و ما هو حتى أكثر إثارة للدهشة هو حقيقة أنها تمت كتابتها دون الإستفادة من التطور الفلسفي والنفسي للقرن الماضي، و الذي يستند فهم ويلبر عليه. و كما سيتم الإشارة إليه أدناه، يمكن للمرء أن يتساءل ما إذا كانت رؤية حضرة بهاءالله أليست هى الأرض المهد، التي أدت إلى تطوير فكرة وجود علم النفس التنموي والفلسفة التكاملية، كما يتم تقديمها بواسطة كين ويلبر.
هذا الإكتشاف كان غير متوقعاً وصادما تقريبا. ومن المؤمل أن هذه الورقة سوف تزيد من فهم هذه المفاهيم وترابطها، كما أن العمل على هذه الورقة بالفعل سبق و أعطى تحسنا كبيرا في الأفكار التي تستند عليها هذه الورقة.
في الواقع، يمكن لمصطلحات حضرة بهاءالله تحسين فهم مشروع ويلبر وجعله أفضل ملاءمة مع مفاهيم أخرى من علم كونيات ويلبر Kosmology، وخصوصا مفهوم الحولون Holon. و كما سنرى لاحقا، في حين أن ويلبر يتّْبع المفاهيم التيلهارديانية Teilhardian في وصف الجانب الداخلي والخارجي من الوعي والوجود، فإن مفاهيم حضرة بهاءالله من الأول والآخِر تصف أفضل من ذلك بكثير المفاهيم المقابلة الأخرى الفرد والجمعي المستخدمة من قبل ويلبر.
و باستمرار هذا البحث سنحاول الخوض في نطاق هذه المفاهيم الأربعة كما وردت في الكتابات البهائية المقدسة. وهذه النزهة القصيرة سوف تؤكد أن هذا البحث و التحقيق هو في تناغم مع فهم ظهور حضرة بهاءالله. و أكثر من ذلك فإنه سوف يسلط الضوء على إتساع وعمق هذا الظهور ومدى إرتباطه بفهم هو الأكثر آنية لهذا العالم كما أوردها جزئيا ويلبر. و أن هذا الزواج بين الفلسفة واللاهوت في فهم هذا الصدد مرة أخرى سوف يكون مؤشرا لزماننا، وهو زمن الهدم و البناء كما أشار إليه حضرة شوقي أفندي.
في القسم الأخير، فإن المفاهيم المفصلة الآن من الأرباع الأربعة وعلى جميع المستويات سوف تختتم في وصف الجانب الوجودي ontological للظهور البهائى وسوف تسلط ضوءا جديدا على مفاهيم ويلبر للواقع والوعي. و هذا الجمع بين اللاهوت وبعض المفاهيم الفلسفية، وكذلك علم النفس، سوف يسلط المزيد من الضوء على النظام الميتافيزيقي لويلبر، و لا يشير فقط إلى القصور الشديد لهذا النظام، ولكن أيضا جزئية الحقيقة التى يحملها. و هذا سوف يفتح ظهور حضرة بهاءالله لخطاب اليوم الفلسفي الذى يشمل العالم كله. فالترجمات العديدة والتوزيع الواسع لكتب ويلبر يمكن أن تساعد في هذا التطور.
إذن، هذه الورقة هى محاولة لدمج نظامين فكريين يبدوان مختلفان ظاهريا و لمقارنتهما مع بعضهما البعض. ما لديهما من القواسم المشتركة هو حقيقة ان كل منهما بطريقته الخاصة عالمي ومتكامل، و ما يختلفان فيه هو أن مؤلف أحدهما هو نبي مؤسس لدين عالمى ينتشر بسرعة في جميع أنحاء القارات، والآخر هو مفكر فلسفي و نفسي و الذي وجد قبولا واسعا في الولايات المتحدة ووصل الى إعتراف دولي. و يفصل بينهما أكثر من قرن من الزمان، ومع ذلك لا يبدو أن الأخير على علم بكثير من ما جاء به السابق.
ونحن سوف نواجه صعوبة في محاولة فهم الإتحاد /الوحدة التي تربطهما بعضهما ببعض، أى المعنى الأعمق الذي هو أساس كل من أفكارهما وسوف يستوجب علينا بذل بعض الجهد لشرح العلاقة بينهما على حد سواء. وسيكون من السهل جدا مجرد إفتراض أن الحقيقة هي دائما نفسها، بغض النظر، من الذي يكتشفها - بأن الأمور عالقة ببعضها وأن هناك علاقة سببية بين وجهات النظر المختلفة والأفكار، التي تنمو بشكل مستقل عن بعضها البعض، طالما أنها تبدو متماثلة.
أو، قد يتصور المرء، أنها تم ربطها كافة عن طريق مجرد الصدفة، تماما مثل ما في كومة من الرمال فإن الحبيبات المختلفة ليس لها علاقة مع بعضها البعض، باستثناء قربها وتشابهها. و طريقة أخرى لفهم تصادف و تزامن الأفكار المتماثلة هو أن نفترض أن واحدة منها قد تسببت في الأخرى أو أن كلا منهما لديه واحد أو أكثر من الأسباب المشتركة التي تربط أفكارهما معاً.
ومن المؤكد أن هناك نوعان أساسيان من التفكير في هذه الأنواع من العلاقات، كما ولاحظ بالفعل بيير تيلار دي شاردان Teilhard de Chardin:
"ومع ذلك، فقط عند هذه النقطة، في الحقيقة، فإننا نلاقى إنقساماً فى البداية في تفكير الكتلة البشرية". وكذلك يقول: "تحت عدد لا حصر له من التمايز الثانوى، الناجم عن تنوع المصالح الإجتماعية، و من التحقيق العلمي أو الإيمان الديني، هناك بالأساس نوعان من العقول، إثنان فقط: أولئك الذين لا يتجاوزون (و لا يرون أي ضرورة لتجاوز) تصور التعدد - كيفما يكون التعدد يظهر مترابطاً في حد ذاته - وأولئك الذين يتصورون هذا التعدد نفسه بأنه إكتمال بالضرورة في نوع من الوحدة. فهناك فقط، في الحقيقة، التعدديون والأحاديون: أولئك الذين لا يرون، وأولئك الذين يرون."13
إن كلاً من دين حضرة بهاءالله وفلسفة كين ويلبر المتكاملة يبدوان كأنهما متصلين بفهم متماثل و يتقاسمان وجهة نظر مماثلة، على الأقل في بعض المناطق.
حضرة شوقي أفندي، المفسر الرسمي لكتابات حضرة بهاءالله يصف خطة الله، التي مؤلفها هو حضرة بهاءالله، والتى مسرح عملياتها هو الكوكب بأسره من حيث البناء و الهدم، من تفاعلات مستمرة ومتبادلة كل منهما على الآخر:
"مثل هذه العمليات المتزامنة في وقت واحد من صعود وسقوط، من التكامل و الإنحلال، من النظام والفوضى، و مع ردود أفعالها المستمرة والمتبادلة على بعضها البعض، فإنها ليست سوى جوانب من خطة أكبر، واحدة لا تتجزأ، مصدرها الله، مؤلفها هو حضرة بهاء الله، و مسرح عملياتها هو الكوكب بأكمله، والتي هي أهدافها النهائية وحدة الجنس البشري والسلام للبشرية جمعاء."
في الفهم البهائي للتاريخ فمن الواضح أن التطور السريع للعلوم الحديثة والحضارة هى إستجابة من العالم كله لرسالة حضرة بهاء الله، الذي ذكر أن العالم قد أصبح حبلى بظهوره.
إن تاريخية الرؤية البهائية للعالم صورها سعيدى Saiedi باعتبارها واحدة من الجوانب الجديدة الخاصة بظهور حضرة بهاءالله. لأنها تقوم على مبدأ الظهور التصاعدى التدريجى والنضج للبشرية التى تتلقي هذه الرسالة الجديدة. 16 [16: ما جاء في التفسير المسيحي و الإسلامى هو نهاية العالم، (أي، عند عودة المسيح، و القيامة) فأصبح كل من الديانتين قد "تحولتا إلى عقيدة تاريخية ووعي تاريخي" (Na-dir- Saiedi, Logos and Civilization, p. 68). و هذه الفكرة لتطور البشرية، كمفهوم لاهوتي، قدمت من قَبل في سياق مسيحي من قِبل تيلار دى شاردان الذي تحدث عن الله من مفهوم التطور والمسيح كمُطوّر Evolver، (المسيحية و التطورChristianity and Evolution,). و في عمله يصف تيلار ضرورة فهم الدين في سياق التاريخية أو التطور. وسوف نستأنف هذا الموضوع في جزء لاحق من هذه الورقة.]



كتابات حضرة بهاءالله العرفانية ونظام كين ويلبر للفلسفة المتكاملة The Mystical Writings of Bahá’u’lláh and Ken Wilber’s system of integral philosophy
بقلم ولفغانغ كليبل Wolfgang A. Klebel
ترجمة حامد عبدالله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا