الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللامنتمي كما افهمه

وهاد النايف

2021 / 12 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


اللامنتمي لم يكن على ماهو عليه من ميل الى الانسلاخ من الانتماءات الا بعد ان حاول مرارا وتكرارا الانخراط بدوامات اجتماعية تعصف به احيانا وتؤذيه احيانا اخرى، لكنه وجد ان المقايضة الحاصلة هي غير رابحة حيث ان العامة بسطحيتهم لم ولن يفهموا عمق اللامنتمي وعزلوه عنهم كونهم اعتبروه غريب اطوار وليس على شاكلة القطيع، لكنه اختار ان ينعزل بذاته كنتيجة وككل الأنبياء،حتى يجد هذه الذات مجددا ويصقلها بعيدا عن تاثير العامة، لكنه وفي الحقيقة لايملك وحيا او معجزة كي يبشر الناس بها فتستمر غربته.
هو الذي يعرف حقيقة الحياة لكنه لايستطيع ان يقدم للناس الحلول وهذا الأمر الذي سيصبح كابوسه المخيف احد اسباب الألم لأن العامة يرونه غير مهتما بانقاذهم ولا يعنيه شيء لكنه وفي عقله كثير من اللهاث حول محاولة انقاذ ذاته وانقاذ العامة!
في الحقيقة كلنا (كأصحاب وعي) لامنتمين لكن بدرجات متفاوته كلنا قد نكون رافضين لهذه العبثية التي تلتهم حياتنا لكننا قد لاندرك كل هذا لاننا قد نكون مجبرين على الانخراط لأننا لم نمتلك القدرة او الشجاعة على اتخاذ القرار باننا يجب ان نكون أحرارا بعزلتنا وابتعادنا عن كل هذا الكم من الإطارات الانتمائية الضحلة وشراء ذاتنا ولأننا قد نكون لاجئين الى الحرية المزيفة من خلال أيديولوجيات هشة وفق العقل الجمعي مقهورين ولانعترف..
ان اللامنتمي يعاني الصراع الكبير هو انه يريد ان ينتمي الى شيء كبير لكنه يرفض هذا الانتماء اذا كان على حساب حريته واستقلالية ذاته هذا الصراع هو المازق الوجودي الكبير له والألم الذي قد يؤدي به إلى التطرف والثورة العنيفة او الإنتحار احيانا وفكرة الإنتحار هنا تكون حلاً للخلاص من هذا الألم والصراخ المدوي في عقله!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث