الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحلام الدفن الغامضة!

حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)

2021 / 12 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


Erdal Balci هو كاتب أعمدة صحفية وروائي هولندي، من أصول تركية. نشر قبل أيام مقالة مهمة حول إحدى قضايا الاندماج مع المجتمع الهولندي التي لا يستطيع المهاجرون واللاجئون إلى هولندا تدبيرها.
تتحدث المقالة بوجه الخصوص عن الجاليتين المغربية والتركية ، وهما كبييرتان وقديمتان في هولندا . تشكل الجالية المغربية نسبة 10.4% من عدد السكان وقد بدأت بالتشكل في عام 1965. تليها الجالية التركية من حيث العدد السكاني في هولندا.
تفيض مقالة الكاتب الهولندي بالعتاب الذكي والصريح لهاتين الجاليتين اللتين ترفضان الدفن في الأراضي الهولندية . بل يخطط أفرادهما لذلك في البلاد الأصلية.
هذه مقتطفات من المقالة المعنونة بـ "تربة هولندا جيدة بما يكفي للراحة الأبدية"
1-حتى أن الناس ينقلون أطفالهم الذين ماتوا عند الولادة إلى المغرب أو تركيا. لذلك ، فإن الأرض الهولندية ليست خيارًا للمقبرة ، حتى لو كانت تتعلق بمخلوقات حديثة الولادة .
2-ما الذي يكمن وراء هذا الرفض الكامل لهولندا كمكان حتى بعد الموت؟ ما هو مصدر النفور من هولندا الذي يجعل الناس يريدون مقبرة بعيدة عن هولندا ، مما يعني أيضًا مكانًا للراحة الأبدية بعيدًا عن العائلة والأحباء في هولندا؟
3- حب البلد الذي تعيش فيه، هو استثمار في السعادة. شعور هو في كل الأحوال أكثر قيمة من الحب الزائف لبلد بعيد حيث تستند كل المشاعر إلى أوهام بعض أسابيع الإجازة المشمسة. إنه الحب النقي للبلد الذي ولدت فيه وترعرعت فيه. حيث جربت تضامن أبناء الوطن. حيث تتفتح أو تموت نباتات الحدائق في غرفة المعيشة الخاصة بك. حيث يذهب أطفالك إلى المدرسة. حيث تمشي باللون الأزرق ، حيث تجد شريك حياتك ... حيث ينقلك المسعفون إلى المستشفى بعد السقوط. حيث تتعلم ابنتك لعب كرة القدم ويتم اكتشاف صوت ابنك الجميل. بلد تحقق فيه أحلامك ويدعمك فيه أبناء بلدك.
4-هولندا بالطبع ليست مثالية ، فهناك الكثير من المشاكل هنا أيضًا. خاصة للأشخاص الذين هم أكثر عرضة للخطر بسبب أصلهم. لكن إذا سألتني ، فهي لا تزال بلدًا يستحق تعلم الحب. بلد لا يستحق الولاء للتاريخ الديني أو تاريخ الأجداد ، ولكن للحريات التي يكفلها الدستور لجميع سكانه.
5-إن الهضبة الجميلة التي هي هولندا لا تستحق حتى الآن الاعتزاز بها باعتبارها المكان الذي يكمن فيه مستقبل الأحياء والأموات. وذلك في حين أن أيدي الممرضات التي لمست أحباءنا (يقصد الهولنديين من أصول عربية أو تركية) في ساعاتهم الأخيرة أجمل من كل الجبال والأنهار والجداول والزهور في البلدان الأصلية مجتمعة.

هل الكاتب الهولندي محق في عتابه؟
أعتقد أنه محق إلى تلك الدرجة التي تسمح بالقول إن نصف قرن من الإقامة في هولندا لم تكف الجاليتين المقصودتين لتحقيق الاندماج مع المجتمع الهولندي.
وهذه الإشارة تقود بالضرورة إلى السوريين الذين بدأوا بالتوافد قبل بضع سنوات. تخضع الحكومة الهولندية جميع اللاجئين إلى برنامج اندماج مدروسة. لكنها تبدو بجميع المقياس فاشلة. فالسوري مثل المغربي ، جسده في هولندا وعقله في بلده الأصلي . وهو غير مستعد إطلاقاً لقبول ثقافة الآخر الذي يعيش في حضنه.
لماذا يحدث ذلك؟
وما هو سر الرغبة في الدفن في البلد الأصلي ؟
وهل هناك فرق بالنسبة للجثة في أن تدفن في الصحراء أو تلقى في المحيط؟
وما سر الرغبة في الحصول على قبر متواضع في مقبرة موحشة جرداء ، ورفض الدفن في المقابر الهولندية التي تشبه الحدائق والتي تقدم أيضاً قسماً خاصاً لأصحاب الديانات المختلفة؟
ولماذا ينسى الجميع فضل هولندا ، وقد جاؤوا إليها أسراباً فاحتضنتهم دون ريب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با


.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط




.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-