الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التكوير و القيامة بين النص و العلم الجزء الاول

علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)

2021 / 12 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاعتلال الفكري للفرد و الخروج عن سياسة القطيع بشقيه السلبي و الايجابي يعد اكبر و اهم مبادئ الرفض ومن اهم خطوات الخروج عن الثبات حيث لا ثبات بالمطلق / الكاتب


لا ابحث في هذه المقال عن مصداقية النص الديني من عدمه . وليس من باب الفقه او الخوض في ما لا يمكن المساس بقدسيته , النص القرآني والنص السماوي مقدس وليس لي ان أقول غير ذلك سواء كان هذا من معتقدي الخاص ام غيره .و لا يسعني هنا الخوض في اثبات الخالق من عدمه او البحث في مصداق الرسالات والرسل . انما الحديث يقف على البناء التام في معتقد الإيمان الثابت من اصحاب الفكر الديني وجزئية التعليل النفسي في المطابقة و المقارنة بين النص و النظرية العلمية بما فيها من مثبت و من متغير و الهدف استخراج فكرة نفيض من نفعها اعطاء جرعة من المسكنات النفسية لمن يعاني من اضطراب الدين و العلم في تقابلهما و اختلافهما .
ذا الشمس كورت ( 1 ) وإذا النجوم انكدرت )

إذا الشمس كورت ! عظيم هذا الوصف من حيث البعد العلمي اذا ما تحقق فعلا ما أنيط إليه من فكر على مرور الزمن فى نظرية السديم اللكوني و افتراض التشكيل في القرص الكوكبي حيث مراحل الشمس و التكوين من قرص الى نجم مكور او شبيه بالكرة الى حد ما ,كورت الشمس اي لفت و جمع ضوئها وتكور كما تكور العمامة على افتراض ما قد سبق من شكل مختلف عما هي عليه الان كان تكن قرص او اسطوانية او ماسية الشكل (كورت الشمس أي لف و جمع الضوء كما تلف العمامة , أي اصبح في مسار محدد غير عبثي بمعنى اوضح الى التصور العقلي أي كورت اصبحت مثل الكرة فاصبح ارسال حزمها الضوئية بشكل يأخذ طابع هيكلها اشبه بالمصباح الكروي و هذا ما نستطيع استقصائه من وصف المفردة اللغوية أما ما يحاول وصفه المفسرون هو ادخال الضوء الى باطن الشمس .اي اشبه بقطعة قماش او عباءة يتم جمعها و لملمتها واخراج باطنها ليخفي ظاهرها هذا ما يمكن لنا ان فهمه من تصور مفسري القران ) فيقول العرب كور الرجل العمامة. كور المتاع أي القى بعضه على بعضه. كور الله الليل على النهار أي ادخله بعضه في الاخر هذا هو التكوير و بشكل بسيط جدا لا يحتاج الى توسع اكثر الا انه محط تأويل واختلاف لدى مفسري القرآن لنشاهد شيء مما طرح
يقول البغوي في تفسير هذه الآية قوله - عز وجل - ( إذا الشمس كورت ) قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : أظلمت ، وقال قتادة ومقاتل والكلبي : ذهب ضوؤها . وقال سعيد بن جبير : غورت . وقال مجاهد : اضمحلت . وقال الزجاج : لفت كما تلف العمامة ، يقال : كورت العمامة على رأسي ، أكورها كورا وكورتها تكويرا ، إذا لففتها وأصل التكوير جمع بعض الشيء إلى بعض ، فمعناه : أن الشمس يجمع بعضها إلى بعض ثم تلف ، فإذا فعل بها ذلك ذهب ضوؤها هنا يمكن ان نستنتج ان صورة الشمس لدى المفسرين ليست كروية لعلها تأخذ شكل يمكن طيه كأنما اجدهم يصفون رغيف خبز يطوى ويختزل النور بداخله .
اما ابن كثير فيطرح اكثر من راي قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ( إذا الشمس كورت ) يعني أظلمت وقال العوفي عنه ذهبت وقال مجاهد اضمحلت وذهبت وكذا قال الضحاك وقال قتادة ذهب ضوؤها . وقال سعيد بن جبير ( كورت ) غورت وقال الربيع بن هثيم ( كورت ) يعني رمي بها وقال أبو صالح ( كورت ) ألقيت وعنه أيضا نكست . وقال زيد بن أسلم تقع في الأرض !
قال عامر الشعبي ثم قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن ابن يزيد بن أبي مريم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قول الله : ( إذا الشمس كورت ) قال كورت في جهنم "!
قال الحافظ أبو يعلى في مسنده : حدثنا موسى بن محمد بن حيان حدثنا درست بن زياد حدثنا يزيد الرقاشي حدثنا أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشمس والقمر ثوران عقيران في النار ! لا افهم معنى ثوران عقيران هي حظيرة حيوانات "
في الواقع ما جاء به زيد بن أسلم يعد خارج عن المنطق .حيث كانوا في السابق يعتقدون أن الشمس أصغر من الأرض ونجد بعض الروايات الاسطورية تتحدث على أن الشمس تذهب كل يوم الى عين طينية وتربط بالسلاسل تحت عرش الله و اذا اصبح الصباح تطلب منه الاطلاق فيطلقها و هكذا دواليك , أن اعتقادهم السابق في تموضع الارض في مركز السماء وجعل منها محور دوران الوجود وأصبح التنصيص على انها اكبر من الشمس ,هذا التصور اخذهم نحو الرسم الغير واقعي للكون فانتج لنا ما يمكن انتاجه من مستوحيات خيال رجل البادية فلو كان النص في بغداد في زمن الدولة العباسية لكان التفسير مختلف ويحمل باب آخر من العلم لكن هذه ارادة الله وتقديره في أن يأتي الإسلام في الجزيرة .
(أن المبتغى من هذه السطور ان اذهب في بعد آخر لإيجاد قاسم مشترك بين صورة القيامة والزمن. وماهية الا فكرة لا اكثر .تحمل جانب من الصواب وجانب من النفي هدفها خلق اطمئنان نفسي للمعتقد بالنص الديني و يرتعب من الفكر العلمي الذي ينافي ويناقض الحقائق المسنده اليه في النص و ما هي إلا محاولة صلح ذاتي بين المنطق و النص للوصول الى الاستقرار النفسي و الثبات لا اكثر. ان من اصعب مراحل الاختلاف الذي يمر بها العقل البشري هو الاختلاف عن ثوابت الفكرة الاولى التي زرعت في مركز تفكيره. .حيث من غير الممكن الخروج عنها بتجرد بسيط من غير ان تترك جانب من الضياع و الخوف و الرعب داخل الإنسان حيث يشعر أنه جزء من الخطيئة الكبرى التي تجاوز حدود التوقف عنده .فتجده إما أن يبقى يعاني بين صرعات الفكر و نضوج العلم وخوف المعتقد وهنا يحصل على كم من الازدواجية في التعامل بين النص المقدس و العلم ويعد العقل هنا نقمة من الله و ليس من اكبر النعم . ولا ابعد بنفسي عن هذا الصراع المريب لا اذاقه الله احد منكم .او يذهب الاخر نحو الرفض الكامل ليشهر السلاح ويعلن ثورته على كل ما يملك من ارث استدرجه مع اول صرخة بكاء في الحياة. وهنا سيعاني من اكذوبة النفس و كبحها بالعلم .)
التكوير حسب الوصف القرآني للشمس في توقيتات او توصيف قيام الساعة هو تحول الشمس الى مكورة اي تصبح اشبه بالكرة او بشكل اخر عندما نأخذ ورقة ونجمعها في اليد قبل أن نرميها في سلة المهملات. هذا التشبيه التكوير هو اقرب الى واقع الشمس الحالي .ان الشمس نجم مكور أشبه بالكرة .لو ذهبنا في التاريخ حيث الرسومات الفرعونية والبابلية والسومرية وغيرها وفي تراث العرب نجد ان الوصف والرسم للشمس يأتي على شكل قرص. حتى يومنا هذا لايزال رجال الدين يتحدثون عن الشمس على انها قرص اشبه بصحن الطعام .وهذا جاء من منظور المشاهدات العينية المباشرة. فلو سلمنا ان النظرية القرآنية التي تتحدث عن أهوال القيامة ان الشمس تكور اذن الان هي في طور التكوير الفعلي وهذه من مراحل القيامة على اثر ان سابقها كانت على شكل مختلف عن صيرورتها الانية الغبار والغاز واخذت شكل غير منتظم حتى تبلور في التكوير .لأن الشمس أقرب النجوم إلى الارض نستطيع ان نشاهدها وهيكليتها المعتادة لعدم احتياجنا الى سنوات ضوئية للوصول اليها كما بقية النجوم وهذا في مستوى القياس في الآخر لافي حقيقة قرب المسافة . لذا هي في صورتها الحالية اي صورة الذهاب نحو النهاية وهذه صورة القيامة .ا(ن القول في صورة النهاية ما هو إلا تطابق فكري لصورة الزمكان حيث النجوم المتواجدة في السماء قد فقدت اماكنها او انتهى وجودها وما نشاهده مجرد صورة قادمة في مرحلة زمنية سابقة والشمس في صورتها الحالية ذاهبة الى النهاية حتى تلتحق بنظيراتها من النجوم الظاهرة في سمائنا الان .) يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال




.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري


.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة




.. تعمير- د. عصام صفي الدين يوضح معنى العمارة ومتى بدأ فن العما