الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعود الملا؛ هل يكون قائد مرحلة أم كبش فداء؟!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2021 / 12 / 15
القضية الكردية


بالرغم من إنني أختلفت -وما زلت- مع السيد سعود الملا؛ سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا والرئيس الحالي للمجلس الوطني الكردي، في عدد من المسائل والقضايا خلال عملنا معاً داخل صفوف البارتي ووصل الأمر إلى الأذى الشخصي -ولو هو لم يكن في الواجهه- بل صنيعته في موقع السكرتارية حينذاك -عبدالحكيم بشار- وللعلم هو نفسه؛ أي الملا صرح أكثر من مرة بأنه: “صانع السكرتاريات” وذلك عندما سأل في الماضي، لماذا لا يترشح لموقع سكرتير الحزب ويتركها للآخرين؟ -المرة الأولى حين منافسة كل من الراحل محمد نذير مصطفى والصديق نصرالدين إبراهيم على قيادة الحزب والذي تسبب حينها بخروج كتلة السيد نصر من المؤتمر وبعدها قيامه بتكليف عبدالحكيم لقيادة الحزب في موقع السكرتارية حين رحيل الأستاذ نذير ولكن وبعد المؤتمر التوحيدي جاء سعود ليستلم قيادة الحزب ولم يغادر سوريا، بل بقي في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية بقامشلو! ما أردت قوله خلال الفقرات السابقة؛ بأنني صحيح أختلفت مع السيد الملا سياسياً وحزبياً ولكن بقيت أكن للرجل الاحترام حيث تجده صاحب موقف ولا يقبل على نفسه الخنوع والتبعية للآخرين، بعكس الكثير من أولئك الذين هم في مواقع قيادية كردية وللأسف وبالتالي فإن شهادتي به لن تكون من باب “مدح الأصدقاء”، بل شهادة متابع وقارئ للمشهد السياسي الكردي ولذلك يبعده وتبعد الشهادة من شبهة المديح المجاني.

طبعاً لا أريد أن أقدمه؛ أي الملا، سوبرمان المرحلة القادمة ولا الحالية، لكن أعتقد بأنه خلال كل الفترة الماضية لم ينجر إلى لغة المهاترات والتصعيد الكلامي -إلا نادراً- وذلك بعكس الكثير ممن هم محسوبين على القيادات والزعامات الحزبية الكردية، وبالأخص من لهم مصالح شخصية إرتزاقية مع تركيا والإئتلاف الوطني السوري حيث نعلم، بأن هناك من كان لا يملك طرطيرة في قامشلو، بات اليوم صاحب مشاريع وفنادق في هولير وغيرها من العواصم.. وهكذا بقي الملا بعيداً إلى حد ما عن المهاترات الكلامية والمال السياسي السحت، على الأقل إعلامياً، بل كان في تصريحاته من الداخل يؤكد على نوع من البراغماتية السياسية، رغم إفتقار الرجل للفكر السياسي بمعناه العلمي الأكاديمي، بل هي نتيجة الخبرة الحياتية بحيث أكسبته القدرة على إدارة الأزمات وفق منطق أغواتي عشائري وهي العقلية السائدة عموماً في الأحزاب الكردية التقليدية وعلى رأسهم البارتي طبعاً حيث الجذور القبلية والعشائرية له، ومنذ النشأ والتكوين وكذلك لتأثير ودور ما يمكننا اعتبارهم بالأخ الكبير أو الراعي للمنظومة البارتوية؛ ونقصد البارزانيين ودور الحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق والنفوذ العشائري داخل تلك المنظومة السياسية. وهكذا يمكن التأكيد؛ بأن فريق الملا أو الكتلة التي يقودها داخل الحزب هي الأكثر براغماتية وحتى عقلانية لدرجة ما في التعاطي مع مختلف القضايا ومنها العلاقة مع الإدارة الذاتية. بالمناسبة هو الآخر يقر بوجود كتل داخل الحزب وهذه ليست فقط قراءتي، أو بالأحرى مشاهداتي ومعايشتي لذاك الواقع التكتلي نتيجة عملي داخل اللجنة المركزية.

وبالتالي فإن ما جاء على لسان السيد سعود الملا، مؤخراً في ندوة له بقامشلو والتي توقف عندها الكثير من المواقع والشخصيات، قراءةً ونقداً، يعتبر طبيعياً وذلك لما لموقعه من نفوذ وتأثير وكذلك لما أوضحنا سابقاً خلال الفقرات الماضية، بالرغم من أن تم خلال تلك الندوة طرح بعض المواقف التي تعتبر جديدة أو على الأقل أكثر حدية عما سابقاً، بل مخالفاً لآراء الكثير من القيادات الزعاماتية حتى داخل حزبه -وهو ما يؤكد وجود أكثر من رأي وكتلة داخل الحزب- حيث نًقل عنه بخصوص تركيا موقفاً مغايراً تماماً لما هو عليه مواقف المجلس الوطني وذلك بتصريحه الذي يقول فيه؛ بأن “تركيا تعتبر الدولة العدوة اللدودة للشعب الكردي، مؤكداً أنها تعارض كل شيئ متعلق بالشعب الكردي.. وبأن علاقتهم مع الائتلاف سياسية، ويمكن الانسحاب منه متى ما وجدوا ذلك يخدم مصالح شعبنا، بل ويمكن أن تصبح جبهة السلام والحرية نواة لتشكيل جبهة عريضة تكون البديل عن الائتلاف لاحقا”. طبعاً ربما يكون كلاماً إرتجالياً فيه بعض الرجولة على طريقة العكيدات -من العكيد بالعربي والكردي- ولكن وبالأخير فهو كلام رجل مسؤول ويجب أن يكون مسؤولاً عن كلامه، فهل حقاً سيكون على قدر الكلام الذي قاله ويكون رجل المرحلة والمرحلة القادمة بحيث نجد تغييراً في سلوكيات المجلس الوطني الكردي وخاصةً وجدنا زيارة السيد بريت ماكغورك مؤخراً لإقليم كردستان واللقاء مع مختلف القيادات الكردية هناك وبالتالي بداية القطيعة مع السابق والخروج من الجسد العفن للإئتلاف، أم أن مصالح الإقليم ما زالت مرتبطة بتركيا وربما يقدم الملا كبش فداء وخاصةً تركيا حركت أذيالها ضمن ما تعرف ب”رابطة المستقلين الكرد” وخارجها للتهجم على السيد الملا ووصفه بنعوت وصفات لا تليق إلا بأمثالهم.. بكل الأحوال ربما الأيام وليس الشهور القادمة تحمل إلينا الكثير من المفاجآت والأجوبة الوافية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد| دبلوماسيون يغادرون قاعة الأمم المتحدة بعد بدء خطاب نتن


.. نزوح من مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان




.. خطاب أمام الأمم المتحدة وتصعيد للقصف على بيروت.. كيف يفسر سل


.. مؤتمر صحفي لوزراء خارجية عرب في الجمعية العامة للأمم المتحدة




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو أمر بقصف الضاحية الجنوبية قبل بدء خط