الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظرة العنصرية

صوت الانتفاضة

2021 / 12 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنت قد تحدثت في يوم ما مع انسان من ذوي البشرة السوداء، وكان عضوا في احدى المؤسسات المدافعة عن حقوق ذوي البشرة السوداء، قلت له: ترى ما هو موقف رجال الدين من قضيتكم؟ أجاب: انهم ينطلقون من النص القرأني ((يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ)) ال عمران-109 فالأبيض هو السيد والمفضل والمبارك، والأسود هو الرقيق والعبد والمعاقب، بل ان اسطورة نوح وتقسيم العمل لأولاده ايضا حث على هذه النظرة العنصرية، حتى ان "علماءهم" أي رجال الدين، السابقين والحاليين، اتحدوا جميعا مؤيدين الخليفة بقمع "ثورة الزنج 869-883"، وهي من أوائل الحركات الاحتجاجية الطبقية للسود.

النظرة العنصرية متجذرة جدا في المجتمع، ما يخفيها هو اشكال الصراع الأخرى "الطائفية والقومية"، ففي مناطق جنوب العراق، يطلق على الشخص الأسود "عبد"، والى اليوم يطلقون على مجموعة العوائل السود المنضوية داخل العشائر تسمية "عبيد بيت فلان"، مثلا "عبيد بيت مشتت او عبيد بيت منشد او عبيد بيت فيصل"... الخ؛ لهذا فأن رجل الدين "جعفر الابراهيمي" لم يخرج عن "التون" او اللحن كما يقال عند الموسيقيين، ولم تكن "زلة لسان فرويدية"، عندما شن حملته على المطرب المصري "محمد رمضان" ووصفه بال "مخنث، داعر، اسود، قبيح"، فهو يأتي من خلفية دينية وعشائرية عنصرية ورجعية تماما.

عندما يحرض "الابراهيمي" المجتمع على ان هذه الفعلة "حفلة محمد رمضان" يجب ان لا تمر مرور الكرام، فهو متسق تماما مع السلطة، سلطته، سلطة قوى الإسلام السياسي"، انه يرى محمد رمضان كشخص اسود، تافه، لا يستحق ان يحصل على هذه الأموال، انه يقوم بواجبه كرجل دين وسلطة، بترسيخ مفاهيم عنصرية داخل المجتمع؛ القضية لا تتعلق بالمفاهيم الأخلاقية للمجتمع، ولا تتعلق بالأموال التي صرفت، فالبلد خسر كل شيء في عهدهم وعصرهم الذهبي، أصبح اطلالا، فهل نتباكى على ثلاث ملايين دولار.

ان الحط من قدر انسان ما بسبب لون بشرته هو أقسى ما يواجهه هذا الانسان، فعندما تلتصق كلمة "اسود" مع "عبد، داعر، خليع، قبيح"، فأنها تكون أقسى إهانة توجه لأنسان ما، هذه العنصرية المترسخة في المجتمع، والتي يزيدها رجل الدين هذا او ذاك في خطبهم، انما تزيد من الاحتقان الاجتماعي ضد هذه الشريحة، وبالتالي "فما دام الناس يؤمنون بالسخافات فأنهم سيستمرون بارتكاب الفظاعات" فولتير.

يجب الوقوف بشدة ضد هذه الثرثرة المنبرية، التي تزيد من انقسام المجتمع، وتريد جر المجتمع الى صراعات أخرى غير جوهرية، لا تتعلق بمعيشة الناس وحياتهم الاقتصادية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا


.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج




.. الاحتلال يمنع مئات الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة في المسج


.. جون مسيحة: -جماعات الإسلام السياسي شغالة حرائق في الأحياء ال




.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني