الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقارنة بين ألأديان- قصة أيوب -2 - أيوب ألبابلي

كامل علي

2021 / 12 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقدمة:
في سلسلة المقالات هذه سنتناول قصة شائعة هي قصة أيوب ألتي وردت في الحضارتين ألسومرية والبابلية وتم إقتباسها من قبل أليهود المسبيين في أرض الرافدين وإدخالها في نصوص ألتوراة بعد إجراء بعض التعديلات عليها. مؤلف ألقرآن أقتبس هذه القصة ولكنها وردت بإختصار شديد وهي ميزة أختص بها ألقرآن.
إنّ فكرت المعذب الصابر الذي تأتيه البلايا من كل حدب وصوب على الرغم من تقواه وصلاحه، هي فكرة قديمة في الفكر الديني للمنطقة المشرقية. فقد رأى إنسان الشرق القديم في المصائب والبلايا التي تحل على الافراد عقابا على الذنوب والخطايا. ولكن الحكماء المشرقيين على إيمانهم هذا، قد أنشغلوا في تأمل مسألة طرحت نفسها على الفكر الديني والفلسفي في معظم الثقافات، وهي إبتلاء أشخاص صالحين عاشوا حياة أخلاقية سوية، وأقاموا الصلوات وقربوا القرابين لآلهتهم، وأدوا واجباتهم الإجتماعية على أكمل وجه. ولدينا عن مثل هذه ألتأملات نصان من ثقافة الشرق القديم:
ألأول سومري يعود إلى أواخر ألألف الثالث قبل الميلاد . والثاني بابلي يعود إلى أواسط ألألف ألثاني قبل الميلاد.

أيوب ألبابلي:
يعالج نص أيوب ألبابلي فكرة المعذب الصابر بطريقة مشابهة لأيوب السومري األذي تناولناه في المقالة السابقة، وهو معروف بعنوان " لأمتدحن إله الحكمة " وأدناه مقتطفات من سطوره نظرا لطول ألنص:
لأمتدحن إله ألحكمة، ألرب المتفكر ألمتدبر.
مردوخ، إله الحكمة، المتفكر المندبر.
الذي يمسك بالليل ويطلق النهار.
الذي يلفه الغضب مثل ريح عاصفة، والذي يتسع صدره رحمة،وقلبه مغفرة.
لقد تخلى عني إلهي وأختفى
ولقد هجرتني إلهتي وأبتعدت عني.
بعد أن كنت سيدا محترما غدوت عبدا ذليلا،
وصرت بين صحبي الكثر هزءا وسخرية.
أصدقائي صاروا غرباء عني،
وصحبي تحولوا إلى أشرار وشياطين،
وممتلكاتي جرى توزيعها على الدهماء والأغراب.
وصرت مثل من لم يشكر آلهته عند كل طعام.
مع أني كنت حريصا على الصلاة في كل وقت.
وكان يوم الصلاة عندي مسرة للفؤاد.
ولكن ما يبدوا للإنسان حسنا قد يكون عند إلهه مرذولا،
وهل يعرف أحد مشيئة الآلهة في ألسماء؟
هاهي الأمراض الموجعة تسكن جسدي،
وها جنازتي قد أعدت والقبر يناديني،
وقبل أن تفارقني الروح توقف البكاء عليّ.

بعد أن يصل يأس الرجل ذروته، تأتيه بشائر الخلاص من خلال أحلام يراها. ثم يتدخل مردوخ ليعيد إليه صحته وممتلكاته وكرامته:

لقد أبعد مردوخ الرياح الشريرة التي تهب من الآفاق،
وأجتث جذور الوهن مني مثلما تجتث الشجرة.
وكل من أرتكب خطأ في حق مردوخ فليتعلم مني.
لقد أنهضني مردوخ وأخذ بيدي،
وضرب اليد التي كانت تؤذيني.
فمن غير مردوخ يستطيع إستعادة ألمحتضر إلى الحياة؟
فما دامت الأرض مبسوطة والسماء مرتفعة،
وما دامت الأنهار تجري والرياح تهب،
ليمتدحن بنوا الإنسان الإله مردوخ.

قي المقالة القادمة سنتناول قصة أيوب ألتوراتي.


مصادر ألبحث:
- أساطير ألأولين ..... فراس ألسواح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب