الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزء (6 من 11) حقيقة نفسك True of Thyself

راندا شوقى الحمامصى

2021 / 12 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" ...، ومجددا نضرب مثلا آخر كي يظهر كمال المعنى في قميص المثال." (بهاءالله، الوديان السبعة،24)
وهنا يمكن إدراج مذكرة بالنسبة لعملية توسيع هذه الورقة. و بعد دراسة ويلبر و إدراكنا لإرتباط داخله (الباطن عنده) بالكتب المقدسة البهائية فهذا الكاتب حاول إثبات هذا التطابق من خلال شرح مشروع ويلبر رباعى الأرباع مع النصوص البهائية ووضع مبادئ الصلاة والعمل والنظام والوحدة فيها.
هذه المبادئ البهائية الأربعة (أنظر الشكل) يبدو أنها تتناسب تماما مع هذا المشروع وتشرح كيفية تنظيم الحياة البهائية و تنظيمها بالمعنى الفردي والجماعي. و في حين كانت هذه العملية للفهم في تقدم، فهذا الكاتب، على ما يبدو عن طريق الصدفة، و هو يقرأ ذات ليلة في الوديان السبعة صادف الفقرة التالية في وادي التوحيد:
"...، ورغم أننا ضربنا مثلا مقتضبا لأول و آخر العالم النسبي و الإضافي ، ومجددا نضرب مثلا آخر كي يظهر كمال المعنى في قميص المثال. هل رأيت إلى نفسك فأنت بالنسبة لولدك أول وبالنسبة لأبيك آخر وأنت في ظاهرك تحكي القدرة المتظاهرة على عوالم الله، وأنت في باطنك تستلهم الأسرار الباطنية التي أودعها الله فيك، اذن فالأولية والآخرية والظاهرية والباطنية صادقة بالمعنى الذي أوردنا [true of thyself]، فإن بهذه الرتب الأربع التي أسعفتها العناية عليك [conferred upon thee]، لعلك تدرك الرتب الإلهية الاربع فيتغنى بلبل قلبك على كل اشجار ورد الوجود في عالم الغيب والشهود بأنه " هو الاوّل والآخر والظّاهر والباطن ،..." (المصدر السابق)
كانت الفكرة الأولى التي وقعت فجأة على ذهن هذا الكاتب، مفاهيم الظاهر و الباطن، و التى ذكر بأنها هى "صادقة على نفسك true to thyself " و "الممنوحة لك من العناية الإلهية (أسعفتها العناية عليك)"، مما يدل بوضوح على أن النفس يُنظر إليها من قِبل حضرة بهاءالله بنفس الطريقة من قِبل ويلبر، أي وجود الجانب الظاهرى والجانب الباطنى. و بدون شك كان هناك أكثر من هذا البيان. و قد إستغرق الأمر بعض الأيام والليالي مع زيادة فى الإثارة لفهم بقية البيان.
و الأول و الآخر خلقت العقبة التالية، حتى تم دراسة شرح حضرة بهاءالله بعناية. و أصبح هذا البيان واضحاً عند النظر في النص، الذي قال: "...هل رأيت إلى نفسك فانت بالنسبة لولدك أول وبالنسبة لأبيك آخر..." (م.س)
و ذلك يمكن أن يعني فقط أن كل شخص هو الأول والآخر، إعتمادا على السياق وأن كل شخص دائما هو كلاهما، أول وآخر. فنحو وحدة أعلى، مثل عائلة المنشأ، فالشخص هو آخِر كعضو؛ و فيما يتعلق بوحدة أدنى، مثل عائلة يبدأها الشخص، فهو الأول، الوالد الذى يمثل الكل. ونتيجة لذلك، عندما يفهم هذا ميتافيزيقياً، فإن مصطلح الأول first يمكن الإستعاضة عنه بمصطلح كُلْ whole عند ويلبر و مصطلح آخِر last يمكن استبداله بمصطلح جزء part عند ويلبر.
تفسير آخر وحتى ذو معنى أكثر وضوحا للأول و الآخِر هو التفسير الإجتماعي. فالشخص هو فرد بالنسبة إلى وحدات ثانوية أدنى، و هو في نفس الوقت عضوٌ، أو جزء من أي وحدة جماعية أعلى، مثل الأسرة والدولة والإنسانية. و فى واقع الأمر، عندما يتم إستبدال مصطلحات ويلبر {فردي individual و جماعي collective} بالأول والآخر، فإن ديناميات (فعاليات) هذه العلاقة يُعبر عنها بطريقة أفضل ومفهوم الحولون يأتي إلى الذهن على الفور.
حولون هو، كما هو موضح من قبل، دائما كُلْ whole بالنسبة لأجزائه الثانوية الأدنى، وفي الوقت نفسه هو دائما جزء بالنسبة لكُليات أعلى wholes، التي فيها يتم تضمينه. وكل شئ، وخاصة الإنسان، هو حولون، ويتم تنظيم كل هيكل بطريقة هرمية في هذا التواتر بين أن تكون كُل و جزء، في نفس الوقت وفي عملية مستمرة من التكامل، الأول و الآخِر. هذه هي حقيقية "صادقة على نفسك true of thyself" كما هو واضح من بيان حضرة بهاءالله، وهذا هو، كما يمكن للمرء أن يقول، جوهر كون الإنسان إنساناً. و هذه الطريقة من الوجود التى أعطيت /ممنوحة لك "أسعفتها العناية عليك conferred upon thee" هى لغرض محدد، أي "لعلك تدرك الرتب الإلهية الاربع to comprehend the four divine states". و هذا الغرض يرفع من هذا الهيكل إلى الدينية، و هو شرط ضروري لتكون قادراً على فهم الإلهي (السماوى) وبذلك المعنى هو بنية خلق الإنسان على صورة الله، كما جاء في الكتاب الأول من الكتاب المقدس ( التوراة و الإنجيل).
ما الذى أُعطى لنا عند الخلق، ما هى نفسنا الحقيقية، ما الذى منح لنا (أسعفته العناية علينا)، إنها هى إمكانية القدرة للإعتراف بالرتب الإلهية Divine states. وادي التوحيد سوف يشرح مزيداً من ذلك، كيف أن هذا أمر ممكن و كذلك في الكتابات المبكرة الأخرى، فإن حضرة بهاءالله شرح أن هذه الرتب الإلهية هي ظهورات الله في رسله. إن الله كغيب يُظهر نفسه بأنه الأول والآخر، يُرى the Seen (الظاهر manifest) و لا يُرى Unseen (الباطن hidden) في أنبيائه، وسيتواصل تفسير المعنى اللاهوتي لهذا في فصل آخر.


من كتابات حضرة بهاءالله العرفانية ونظام كين ويلبر للفلسفة المتكاملة The Mystical Writings of Bahá---’u’llá---h and Ken Wilber’s system of integral philosophy
بقلم ولفغانغ كليبل Wolfgang A. Klebel
ترجمة حامد عبدالله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني


.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح




.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل