الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأديان تخريب وإنتهاك لإنسانية الإنسان

سامى لبيب

2021 / 12 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (102) .
- لماذا نحن متخلفون (88) .

لا يكون نقدنا ونضالنا ضد الأديان والفكر الديني من منطلق هشاشتها وعدم منطقيتها وتخلفها بل من منطلق أن بقاء الثقافة والإيمان الديني هو إنتهاك لإنسانية الإنسان ووقوعه فى جب التخلف والدونية .
لا معني من إقتباس منظومات ثقافية غربية ولا جدوي من إصلاحات سياسية وإجتماعية وإقتصادية في ظل وجود ثقافة دينية قائمة جاثمة يتم إستحضارها وحضورها دوما فى حياتنا .
هذه بعض التأملات التي تفضح المنهجية الفكرية والسلوكية عند حضور الثقافة الدينية لعلنا ننتبه لخطر وإنتهاك الأديان لحياتنا وإنسانيتنا , فبدون هذا الإنتباه والوعي ستكون أى محاولة للإصلاح كمن يحرث فى البحر .

- الإيمان لا يكون إلا بالتخويف والترهيب فلولا فوبيا الخوف من القادم ما كان هناك إيمان ولك أن تتأمل هذه الآيات :" وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً " الاسراء - " وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ. إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ " المعارج - " يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا" الإنسان - وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ " الانعام
الخطورة تكمن بأن الإيمان لا يتم إلا بالخوف والقهر وهذا حدث بالفعل عندما تم إجبار البشر على الإيمان بالإسلام مثلا , ولتأتي الخطورة عندما يصبح الخوف والقهر منهجية حياة فى المجتمع فيتم التخويف والقهر فى تربية الأطفال وللخضوع لأفكار سياسية وأنظمة حكم لنحظي على مجتمعات الخوف .. الخائفون لا يصنعون حضارة .

- تأثير الخوف لا يقف عند هذا الحد , فهناك ما يسمي بــ "متلازمة ستوكهولم" وهي حالة نفسية تصيب الإنسان عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المَخطوف مع المُختطف ومن أهم أسبابها وجود الضحية تحت ضغط نفسي كبير فيبدأ لا إرادياً بصنع آلية نفسية للدفاع عن النفس وذلك بمحاولة الاطمئنان والركون للجاني خاصة إذا أبدى الجاني حركة تنم عن حنان أو توهم الضحية من الجاني بعض الاهتمام حتى لو كان شيئاً صغيرأ جداً فإن الضحية يقوم بتضخيمها و تبدو له كالشيء الكبير جداً. فما بالكم بطفل صغير لا حول له ولا قوة يردد منذ صغره مثل آية :فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُود وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ " الحج . ماذا تسمي حالة إنسان يحب الإله الذي سيعذبه سوي أننا أمام متلازمة ستوكهولم .

- الإيمان الديني حالة مرضية مازوخية فالمؤمن يعشق جلاده ويتماهى فى تقديم كل فروض الطاعة والتمجيد والتسبيح ليصل بالإنسان إلى عشق السلاسل التي تقيده وإفتخاره بقيده وسجنه وعبوديته للسجان وكلما إزداد إيمانا مارس قهر ونبذ الآخرين الذين يرفضون قيود السجان او يتحللون منها ليستشاط غضباً على بجاحتهم بعدم الرضوخ أمام السجان .. حالة مرضية غريبة !!.. فإذا كانت فكرة الإله صحيحة فيكفى أنه سجان وسادي حتى ترفضه .

- الإيمان يكرس الإنتهاك والتعذيب فى المجتمع فعندما تسأل مؤمنا عن مغزي التعذيب فى العالم الآخر سيقول لك لأنه حُكم وعَدل الإله لتسأله عن مغزي التعذيب فألا يكفي حبس وإعتقال الخاطئ والكافر كما نفعل فى منظومتنا القضائية , فستأتيك الإجابة لأن الإله خلق الإنسان أي يحق له تعذيبه ! .. من هنا تولدت منهجية التعذيب فنحن نعذب من تطوله أيدينا ونمتلكه ويقع تحت سطوتنا من بشر وأبناء ونساء وسياسيين .

- خطأ وضرر الأديان أنها تصرف البشر عن الصراع الحقيقي لتشوه بوصلة الصراع نحو صراعات خايبة بلا معني ولا جدوي , فتصرف الأنظار عن الصراع الطبقي لتحول الصراع على الهوية , فالديني في صراع وتضداد مع الكافر وصاحب الدين الآخر منصرفا ً عن الصراع مع من يغتصب لقمته وحريته .

- ضرر الأديان أنها تخدر الفقراء والمعدمين والمهمشين فتصرفهم عن الثورة والنضال من أجل عدالة إجتماعية إلى رضا بالمقسوم من الأرزاق فهكذا رزق الله وتقديره وترتيبه , بل تري بعض المنظومات الدينية أن التذمر على الفقر هو كُفر يستوجب العقاب الإلهي ليتجرع الفقراء الذل ولينعم أصحاب الكروش .

- الأديان لم تكتفي بترسيخ فكرة الأرزاق وما قدره الإله لك لتمارس تحصين الأغنياء من مشاعر الفقراء الخائبة فتنهي عن الحقد والحسد للأثرياء وتعد الحاقدين والحاسدين بالعقاب على تلك المشاعر الخايبة البائسة .

- " إجري جري الوحوش غير رزقك لن تحوش " مثل شعبي مستقاة من فلسفة الفكر الإيماني فلن تنال رزقك بإرادتك وجهدك وخارج ما هو مقدر لك ولا تعليق .

- خطأ وضرر الإيمان أنه يفسر الشر كقوي خارجية مُستقلة عن الإنسان تتمثل فى الشيطان لتدعو المؤمنين الدخول فى تلك المعركة الوهمية ومناطحة طواحين الهواء , بينما الشر هو صراع داخلي إنساني يتمثل في رغباته وطموحه وشططه ووحشيته , ليكون الفكر الديني هو صرف الإنسان عن مواجهة ظروفه الموضوعية , كما لا يكون الشيطان تفسيراً للشر فحسب بقدر ماهو صرف الأنظار عن الحالة المادية الموضوعية المنتجة للشر وتبرأة الإنسان من إنتاجه .

- تعتني الأديان بخلق حالة من التمايز والفوقية كسبيل لخلق الإنتماء من خلال تمايز الهوية وترسيخ شعور زائف بالفوقية كشعب الله المختار وأبناء المسيح المخلص وخير أمة أخرجت للناس بل تزداد الدوائر ضيقاً بحضور المذهبية والطائفية , فبدون هذه الميديا الزائفة لن يكون هناك دين , ولكن هذا يخلق عنصرية وصراعات وعنف بالضرورة .

- لا يكون حضور الدين نتيجة البحث عن هوية جمعية فحسب بل لأنه يعطي شرعنه وأدلجه للعنف والوحشية فيتم ممارسته بلذة وفخار وراحة ضمير .. فلا تتصور أن آيات القرآن والكتاب المقدس تدفع الإنسان للتوحش بمجرد سماعها بل هي تمنح بعض الباحثين عن ممارسة العنف المظلة والأمان النفسي واللذة والسكينة لممارسة العنف والتوحش .

- الدين هو رغبتنا المحمومة فى ممارسة العنف قولا وسلوكا وفعلا .. هو الرغبة فى ممارسة الهيمنة والعنف بشعور تفوق يكللها لذة وراحة الضمير , فلك أن تنظر لتاريخ التراث الديني وممارساته للعنف الهمجي إلى ممارسة المعاصرين , فيكفى أن تقول أن هذا كافر وذاك فاسق وهذا ضال لتمارس وتتلذذ بالعنف وتحس بالتفوق والتمايز فقولك ليس تصنيف فكرى بل نظرة وموقف نافر نابذ محتقر عدائي يمهد لممارسة العنف .

- تجد هناك شعوب كثيرة تؤمن بإله فى السماء يتفقون على سماته وصفاته وقدراته ورغماً عن ذلك ستجد من يكفر إيمان الآخر أو يعتبره ضال كونه لا يؤمن بنفس النسخة التي فى ذهنه ليس لتعصب غبي يعتريه , فالتعصب لا يكون لفكرة لأن الفكرة تُعبر عن حاجة بينما نحن أمام هوية وإنتماء لجماعة بشرية لها إرادة ومصالح كما هى فرصة رائعة لخلق العنف والتمايز والتلذذ بممارساته فكراً وإحساساً وقولاً وفعلاً .

- الإيمان والفكر الديني يخلق حالة من الإعتزاز بالجهل وتقديره بل جعل له مكانة مقدسة وذلك بالتلويح بالجهل وعدم السعي للمعرفة والسؤال كدلالة علي الإيمان , فهكذا هو الإيمان أن تصدق ولا تسأل ,لتصل الأمور إلى التعالي بالجهل فى مواجهة العلم والمعرفة , فلا تسأل هنا عن أسباب التخلف .

- الفكر الإيماني يصيب الإنسان بالبلادة والجمود عندما يروج لفكرة أن الإنسان محدود الإمكانيات والقدرات العقلية فى فهم الإله ليتم تمرير فكرة الإله بدون جلبة وجدل عقلي وليؤمن الإنسان بإله لا يعرف ماهيته وكينونته .. تكمن خطورة هذا الإدعاء أنه صار منهجية فكر وسلوك فعندما يواجه الإنسان أي معضلة فلا يجتهد ولا يناضل في حلها , فالإنسان محدود القدرات العقلية , ومن هنا لا تسأل لماذا تتخلف المجتمعات الدينية .

- المؤمنون يمتلكون إزدواجية عقلية ومنطقية غريبة فتجده يؤمن بمن يقوم من الموت ولكن يستصعب قبوله من يتجول فى الفضاء راكبا ً بغلته .. هي القدرة على غلق منافذ العقل حينا ً وفتحها حينا ً أخرى حسب حالة مزاجية تستمد وجودها من هوية إجتماعية جعلت خرافاتنا مقبولة وخرافات الآخرين سخيفة وغبية .. هى المعجزة فى عيوننا وأوهامنا .. الإزدواجية والإنتقائية تجد حضورها كمنهجية تفكير وسلوك لتخلق حالة مزاجية بقبول أشياء ورفض أشياء بدون أى سبب موضوعي .

- التدين عندما يطلب الإعلان والإعلام هو حالة من الزيف والنفاق كمداراة أخطاء وإنحرافات , فالمُتدين يبغي تصدير رسالة للمحيطين أنه صاحب تقوي وورع لنيل الإحترام والتقدير ولمدارة سلوكه المعوج فى داخل نفسه قبل الآخرين فهو لا يخدع الآخرين فقط بل يخدع نفسه أيضا بأنه صالح بينما هو مرتشي مختلس .
هذا الزيف يتأدلج بالتدين ويصير منهجية تعامل وسلوك لينخدع الناس فى كل من يصلي علانية ويردد البسملة والحولقة كثيرا مزينا جبينه بزبيبة والمصيبة أن هذا المنافق يُصدق نفسه .

- لا يكون هناك ديني صادق مع نفسه قادر على تقديم أفكاره بلا خوف ولا إزدواجية فتجد هناك مسلمون مثقفون يرددون كثيرا الحق في حرية الفكر والإعتقاد والتعبير فما أن تصدمه بحد الردة فى الإسلام حتى تجده يصمت أو يتعلثم أو يحول النقد والإشكالية إلى جهة أخري بأن القرآن أقر بمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر , دون أن يعلن صراحة رفضه التام لحد الردة .

- ضرر الأديان أنها لا تنشر الخرافة فحسب بل تكمن خطورتها فى أنها تستدعي منظومات سلوكية وأخلاقية لمجتمعات قديمة ذات علاقات إنتاجية قديمة لتسقطها على واقع معاصر مما ينتج التخلف والجمود , ومن هنا لك ان تسأل عن سر تخلف مجتمعاتنا الدينية لتجد الإجابة بحضور الأديان , فالدين حافظ على علاقات الإنتاج القديمة كما هي لتظل الشرائع والنواميس القديمة على حالها .

- الإيمان والأديان يرسخا فكر شاذ بالترويج لفكرة الثوابت أي الحفاظ على التراث القديم وما أنتجه القدماء من أفكار لتظل الأفكار القديمة باقية بدون تطوير معتمدة على إجتهادات وأراء ومفهوم القدماء ولتقف بذلك عجلة التطور الإنساني .
كل الشروحات والتفسيرات للكتب المقدسة مصدرها الوحيد فكر وتفسير القديم فلا رؤية ولا فهم للمؤمن المعاصر ولتتأكد هذه المنظومة الفكرية بفكرة النقل قبل العقل ليحل الجمود والتخبط مع مستحدثات العصر .
تكمن الخطورة من فكرة الحفاظ على الثوابت أنها تجد حضوراً كمنهجية تفكير فى التعاطي مع تمظهرات الحياة الحديثة فنجد حفاظ على الثوابت عند أصحاب الأيدلوجيات الحديثة كالماركسية والليبرالية !

- الأديان هي منظومات وفكر إفتراضي غير قابل للمعاينة والتجربة والفحص فلك أن تعتمد وتصدق هذه الفرضيات فهكذا هو الإيمان لتعتمد الفرضيات والخرافات دون سؤال بل يُحظر السؤال فهو تشكيك في الفرضيات مما يصيب الإنسان بالبلادة والسطحية ولتسقط هذه المنهجية على كفة مجالات الحياة .

- يعتني الإيمان بإعتماد الكليات والإنصراف عن التفاصيل , فلتعتمد الفكرة والفرضية بأكملها ولا تبحث فى الجزيئات والتفاصيل ويتأكد هذا فى التنفير بقولهم بأن الشيطان يكمن فى التفاصيل , فالبحث فى التفاصيل سيأتي بنتائج لا يُحمد عقباها , ومن هنا تتأسس الشمولية والسطحية بعدم التدقيق في التفاصيل , وليسقط هذا النهج فى التعليم العلمي التجريبيي بمنهجية الكتاتيب بإعتماد المعلومات دون الخوض فى تفاصيلها , ومن هنا لا تتوقع منهج علمي فى التفكير ولا تنتظر أي تقدم أو إبداع .

- الأديان والحالة الإيمانية تعتني بالشكل وليس المضمون فأنت مُكلف بأداء الصلوات والصيام والطقوس رغماً عن أنفك , فلا إعتبار لما يعتريك من شرود وملل وعدم تركيز , ولا مكان للعزوف عنها كونك لا تتعايش معها وجدانياً فلتؤديها فهكذا هي فروض إيمانية للإله واجبة النفاذ , لتتأسس منهجية الببغائية وعدم مصداقية ونفاق ولتجد صداها في ممارسات دينية شكلية ولتمتد فى ممارسات إجتماعية مزيفة .

- الطاعة هي آقة تربية النشأ فى الأديان ورغم ذلك يعتبرونها أفضل الفضائل بينما هي سحق ومسخ العقل والإرادة , فلنا مقال فى كتاب إسلامي عن تربية الطفل المسلم حيث يوصي الوالدين بأسس تربية الطفل وعلى رأسها يجب أن تربي إبنك على طاعة العلماء!..لاحظ أنه لم يقل إحترام العلماء أو التعلم من العلماء ولكنه كان صريح بتوجيه الطفل لطاعة مؤلفي الدين .. فالكاتب الديني يحرص على إستمرار جعل عقول الأطفال تابعة لفكر مؤلفيه..تابعة وليس لديها أي إستقلالية بالتفكير الحر والإستنتاج وتكوين رأي منطقي خاص به مبني على حسب قناعته.. إن إحترام علم الآخرين شئ والطاعة شئ آخر , فالطاعة تعني التسليم والرضوخ لأوامر وفكر الآخر بينما العقل يطلب الحوار والإقتناع .

- العقول الدينية هي تابعة ولهذا تجدها دائما تبدأ التفكير بطرح سؤال (من قال هذا؟)..فالعقول الدينية عاشت طوال حياتها ومنذ الطفولة على برمجة التبعية , بمعنى آخر أن الديني منذ الطفولة يتم ترويض عقله بطاعة عقول أخرى تفكر له وتستنتج له وتقدم له القرارات ليتبعها ليكون مصدر الثقة فى قائلها الذي هو معتمد قبل قوله , لهذا السبب نرى أن العقل الديني أو عقل التابع أو عقل من قال هذا فاقد القدرة على الإستنتاج والتفكير لوحده مما ينتج هذا سطحية وتهافت .

- الحالة الإيمانية الدينية تحتمي بتناسل الخرافة فتغرق فى الفرضيات الجديدة فمثلا نقرأ عن هذا الشيطان الذي يتبول فى أذنك أو يشاركك النكاح فتنصرف عن مصداقية فكرة الشيطان نفسها , وهكذا تجد أن الفرضيات والخرافات المتناسلة تجعلك تعتمد الخرافة الأولي وتمررها بكل حمولتها ليصير هذا منهجية حياة بالتشبث بأي فرضية متناسلة والإنصراف عن الخرافة الأم .. إنها شبيهة بفين السنيورة فى ألعاب الكوتشينة .

- بالرغم انهم يقرون بأن الإيمان ليس بالأدلة والبراهين المنطقية وإنما نور يلقيه الإله بالقلب ليرشده للطريق الصحيح فلماذا لا يقبلون بما يؤمن به الناس بحرية وبدون تسلط عليهم , وما الذي يجعل من فرضياتك وخرافاتك صحيحة وفرضيات وخرافات الآخرين خاطئة , لا إجابة على هذا الهراء سوي أن الإيمان يجلب معه التعنت والتصلد والتعصب والعنف وعدم قبول التنوع ليجد هذا النهج مكان فى السلوك مع الآخرين ومن هنا يجد حضوره في المجتمع بنشأة التعصب للأفكار السياسية والإجتماعية من هذا النهج .

- المؤمنون والدينيون يتغافلون عن مغزي الإيمان فيتوهمون أن الإيمان بوجود إله هو القضية الجوهرية الأساسية بينما الأديان لا يعنيها هذا الإيمان , فالإيمان يكون بخصوصية هذا الإله الذي يعبر عن طموحات وهوية جماعة بشرية محددة ومشروعها السياسي الإجتماعي , فالإله هو إله موسي وسابقيه أصحاب مشروع الأرض الموعودة , والإله هو المسيح صاحب مشروع تحدي الفقراء والمعدمين والتراث العبراني القديم , والإله هو إله محمد صاحب مشروع الجهاد والغزو وخير امة أخرجت للناس .

- الحالة والفكر الديني شديد الإفلاس والتهافت فالمؤمن لا يمتلك قناعات كاملة متماسكة بمعتقداته لينهج أسلوب نقد وتقليل وسخرية من إيمان الآخرين فليس معقولا إله البقرة والإله الثالوث إلخ كمحاولة ساذجة لتمرير إيمانه .. يصير هذا النهج منهجية تفكير فى شتي تمظهرات الحياة فهو لا يقدم فكر منطقي متماسك على أى مفردة يعتنقها ليكون سبيله النقد والسخرية من فرضيات أخري .

- معظم الأديان إذا كانت تعلن أنها منظومة أخلاقية للإقتداء بها فهي مقصورة في الغالب على مَن يشاركك نفس الإيمان والدين فيكون التعاون والمحبة والأخوة والتكافل مقصوراً عليه دون الآخر , ولا تكتفي بعض المعتقدات بخصوصية الود ليكون البراء والكراهية من نصيب الآخر فى المقابل ومن هنا نحن أمام منظومة عنصرية ترسخ الفرقة واالكراهية .

- الحالة الإيمانية صنمية تعتني بتمجيد وتعظيم الصنم الإله قبل القيم الأخلاقية والتي تأتي على الهامش بل تُعفي الإنسان من أن يكون على خلق فلتنظر لهذا الحديث للبخاري عن أبو ذر الغفاري :
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض ، وهو نائم ، ثم أتيته وقد استيقظ ، فقال : ( ما من عبد قال : لا إله إلا الله ، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة ) . قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : ( وإن زنى وإن سرق ) . قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : ( وإن زنى وإن سرق ) . قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : ( وإن زنى وإن سرق رغم أنف أبي ذر ) . فالمهم ترديد المقولة الصنمية " لا إله إلا الله " التى لا تفيد الإنسان لتأتي الأخلاق على الهامش وهذا تجده فى المسيحية أيضا بأن تعترف بالمسيح المخلص لتأتي غفران الخطايا بعد ذلك ومن هنا تظهر الصنمية كمنهجية تفكير لتري إسقاطات لها عديدة فى الحياة الإجتماعية .

- الدين قائم على خلق ساحة دائمة من التحفز وتنفيس الغضب والتجييش الدائم مما ينزع السلم الإجتماعي ويقيم التناحر والبغضاء ,لنرى في القرآن مثلاً مجهود دؤوب لزرع الفرقة والبغضاء وعدم الثقة بين الناس وهذا هو حال المسلمين اليوم من كره للآخر وعدم ثقة بالمختلف وسيطرة فكرة المؤامرة على وعيهم وتفكيرهم وهده بعض الامثلة البسيطة :
كدابين فلا تصدقوهم - مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ وَلاَ ٱلْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مّنْ خَيْرٍ مّن رَّبّكُمْ - يحسدونكم على أي نعمة - وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء - يحاولون اضلالكم - إن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُواْ لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِٱلسُّوء- حتى ادا خاطبوكم بالحسنى اياكم ان تثقوا بهم .

- ترسخ الأديان منظومة القهر والوصاية فلا يكفي أن تؤمن وتمتثل للأخلاق الحميدة فأنت مُكلف أن تدعو وتبشر بهذا الإيمان والأخلاق ولا تكون الأمور بشكل سلمي حضاري بل لتقهرهم وتستعمل يدك في تحقيق ذلك لتتولد منهجية الوصاية وقهر البشر لتحقيق إيمانك ويصير هذا الأمر ثقافة ومنهجية في الحياة .

- دمتم بخير .
ما لم نراجع ونغير من ثقافتنا ونهجنا الفكري فلا أمل فى إصلاح وتطور وسنظل نتمرغ في مستنقع التخلف والدونية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غياب العقل النقدي
محمد بن زكري ( 2021 / 12 / 19 - 23:20 )
يولد الطفل بريئا مسالما مبتسما للحياة ، و الأديان (و خاصة الديانة العبرية بنسخها الثلاث) تجرده من براءته عبر آليات التكييف الاجتماعي التشويهية ، فتبرمجه - عقليا و نفسيا - على التوجس و الكراهية و العنف و العدوانية و التجهم .
على أن الظاهرة الدينية في مرحلة تعدد الآلهة ، كانت مصحوبة بوجود شكل من (الديموقراطية) و درجة من التعايش السلمي بين أتباعها ، لكن مع تطور الظاهرة الدينية بتطور علاقات الملكية ، ظهر الدين التوحيدي الذي انتج فكرة الإله الواحد (الدكتاتور) النرجسي ، المعبأ حتى الحافة بالأنانية و الغطرسة و النزعة الإلغائية و التعطش للدماء .
و سيظل تاريخ البشرية ، سلسلة متصلة الحلقات من الحروب - الساخنة و الباردة ، العلنية و المستترة - و التباغض بين أتباع الديانات و المذاهب الدينية ، مغسولي الأدمغة و المغيبين عن الوعي بجرعات دينية - معززة سياسوَيّاً - من أفيون تخاريف الإله المتجسد - بالصوت و الصورة - في نار شبت بعليقة أو الولادة من أم عذراء و القيامة من الأموات أو ريادة الفضاء على متن بغلة مجنحة . في غياب تفعيل العقل النقدي .


2 - اسئله وجوديه
على سالم ( 2021 / 12 / 20 - 01:40 )
لاشك ان العقل الجمعى عموما كارثى وبائس وحمار فى منظومه الدول العروبيه المتخلفه , عندما يتم توارث هذا الكلت البدوى ويعتقد الناس انهم يملكوا الحقيقه المطلقه نحن هنا اذن اصبحنا فى ندور فى حلقات مفرغه , عندما ندرس جيدا الوضع المزرى فى مصر ومشاكلها المتشابكه سوف نجد اننا مقبلين على مصيبه و معضله كبيره , فى مصر كل عشر ثوانى يحضر طفل الى هذه الحياه , هذه عشوائيه وغباء مستشرى , القائمين على اداره شؤون مصر يعانوا من الغباء الشديد والجهل والتخلف العقلى وزناخه الفكر ولايصح لهم ابدا قياده البلد بهذه الطريقه العبيطه , سواء كانوا هم لواءات الجيش اغبياء او الشيوخ والازهر الاغبر , هم اكيد سوف يتسببوا فى كارثه اتيه لامحاله , السؤل الان هل هم من مصلحتهم ان يبقى الوضع السقيم ولماذا يفعلوا ذلك ؟ اكيد هم مصابون بعطب فى الفكر , لاشك ان مستقبل مصر كارثى ازاء تفجر السكان المروع , مستقبل مصر اسود ولاشك فى هذا


3 - افيون
نيسان سمو الهوزي ( 2021 / 12 / 20 - 17:21 )
كل دين لا يكون إختياري وشخصي وغير مرتبط او ملزم ودون قيود وشروط فهو اصل كل افيون الشعوب ! ! بإختصار .
تحية طيبة لك ولضيوفك


4 - فكرة الإله الواحد ضد التطور الحضاري الإنساني
سامى لبيب ( 2021 / 12 / 21 - 11:42 )
أهلا أستاذ محمد بن زكري
سبق لي تناول فكرة الإله الواحد وتعدد الآلهة لأري أن التعدد بعني قبول التعدد في الأفكار وقبول فكرة الآخر وإنتفاء العنجهية بالحقيقةالمطلقة فلا يوجد في الوجود والفكر شئ إسمه حقيقة مطلقة بينما فكرة الإله الواحد فكرة ديكتاتوريةمتسلطة إقصائية بطبيعة فرضياتها.
لي تأمل إضافي فى هذا الشأن ففكرة الإله الواحد ضد المسار الطبيعي للتطور الحضاري الإنساني فيفترض أنها تأتي فى البداية قبل فكرة تعدد الآلهة لتثبت فشلها كونها إستبدادية إقصائية متعسفة لتظهر بعدها فكرة تعدد الآلهة بعد ذلك كخطوة فى قبول الآخر وتنوع الأفكار وعدم إحتكار الحقيقة.
هذا الخلل فى التطور يمكن أن يحدث بحكم أن التطور شئ ليس تصاعدي صارم ولكن معاندة التطور الطبيعي سيجلب مشاكل كثيرة وهو ما نشهده الآن من إستبداد وتعسف كما أشرت فى مقالي السابق.
بالطبع يمكن فهم لماذا إنحرفت الأفكار لفكرة الإله الواحد فى النهاية وذلك من حضور الملكية أصل كل داء علاوة على فكرة التمايز والفوقية لجماعة بشرية عن أخري ورغبة جماعة فى السيطرة والسطوة
تكون العلمانية هي معالجة التشوه فى التطور وإحياء فكرة وجود التعدد وتعايش تنوع الأفكار.
تقديري


5 - بدون تطوير الإنسان كبناء القصور على الرمال
سامى لبيب ( 2021 / 12 / 21 - 18:10 )
أهلا أستاذ علي سالم
دوما تسقط الأفكار على الواقع العملي فتتعامل بأثر الفكر الديني على المجتمع متناولا تردي الحالة المصرية.
أضيف على نقدك أن تطوير الإنسان والأفكار والثقافة قبل تطوير الإقتصاد, فالنظام فى مصر مثلا يعتني بتطوير الإقتصاد وذلك من خلال التوسع العمراني والبنية الاساسية والطرق والكباري ألخ.
بلاشك أنه عمل جيد ولكن يشبه يناء قصور على الرمال فهذه الإنشاءات لن تجدي بدون تطوير الإنسان وثقافته فستتبدد مع الوقت بدون عائد حقيقي.
أري أن تطوير الإنسان سيختصر مسافات كثيرة وسيجلب التنمية والرفاهية بمجهود أقل, فحضرتك تتناول قضية الإنفجار السكاني والذي سيلتهم التنمية البسيطة المحققة مما ينذر بمستقبل أسود.
تطوير الإنسان وثقافته يعني إرتقاع الوعي لديه مما سيمنعه من التناسل كالأرانب بدون حساب لمستقبل الأطفال القادمين.
زيادة النسل هو فكر ديني فى الأساس وللأسف النظام المصري لا يفعل شيئا أمام إنتشار الأفكار الدينية بغية عدم التصادم مع القوي الدينية
ما أعنيه أن تطوير ثقافة الإنسان وحجب ثقافته الدينية الرجعية هو الطريق الأمثل للتقدم ولنا مثال اليابان وألمانيا فبعد تحطيمهما عادا بثقافة إنسان متحضر.


6 - فكرة الأرزاق المقسمة شرعنه لغني الأغنياء
سامى لبيب ( 2021 / 12 / 22 - 14:18 )
أهلا أستاذ Shwan Daramanمن الفيسبوك وممنون لحضورك وتقديرك
تتناول مثل:- إجري جري الوحوش غير رزقك لن تحوش - وأنت محق فى فضح خطورة هذا المثل.
هذا المثل هو ليس رؤية شعبية بل هو معبر عن فكر ديني هكذا ينظر للأمور.
أري أن أي فكر أو أيدلوجية لا يعبر عن رؤية مجردة وفلسفة مصمتة بل يخفي مصالح ونهج يعبر عنه ويراد تصديره.
من إبتدع فكرة الأرزاق المقسمة وعدم القدرة على نيل رزق غير ما قدره وقسمه الإله حتى لو جري وإجتهد فهذا يعطي رسالة بأن الأغنياء هكذا رزقهم من الإله فلا تتصور أنك يمكنك أن تلحق بهم كما يعطي هذا مشروعية غني الأغنياء .
هكذا هي الأفكار التى يتصورها المؤمنون ناموسا وحكمة وتقدير وترتيب الإله فلا توجد فكرة أو رؤية هائمة فى الهواء بل تعبر عن مصالح وغايات على الأرض.
سعدت بحضورك وأتمناه دوما.


7 - الدين مشروع سياسي تسلطي يستبد بقفازات حريرية
سامى لبيب ( 2021 / 12 / 22 - 20:12 )
أهلا أستاذ نيسان سمو الهوزي وفينك يا رجل
أحسنت بقولك :(كل دين لا يكون إختياري وشخصي وغير مرتبط او ملزم ودون قيود وشروط فهو اصل كل افيون الشعوب !)
في الحقيقة لن تجد دين بهذه المواصفات فحينها لن يكون دين , فالدين منظومة ومؤسسة سلطوية تتخفي وراء هوية جماعة بشرية وليحكمها الساسة وأصحاب المشاريع السياسية والإجتماعية كتعبير وأداة لحكمهم وسطوتهم .. الدبن وسيلة للهيمنة بقفازات حريرية ليخضع مريديها لحكم الساسة والكهنه بل يتفانوا فى نصرة المشروع بحماس .
ممنون لحضورك ومرورك.


8 - اصل الايمان بالله هو الخوف
Candle 1 ( 2021 / 12 / 22 - 23:52 )
تحية للجمع
بالمطالعة وبذل الجهد نتوصل الى ما يتعارض مع الايمان الموروث . لكن الدين يدعونا للقبول بما هو غير معقول .
يعتقدون بان الله رحمن رحيم . الله هو الاب . هو المحبة . متسامح ويلصقون به كل صفة جميلة .اذا كان الامر كذلك علام ايمانكم مبني على الخوف ؟
لماذا الخوف من الموت ؟اليس الهدف من الايمان هو الرغبة في الخلود؟
ام انكم تشكون ان تنقلب صفاته انفة الذكر الى انتقا م بالنار الابدية؟
في حوار مع جماعة من المؤمنين كبار السن .
قلت عندما تصلي وبحركات العبودية ركوع تذرع . كيف تتخيل او تصف هذا الذي تصلي له؟فلا من مجيب .اذا ايمانكم لم يكن مبني على المعرفة ؟بل على الطاعة العمياء
اشترطت على من له الشجاعة ولا يخاف .
ان نضع سرير في كنيسةالله و التي يكثر فيها التماثيل والصور . وبعدها نطفئ الاضواء ليكون ظلام دامس وان ينام احدهم ليلة واحدة بحضرة القديسين . فلم يتجرأ احدهم القبول بالشرط.
عندما كنا صغار السن زرعوا الرعب في قلوبنا .من القديس الفلاني والعلاني فهو يظهر بلباس ابيض واذا مسة احدكم يموت .
يا له من تعليم وجرم بشع بحق الاطفال؟.
كل المحبة للاستاذ سامي والاستاذ صباح شقير وللجميع


9 - اعلم ذلك
نيسان سمو الهوزي ( 2021 / 12 / 23 - 14:45 )
سيدي الكريم سامي : اعلم ذلك تماماً لهذا اقول لهم كل اديانكم هي عبارة عن افيون الشعوب ولكن بطريقة مهذبة !
اتمنى ان تكون الفكرة قد وصلت ! هههههه


10 - منظوماتنا القانونية أعدل من الاله .يالعجب
نور الحرية ( 2021 / 12 / 23 - 22:35 )
باعتقادي وطوال سنوات من متابعتك أستاذنا الكبير سامي أن مقالتك اليوم هي ما أسميه بقمة القمم فأنت لم تبقي على أي حجر أساس في منظومة الأديان الحالية الا وقد أسقطتها بالضربة القاضية بتناولك لأفكار دينية أساسية كثيرة تعتمد عليها تقريبا كل الأديان ومن بين تلكم الأفكار فكرة الخوف والترهيب والتي تعتمدها كل الأديان وخاصة السماوية المجرمة فأصبحنا نعيش في معسكرات أقبح من المعسكرات النازية حيث الخوف وكل أنواع التعذيب النفسي بالاضافة لربطك هذه الفكرة بحالة انصراف المغيبين دينيا عن قضاياهم الحقيقية أي مسألة العيش بحرية وبكرامة انسانية الى مسائل وهمية و زائفة لا معنى لها كما ذكرت .أستاذنا الكبير لن ولن توفيك كل عبارات الشكر والامتنان لما تقدمه لهذه الأمة المنكوبة حضاريا من فكروتنوير


11 - منظوماتنا القانونية أعدل من الاله .يالعجب
نور الحرية ( 2021 / 12 / 23 - 22:40 )
باعتقادي وطوال سنوات من متابعتك أستاذنا الكبير سامي أن مقالتك اليوم هي ما أسميه بقمة القمم فأنت لم تبقي على أي حجر أساس في منظومة الأديان الحالية الا وقد أسقطتها بالضربة القاضية بتناولك لأفكار دينية أساسية كثيرة تعتمد عليها تقريبا كل الأديان ومن بين تلكم الأفكار فكرة الخوف والترهيب والتي تعتمدها كل الأديان وخاصة السماوية المجرمة فأصبحنا نعيش في معسكرات أقبح من المعسكرات النازية حيث الخوف وكل أنواع التعذيب النفسي بالاضافة لربطك هذه الفكرة بحالة انصراف المغيبين دينيا عن قضاياهم الحقيقية أي مسألة العيش بحرية وبكرامة انسانية الى مسائل وهمية و زائفة لا معنى لها كما ذكرت .أستاذنا الكبير لن ولن توفيك كل عبارات الشكر والامتنان لما تقدمه لهذه الأمة المنكوبة حضاريا من فكروتنوير


12 - الإيمان خلل ومرض نفسي يجلب متلازمة ستوكهولم
سامى لبيب ( 2021 / 12 / 24 - 15:43 )
أهلا أستاذ Candle 1
أعجبتني تأملاتك بخصوص متلازمة الإيمان والخوف لأضيف أننا أمام حالة نفسيةشاذة بحب من نخاف منه,فالطبيعي ان لا يحمل الإنسان مشاعر إيجابية تجاه من يخافه بل من الطبيعي ان يكرهه وينفر منه ولكن هذا غير متحقق فى الحالة الإيمانبة لتتحقق متلازمة ستوكهولم التي أشرت إليها بحب المقهور لقاهره.
أري أن الحالة الإيمانية هي التى أسست لحالة حب وعشق المقهور لقاهره لتنتج هذه الحالة النفسية الشاذة ومن هنا لا نستغرب من شيوع هذه الحالة النفسية الشاذة فى حب وعشق الحكام الطغاة والإفتنان بهم رغم قهرهم كنموذج صدام حسين وعبد الناصر ألخ قتري الحب والعشق بهم والإحتفال بأعياد ميلادهم رغم بطشهم وقسوتهم وإذلالهم للشعب.
نجد تطبيقات للحالة الإيمانية المازوخية التى يعشق فيها المؤمن جلاده ويتماهى فى تقديم كل فروض الطاعة والتمجيد والتسبيح ليصل بالإنسان إلى عشق السلاسل التي تقيده وإفتخاره بقيده وسجنه وعبوديته للسجان فى العلاقات الإنسانية بين الإبن وأبيه والزوج وزوجته لتسود حالة من السادية والمازوخية معا ولنري أغاني تتذلل فيها المحبوبة لحبيبها الذي يقسو عليها بالهجر والإهمال.
للأسف هذا صار حالنا من الإيمان


13 - لماذا نقول الدين أفيون وسيانيد الشعوب
سامى لبيب ( 2021 / 12 / 24 - 18:44 )
الأستاذ نيسان سمو الهوزي
بالطبع أفهم دماغك ومراميك وهذا المقال يأتي بإشارات واضحة أن الدين أفيون الشعوب من خلال إعتماد مفاهيم كالرزق والقدر والمكتوب والطاعة ألخ كما أشرت في مقالي.
إذا كانت مقولة الدين أفيون الشعوب مقولة ماركسية فأضيف من عندي أن الدين سيانيد الشعوب ومنشأ كل العلل النفسية.
لا تغيب عنا فكتاباتك دائمة رشيقة وذات عمق ونقد ساخر.


14 - حضارة وإنسانية الإنسان تجاوزت بشاعةالأديان وقسوتها
سامى لبيب ( 2021 / 12 / 25 - 12:37 )
أهلا أستاذ نور الحرية وممنون جدا لحضورك وتقديرك.
رائعة هي مداخلتك المعنونة:منظوماتنا القانونية أعدل من الاله.يالعجب .فقد فضحت فيها الأديان وما تروجه عن فكرة الإله لأري أن منظومتنا الحضارية الحالية قد تجاوزت الأديان وفضحت فكرة العدل والقصاص الإلهي الذي هو رؤية إنسان قديم يحمل قدر كبير من القسوة والسادية.
منظومتنا القانونية تعاقب الإنسان على قدر خطأة وليس عقاب ممتد إلى مالانهاية كما يعتقدون دينيا كما أن العقاب الإنساني الحضاري لا يقصد به الإنتقام والتشفي والقسوة المفرطة بل إعداد المخطأ وإصلاحه للعيش فى المجتمع بينما فى القانون الإلهي المفترض فالعقاب هو للإنتقام ولا مكان للإصلاح.
أضف لذلك أن العقاب الإلهي المفترض هو عقاب سادي معتمدا على التعذيب المفرط بينما العقاب الإنساني يستنكر التعذيب ويدينه ليكتفي بعقوبة على خطأ.
الأديان هي تعبير عن الهمجية والسادية والإنتقام والغل الذي إنتاب إنسان العصور القديمة فأسقطه على إلهه بعفوية شديدة.
من هنا يكون الدين بتشريعاته مقوض لحضارة ورقي الإنسان داعيا للوحشية والتوحش فلا يكون دورنا هو الإنصراف عنه بل مناهضته كونه تعبير عن التخلف والوحشية.
ممنون لحضورك


15 - عنوانك صح خاصة لما يقيموا دولة على خرافة
أعقل المجانين ( 2021 / 12 / 25 - 15:20 )
توراتية مكذوبة عن وعد ابراهيم

الصهاينة أقاموا كيان مسخ لهم على خرافة دينية
عنوان مقالك ?


16 - قصة الأرض الموعودة تفضح الأثر التخريبي للدين
سامى لبيب ( 2021 / 12 / 26 - 15:51 )
أهلا أستاذ أعقل المجانين على صفحتي آملا دوام الحضور
تضيف نقطة رائعة لمقالي لتثريه عن أثر الأديان فى ترويج الخرافات والمزاعم السياسية البائسة التى تضلل الشعوب وتصرفها عن الفهم الحقيقي الموضوعي لتفضح قصة لأرض الموعودة لبني إسرائيل ووعد الإله المزعوم لها.
أقول بدون فكرة الأرض الموعودة ما كان هناك دين يهودي , فالدين اليهودي جاء خصيصا لترويج هذا الزعم وتحقيق مشروع سياسي وقد تناولت هذا فى سلسلة مقلاتي :تديين السياسة أم تسييس الدين.
للأسف إنساق الإنجيل لهذا الزعم وروج له , كذا القرآن فى سبيله للتودد لليهودية أقر بفكرة الأرض الموعودة وغفل عن حق الكنعانيين والفلسطينيين.
هناك أساطير مماثلة فى أن كل الأرض للمسيح الفادي وأن كل الأرض لله الذي وكل المسلمين لغزوها وإقامة دينه وشرعه.
أخشي من يقرأ مداخلتك يظن أنك تحمل وجهة نظر دينية عدائية لليهود فقط غافلا الأساطير والخرافات والمزاعم الأخري , ولكني أتصورك واعيا تفضح أكثر الخرافات والمزاعم حضورا.
تحياتي وتقديري.


17 - السراسنة أقاموا امبراطورية على كذبة
محمد بن زكري ( 2021 / 12 / 26 - 19:28 )
تحية متجددة للمفكر الكبير الاستاذ سامي لبيب

العربان السارسان (Saracens) الصلاعمة ، أقاموا امبراطورية عربية إسلامية على أساس كذبة مبتذلة ، افتراها قثم بن عبد اللات . تلك الكذبة التي انتحلها قثم - بسرقة فكرية مفضوحة - من كتب اليهود : التناخ و التلمود و المدراش ، و من الاسفار و الاناجيل المنحولة (غير القانونية) ، مخلوطة بسرقات من الزرادشتية و الصابئية و البوذية . أما تلك الامبراطورية الاسلامية ، التي أقامها السراسنة (العربان) بالسيف ، على أنقاض حضارات بلاد ما بين النهرين و فارس و الشام و مصر و شمال افريقيا ، فقد بدأت بغزوة تبوك ، التي شنها السارسان الصلاعمة على بلاد الشام ، بتحريض من صلعم لقومه السراسنة ، مغريا أياهم بالسبايا الشقراوات : « اغزوا تبوك ، تغنموا بنات الأصفر و نساء الروم » . و يروى ان رجلا يدعى جُد بن قيس ، استأذن صلعم في التخلف عن الغزوة ، خشية على نفسه من فتنة نساء بني الأصفر ، فأعرض عنه صلعم ، و قال له أذنت لك ، لكنه (أنزل !) فيه « وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ » !


18 - الدين مشروع حربي يغري مقاتليه بالنهب وإعتلاءالنساء
سامى لبيب ( 2021 / 12 / 27 - 17:15 )
أهلا أستاذ محمد بن زكري مجددا ودوما أستمتع بمداخلاتك وكتاباتك الرائعة
تفضح فى مداخلتك الأديان وخاصة الإسلام لتتناول نقطتين الأولي عن إقتباسات الإسلام من العقائد الوثنية القديمة.
تناولت هذا الموضوع فى سلسلة تفضح إقتباسات اليهودية والمسيحية والإسلام من العقائد والأديان القديمة والأمور لم تكتفي بإقتباس قصص وأساطير وطقوس بل إمتدت لتقتبس عقائد وهذا يحثني على إكمال هذه السلسلة.
قبل أن أنتقل للنقطة الثانية أشير للموقف العدائي للأديان الإبراهيمية تجاه الأديان والمعتقدات رغم أنها إقتبست منها ومحاولتها مدارة الغش والتزييف بخلق حالة مغايرة.
النقطة الثانية عن علاقة الأديان بالغزو والنهب والسبي لنجد سمة مشتركة فى أن النصوص معبرة عن مشروع سياسي يكون النهب والسبي فيه الوسيلة لتحفيز المقاتلين ,لنلحظ هذا فى الكتاب المقدس والقرآن على السواء وإن كان الإسلام أكثر فجاجة فى إغراء المقاتلين على النهب وإغتصاب النساء.
لنا أن نتوقف أمام هذا النهج الذي يحلل السرقة والنهب والزنا لأنبياء الله وجنوده فلا يوجد هنا معيار أخلاقي ثابت وهذا يفضح بشرية الأديان وأنها إنتاج إنسان وحشي همجي.
أعتز بحضورك دوما أستاذ زكري.