الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموت والمساواة

جمشيد ابراهيم

2021 / 12 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مهما ميزت الحياة بيننا فهناك سلطة مساواتية عادلة تساوي بين البشر في النهاية بغض النظر عن المكانة و الثروة و الشهرة و الثقافة و القومية و الجنس - هذه السلطة المساواتية لا تعرف التميز الذي فرض نفسه في الحياة او بعبارة اخرى تصلح و توحد ما افسدته و مزقته الحياة كما تسميها الانجليزية leveller

كلنا نحب الحياة رغم صعوبتها و عذابها و اجحافها - نعم نحب الحياة رغم انها ظالمة غير عادلة و السبب هو ديناميكيتها في الحركة و التغير - لا تركض وراء العدالة لانها ليست صفة الحياة - لا تطلب المساواة بين البشر لان المساواة صفة الموت - تصور انك تعيش في حياة عادلة منصفة لا تميز بين البشر كيف ستكون؟ مملة قاتلة ميتة بدون حركة.

طبعا كلنا نعرف ان الموت هو المساواتي الاكبر لانه لا يفرق بين الغني و الفقير او بين الملك و الخادم فكلنا نموت و مصيرنا التراب. ليس للموت رصيد و حساب في البنك مهما صليت و صمت و تعبت نفسك. لا يعرف الموت الشرف و القدسية و الجنة و الجهنم و هو سلطة معدلة تبلط شارع الحياة الممزق و تقضي على ثمار اتعابك و ما حققت.

للحياة نفسها مساواتياتها ايضا في المرض و الفقر و الكوارث الخ فكلنا سواسية عند الفايروسات و المصائب و حتى اذا كنت ثريا فانك لا تستطيع ان تاكل و تشرب اكثر مني دون ان تلحق الضرر بصحتك - و لكن المساواة و العدالة تجردك من جميع طموحاتك لتتوقف عن العمل و البحث و المثابرة و الحياة في الموت.
www.jamshid-ibrahim.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اخوف هو الصفة السائدة
Mahmoud saed ( 2021 / 12 / 20 - 00:45 )
ربما بعد الخمسين يتشائم الانسان بطريقة مرضية
تحياتي استاذ جمشيد رائع كعادتك

اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة