الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التكوير و القيامة بين النص و العلم الجزء الثاني

علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)

2021 / 12 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أ

أسلفنا الطرح في الجزء الأول أنها محاولة لربط شيء من صراعات الذات بين الثبات و الحداثة وخلق فسحة اطمئنان نفسية تساعد على توازن المعتنق بدل من الانجراف نحو حالة من التطرف الرفض او الايمان بتشدد نعود الان للبحث

: وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ .

البغوى "وإذا النجوم انكدرت"، أي تناثرت من السماء وتساقطت على الأرض، يقال: انكدر الطائر أي سقط عن عشه، قال الكلبي وعطاء: تمطر السماء يومئذ نجوماً فلا يبقى نجم إلا وقع.

القرطبى : وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتت أي تهافتت وتناثرت . وقال أبو عبيدة : انصبت كما تنصب العقاب إذا انكسرت . قال العجاج يصف صقرا أبصر خربان فضاء فانكدر تقضي البازي إذا البازي كسر اما السعدى فيقول وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ أي: تغيرت، وتساقطت من أفلاكها

اما ابن كثير وقوله ( وإذا النجوم انكدرت ) أي انتثرت كما قال تعالى ( وإذا الكواكب انتثرت ) الانفطار وأصل الانكدار الانصباب انكدرت النجوم اي تناثرت.

هنا في هذا الشرح لا نبتعد عن ما اسلفنا اليه في السابق ان مشاهد النجوم الموجودة في السماء ليست في منازلها السابقة اي ان الجميع او الكم الاغلب غادر مكانه وراح يبحث عن صيرورة ثانية تختلف عن ما نراه اليوم وما نراه هو امتداد للبعد الرابع الجامع بين المكان والزمان .لا اكثر وهنا ايضا يمكن القول في مصداق هذا الانهيار هو طريق القيامة.

ما نود الخوض فيه .
محاولة لفهم صورة الفكر الديني وعكسها على حقائق الوجود لغرض الحصول على شيء من الاستقرار النفسي لينهي فوضى الاختلاف الحاصل بين الايجاز العلمي والتنصيص الديني ."لقد اوهم رجال الدين ان الكتب المقدسة تحمل جميع مفاتيح العلوم وكل ما جاء فيهما يعد دستور لكل زمان ومكان لذلك صار معتقد المتدين التقليدي اتباع جميع ما استدل عليه من افكار وما ان حاول الخروج نحو التنور حتى دخل في مراحل الصراع النفسي بين الإرث و التطعيم ضد الفكر المغاير و بين الحداثة و التنوير " . اذا اردنا اعتماد احد المصادر في الاثبات لابد لنا ان نتخذ المصداق من باب واحد وننهي الآخر .التوجه نحو الاثبات الديني ينفي العلم والعكس كذلك. أن القرآن كتاب نصوص عقائدية لا يتحمل ادراجه في مصداق العلم. فالعلم هو ما يمكن نفيه وإثباته وبهذا إن أجزنا للقرآن ان يتخذ المنحى العلمي فأصبح لزام علينا هنا ان يقع ضمن النفي و الاثبات وبذلك يعد انتهاك لقدسية النص. وان كان البعض يقول في قصر الفهم او عدم وضوح الآيات لنا فما ننفيه اليوم يثبت غدا .مع ذلك القول نؤكد ادراج الكتاب المقدس ضمن اطار العلم يمكن ان يقع في اطار النفي و الاثبات وبهذا يعتبر اساة للنص و ان كانت على سوء تقدير. لذلك لابد لنا ان نعتد في جانب التقديس و الذهاب نحو العلم بشكل مطلق من غير ان نضعه في زاوية الإيمان و البقاء على الكتاب وقدسيته ضمن إعجازه حيث أن القرآن كتاب عقائدي يصلح الى تقويم الإنسان و يقع عليه الفعل في كل زمان ومكان لأنه وسيلة تقويم اخلاقية ويحتوي مبادئ انسانية كان بعضا متميز ومتفرد في عصر نزوله ومنها من هو عظيم الإرسال حتى قيام الساعة .عليه يمكن اعتماد ما بدر من نصوص اخبارية على انها نمط بلاغي قصصي حيث قال الله نحن نقص عليك أحسن القصص والقصة هو سرد أدبي لا يقع عليه مصداق النفي او مصداق الثبات.

لابد من الاشارة ان الخوض في الفهم يقع ضمن استدراك العلم و النص لا ضمن قدرة الله حيث كن فيكن وسنبحث في عملية التناغم بين الطرحين .
جميع الدلالات الدينية تؤكد بوجود اليوم النهائي للكون كذلك العلم يؤكد على ان الكون له مدة صلاحية محددة وهنا نقف على اتفاق بين النص والعلم لكن لو اخذنا اهوال يوم الدين او القيامة و طرحناها على الارض للتدارس نجد ان هذا اليوم من باب العلم والمنطق مستحيل الحدوث .فلو احتاج النجم الفا سنتوري ان يترك مكانه ويتجه نحو الأرض على اعتبار أن الأرض هي المركز كما يشاع من الفهم الديني وهنا نترك الاحجام والتناسب بينهما ونذهب الى مصداق الارض اكبر ويحتاج الى 4.33 سنة ضوئية وهذا لا يتحقق في يوم واحد حتى احد الكواكب و اقربها عطارد الذي يفصل بينه وبين الأرض اكثر من 204 مليون كم لو أرادت التوجه الى الارض احتاج الى الاف السنين الارضية من اجل الارتطام بالأرض وهنا ايضا نحتاج الى نهاية الجاذب الاكبر والماسك الأوحد في مجموعتنا الشمسية نحتاج ان تتحول الشمس من كوكب غازي الى كوكب حجري بارد خامل عن الحركة مع تغير شكل الكون الى افقي ليفقد الجذب .من حيث المنطق ان أصغر نجم في مجموعتنا هي الشمس فكيف لنا ان نشاهد تساقط النجوم على الارض كما اسلف مفسري النص و كيف لهم ان يسقطوا في حيز الارض شيء غير قابل للإدراك لكن هل لنا أن نقول في كذب النص الديني ؟ الجواب لا .لعدم احتمال النص على أنه قانون علمي .و ما هو الا رسائل توضيحية الى البشر بصيغة جميلة تختص في الترهيب و عادلة في الترغيب .

لكن يمكن ان نطرح نظرية تصالح بين الدين والعلم تعيد إلى الإنسان الصلح مع الذات والطمانينة.وهي ان الله امر الجميع بالتوجه الى القيامة. أي أن النجوم والكواكب و البشر والمخلوقات تواجدوا في محور عمل وتوجهوا إلى القيامة .فالنجم سين الذي نراه كل يوم في الزاوية الف من السماء انتهى وهذه صورة انعكاسية له تحاذي زمن الانسان من على الأرض وهو الآن في طور القيامة واقع الأمر استنادا الى فهم النص فنحن في طور القيامة حيث الشمس في طور التكوير اي ان الامر جاء لها بأن تتحول من شكلها السابق الى صيرورتها الحالية حتى تنتهي وتتلاشى وهذا لا يمكن ان يقوم على يوم او سنة او على سقف زمني محدد بل هو تدارك تتابعي يقف بمرحلة من الزمن ويمكن ان يحصل في مجموعتنا الشمسية وليس بالضرورة في كل المجموعات .لاسيما و ان النص اشار الى عدم ثبات النجوم و الكواكب كل في فلك يسبحون , و الشمس تجري لمستقر لها الخ .إن التصديق في النص يولد شيء اخر من ركام الموروث الفقهي و العلمي المشترك حيث لا فناء لوجود .حتى السلسلة البشرية ومعلقاتها هم في طور الرحيل نحو القيامة مترابط مع الرحلة الكونية لا ينفصلان ولا يمكن فناء واحد دون الاخر فكلاهما مشترك في ديمومة البقاء ومن خلال هذه الرحلة يحتاج كل منهم الى تجديد فتجد الانسان اشبه في حوامل الناعور تلاحق بعضها الاخر هذه ولادة وهذه وفاة وهكذا ما بين هذه وتلك دورة. أما عن القيامة بين بين المخلوقات فتعد في ساعة الرحيل أي إذا مات المرء قامت قيامته وبهذا اتجه نحو مرحلة الانتقال او التحول الجديد وكما اسلفنا لا فناء لمادة والجسد مادة حتى الروح بمجهول ماهيتها و ان كان البعض يعتمدها طاقة فهي ايضا مادة فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين. هنا النفخ يدل على أن الروح مادة .لربما يذهب البعض في الضن نحن نجسد الاشياء وان كانت تجسيد او تورية فكلاهما يحتوي على كتله محددة تشغل حيز من الفراغ فلو قابلناها بالواي فاي يمكن لها أن تطرح في شكل موجي ويشغل أيضا شيء من الفراغ .إذن انتهى مصداق مادية الروح. وبهذا الجميع سائر نحو النهاية لكن بصورة نرسمها ضمن الادراك البشري لا ضمن الادراك السماوي فالله قادر على كل شيء. وبذلك نستطيع الربط بين النص الديني وبين النص العلمي على أن الجميع قائم في مقدار مختلف منها اني الحدوث ومنها يعمل على نهج التتابع في الحل .وبهذا استطعنا ان نقع في مصاف الاطمئنان النفسي أن الأديان جميعها صادقة بشقيها الوضعي و السماوي و ان العلم لابد ان يتداخل معهم في مجموعة من النقاط على ان لا يعتبر النص نظرية او تطبيق علمي .ولايسعني القول سوى انه مجرد رأي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53