الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أراءٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحدْ..(2)

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2021 / 12 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لا غَرابة لدي في أنْ يَتمسَكَ المَرْءُ بالخرافات المُقدّسة، والمُعْتقداتِ الخاطئة، رغم اصطدامها البَيّن مع أبسط مبادئ العقل،
لطالما يَجدُ هذا الانسان المطيع، ذو الفكر الساكن،
ان الحقيقة الجديدة التي تعرض عليه، تتعارضُ مع بسيط عواطفه بكل وقاحة..
أو حين يلقاها دائمة الإصرار على أن تَصْطَدِم بشكلٍ سافرٍ مع مشاعره البدائية ..
أو ان هو وجدها باستمرار، تسعى أن تأتي إليه بأسلوبٍ عنيفٍ جلفٍ،
يتنافر بفظاظة مع ما ألِفَ من سلوك مقدس، وما إعتاد عليه من إيمانيات بسيطة ساذجة،
أو لمس منها هزؤاً و تسخيفاً مهيناً، لما حازَ من طقوس وعاداتٍ مبجلة، وفَّرَتْ له - ومازالت - كثيرا من الطمأنينة الكاذبة، وأرضت له حاجات نفسية عاطفية و آنية مُتعددة لا تحصى..

ولهذا كله ، وكما أعلمُ يقيناً ، فإنّ العامّة منَ الناس، يجبُ أنْ نتكلمَ معها بحماس العاطفة، و وعد السماء، وهيابة اللغة، و لجام المُعجزاتْ..
أما الخاصّة منهم، فلا يجب أنْ نقتربَ منْ أفهامها الفطنة، سوى بهدوء العَقل، ونقد النقل، وفهم صروف الواقع. وجرأة التمحيص، وتفنيد المُسبّبات...
و إنّ عدمَ الاستطاعة في التفريق -منْ قبلنا - في نوعي الخطاب بينهما،
سيكون - في تقديري - مدعاة كبيرة للصخب، وكثر اللغو، وتقديس الضغينة المؤذية، التي تعمل على تأخير عجلة التقدم في الافهام عموماً،
بل في أحيان كثيرة، ربما تصل بالكلّ الاجتماعي الهش أصلاً، إلى العنف المُدمّر والمُميت.
ولعلهُ من الحمق المريع، وأسباب الفناء السريع، أنْ يستهين المرء بقوة الغوغاء، وعزيمة الدهماء، وإرادة الحمقى..
بخاصة، إذا ما اجتمع هؤلاء على فهم واحد، وجهل صاعد، ونص بارد، يرونه فهماً مقدساً لا مراء فيه..ولا شائبة.
قصارى القول :
انّ فجاجة انبلاج نور الحقيقة، دون تدرّج وتحضير جيد ، أو تقديم مدروس بعناية، قد يعمي البصر والبصيرة،
وأن صدمة وقوعها في الأذهان على حين غرة، قد يقتل الحق فيها أو يفسده، وأن رحمة الطرح، ولطافة الأسلوب، وذكاء التعبير، ودهاء مواقيت القول، و..و.. وكثير سواها من مواهب الذهن،
والتي هي - في تقديري - أمور ضرورية الحضور جداً في مسيرة المعرفة، والدعوة للتفكر فيها .
بل هي -في زعمي - اسسس هامة للغاية، لابدّ من توافرها في تربة أي حوار فكري تنويري جاد مع الافهام الإنسانية،
كي تحيا بذور الحقائق الحديدة فيها، و تبقى بعيدة عن أيّ اندثار أو إهمال مؤذٍ، أو إقصاء ينتظرها بشدة..

للحديث بقية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز