الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمال ؟ ما هو ؟

صبيحة شبر

2006 / 8 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كيف يمكننا ان نبين معنى كلمة ( الجمال) ؟ وهل لها معنى واحد ومحدد ؟ ام يختلف المعنى ، باختلاف الزمان والمكان ، والأشخاص وتباين ثقافاتهم ، وتوجهاتهم السياسية والفكرية ، وهل الجمال مطلق ام نسبي ؟ وهل ما نراه جميلا يتفق الجميع على رؤيته مثل رؤيتنا ، ام ان رؤيتنا لكل الأمور ، ومنها الأمور النسبية الكثيرة قابلة للاختلاف الكبير ، في وجهات النظر والاهتمامات ، وهذه الأمور النسبية كثيرة جدا ، والتباين بشأنها كبير ،,مثل الشجاعة ، والغنى ، والطيبة ، والذكاء ، والشهامة ، والمروءة ، والكرم ، والإيثار ، والأنانية ، والعدالة ، كل هذه المفاهيم ، وأخرى تشابهها مثل الجمال أيضا ، تتباين الآراء حوله ، فما نراه جميلا ، ناصع الجمال ، قد لايراه الآخرون كذلك ، فما هو الجمال ؟ وهل هو شكلي ؟ ام معنوي ، وهل هو عام أي ما يجمع على كونه جميلا بوطن من الأوطان ، يراه الآخرون وبالأوطان الأخرى جميلا أيضا ، وللإجابة عن هذا السؤال يمكن ان نطرح موضوع الجمال الشكلي للمناقشة ، فلقد رأى العرب في قديم الزمان ان المراة الجميلة هي المخلوقة المكتنزة ، السمينة ، بطيئة الحركة
المترددة ،، الخائفة ، التي تنظر بحذر الى العالم ، والبخيلة ، وقد ورد قديما ان البخيلة من النساء تعني المحافظة على شرفها ، فهل بقيت هذه المفاهيم ؟ ام اعتراها التغيير ككل المفاهيم الأخرى ، المراة السمينة المكتنزة لحما ،، لم تعد مقياسا للجمال الرفيع المتفق عليه ، بل أضحت المراة الرشيقة ، خفيفة الحركة ، التي تزاول الرياضة ،،، للاحتفاظ بالرشاقة هي الجميلة ، ومعنويا ، لم تعد المراة الخائفة المترددة ، معيارا للجمال ، وإنما أصبحت المراة القوية ، الواثقة من نفسها ، هي التي تتمتع بالخصال الجميلة التي تدعو الى الإعجاب
الكرم تغير مفهومه أيضا ، كان حاتم الطائي معروفا بالكرم الحميد ، الذي يستحق الإشادة والتنويه ، الآن في وقتنا الحالي ، أصبح من يبذر نقوده ،، من اجل تقديمها للجار البعيد ،متناسيا أسرته وأهل بيته من الأشخاص الذين يستحقون اللوم ، أليس الاقربون أولى بالمعروف ؟ أليس من واجب الرجل ان يلبي حاجات أفراد أسرته أولا ، ثم ينفق بعد ذلك على احتياجات الجار البعيد ؟ لقد أصبحت المراة تساهم مع الرجل ، بالأعباء المالية ، فهل يكون ذلك الرجل كريما محترما ، من الرأي العام في منطقته ، ان هو ترك زوجته تعاني من أعباء العمل ، المتنوعة ،، ليقوم هو بالأنفاق على أناس غرباء ، لا يجمعهم معه صلة من قرابة ، تحتم عليه ان يتناسى واجباته ، تجاه الأسرة ، ومن اجل ان يقول الناس عنه ان كريم ، ومعطاء ؟؟ لقد تغير مفهوم الكرم عما كان سائدا في تاريخ العرب القديم ، كما تغيرت الشجاعة ، التي ان زادت عن حدها انقلبت تهورا ، على الإنسان العاقل ان يبتعد عنه
لقد ذكرت هذه الصفات ، لأنها من الخصال الحميدة التي ان توفرت ، في شخص معين ، أكسبته جمالا فائقا في الشخصية ، ومنزلة كبيرة لدى الناس ، لا يبلغها الا من كان ذا شاو بعيد من جمال الخلال ، وكما تغيرت الأوصاف التي نعتبرها من الجمال الشكلي ، تطورت أيضا الخلال التي كان الاقدمون يعتبرونها من مواصفات الجمال المعنوي ، فالجمال ككل الصفات المادية والمعنوية عرضة للتغيير والتبدل ، حسب التطور الذي يحرزه الإنسان ، في مختلف جوانب الحياة وهو من الأمور النسبية الكثيرة التي تختلف النظرة اليها حسب تطور المجتمعات وتقدمها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟


.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟




.. 154-An-Nisa