الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزء (8 من 11) حقيقة نفسك True of Thyself

راندا شوقى الحمامصى

2021 / 12 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الأول والآخِر في الكتاب المقدس والقرآن First and Last in Bible and Qur’án
سيكون هذا القسم نظرة عامة على المقاطع التي تقدم مفهوم الأول والآخِر في الكتاب المقدس لدين اليهود والمسيحيين والمسلمين من سفر التكوين إلى القرآن .26 [26 هناك العديد بالتأكيد ما يرتبط بهذه المصطلحات في التقليد الشرقي من البوذية والهندوسية، وكذلك في التقاليد الكونفوشيوسية، للأسف هذا الكاتب ليس قادراً على وصفها في هذه الورقة.]. ما تظهره هذه النظرة بشكل رئيسي هو القوة الديناميكية لهذه الكلمات التي كانت في الأصل تنسب إلى الله و منه إلى أنبياء الله. فعملية عزو و إسناد هذه المصطلحات تم إكتمالها في ظهور حضرة بهاءالله، وخصوصا في كتاب الإيقان، الذى كتبه حضرة بهاءالله خلال نفس الفترة التى تم فيها صدور الوديان السبعة. و في هذا الكتاب تم إكتمال الدورة من الله إلى أنبيائه و الى المؤمنين، و هكذا يتم التعرف على معنى هذه الدورة النازلة والصاعدة من قبل المؤمنين، كما هو موضح في وادي التوحيد، لأن هذه الرتب الأربعة هي مخولة لك " إسعفتها العناية عليك"، لأجل "لعلك تدرك الرتب الإلهية الاربع".
وقد وصف نادر سعيدى هذه الدورة الوجودية، و هذا القوس من النزول والصعود في كتاب اللوغوس والحضارة Logos and Civilization27، مع إيلاء إهتمام خاص للأفلاطونية الحديثة، والأصول الصوفية والإسلامية لهذه المفاهيم وتفسيرها الجديد في الكتابات البهائية:
"قبل كل شيء، هناك ميزة واحدة مهمة تميّز بقوة المفهوم البهائي للدورة الوجودية من الأفكار النمطية الصوفية أو الأفلاطونية الحديثة. ففي الكتابات البهائية، فإن مقامات/مراتب الخلق Creation في قوس النزول (الإبداع) لا تبدأ من الجوهر الإلهي [الذات الإلهية] نفسه ولكن من عالم المشيئة الإلهية [المظاهر الإلهية]. وبالمثل، فإن قوس الصعود (الإختراع) - أو الرحلة الروحانية - لا تنتهي في الاتحاد مع جوهر الله، ولكن في الاتحاد مع مشيئة الله .... و يشار الى المشيئة الأولية The Primal Will أيضا باسم الأمر (Command) أو كلمة الله، وعلى هذا النحو، تكون الإشارة إلى الحقيقة المشتركة أو ذات المظاهر الإلهية." (صفحة 55)
كما فى المقاطع المقتبسة أدناه من الكتابات المقدسة العبرية والمسيحية توضح، أن هذا الفهم قد تم إعداده في هذه الكتب المقدسة بإستخدام مفهوم الأول والآخِر والبداية والنهاية.
من الكتابات المقدسة للعهد القديم (التوراة): From the -script-ures of the Old Testament
"فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ." (تكوين 1:1)
"مَنْ فَعَلَ وَصَنَعَ دَاعِيًا الأَجْيَالَ مِنَ الْبَدْءِ؟ أَنَا الرَّبُّ الأَوَّلُ، وَمَعَ الآخِرِينَ أَنَا هُوَ." (إشعياء، 41: 4)
و تنسب هنا مفاهيم الأول و الآخِر إلى الله، رب إسرائيل.28 والبداية هى خلق السماء والأرض بواسطة الله. و هذه العلاقة المباشرة بين الله وخلقه لهى، كما هو موضح في سفر التكوين، ممكنة فقط في فهم مبكر وبدائي لهذا العالم. تطورياً، فهذه هي الرسالة كما قدمت إلى ثقافة هي في حالة قديمة عفا عليها الزمن أو الحالة السحرية من تطور الوعى البشرى. 29 [28: لا بد من الذكر هنا أن في كتاب أخبار الأيام الأول 1Chronicle يتم إستخدام مصطلح الأول والآخِرة في معنى آخر لا علاقة له تماما، وهذا يعني كُل الحياة، على سبيل المثال في: "وَأُمُورُ دَاوُدَ الْمَلِكِ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ صَمُوئِيلَ الرَّائِي، وَأَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ، وَأَخْبَارِ جَادَ الرَّائِي،". (29: 29 )]
ومع ذلك، فهذا لا يعني أن هذا الوصف غير صحيح أو لا يكشف عن الحقيقة، فإنه يشير إلى مجرد الشكل الذي كشفت فيه الحقيقة. و أكثر من ذلك فإنه لا يعني أن الناس ذوى الوعي الأكثر نمواً لا يمكنهم أن يفهموا هذه الرسالة بشكل صحيح، ما دام أي مستوى أعلى من الوعي يشمل ويرفع المستويات الدنيا في عملية جدلية [فن البحث عن الحقيقة] منطقية حقيقية، كما وصفها ويلبر في معظم كتبه.
نقطة أخرى تحتاج إلى أن تُذكر هنا، حقيقة أن اشعياء يذكر البداية ومن يتكلم بكلام الله، الذي هو الأول ومع الآخِرين، الذي أنا هو. كونه الخالق يجعل الله الأول والآخِر ويمكن أن يقال الكثير عن هذا الفهم من الكتاب المقدس، ولكن لا يمكن تقديم تفسيراً أكثر اكتمالا من هذه النصوص هنا.
من الكتابات المقدسة للعهد الجديد (الانجيل) From the -script-ures of the New Testament
كانت رسائل بولس تاريخيا أول وثائق مكتوبة من الشريعة المسيحية. ولذلك، فإننا نقدمها أولاً في وصف مفاهيم الأول والآخر. 1 كورنثوس: 45:15:
"هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا:«صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا»."
كولوسي (1: 15 – 20)، ترنيمة عن المسيح رئيس كل الخلق:
" الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّمًا فِي كُلِّ شَيْءٍ. لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ،؛ وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ.30
[30: الكتاب المقدس للقدس The Jerusalem Bible, 1966، هو ترجمة نقدية حديثة للكتاب المقدس من قبل مدرسة الدومينيكان للكتاب المقدس في القدس. لديه الحاشية التالية لهذا المقطع السابق (صفحة 345)، وهو قريب جدا من فهم المسيح في كتابات حضرة بهاءالله، الذي من شأنه أن يتفق تماما مع وصف المسيح بوصفه المظهر الإلهى المرئي:
"إن موضوع هذه القصيدة (الترنيمة) هو المسيح الموجود مسبقاً، لكنه أُعتبر فقط بقدر ما كان ظاهراً في الشخص التاريخي الفريد الذى هو إبن الله الذي صار إنسان (راجع فيليبى، 2: 5 – 11) و بما أنه هو الله المتجسد فإن يسوع هو "صورة الله"، أي، أن طبيعته البشرية كانت مظهر الله الذى يُرى و لا يُرى (راجع رومية، 8: 29 - 39)، وأنه على هذا النحو، في هذه الطبيعة البشرية الملموسة، وكجزء من الخلق، فإن يسوع يسمى "المولد الأول من الخلق، وليس بالمعنى الزمني أنه ولد أولاً، ولكن بمعنى أنه أُعطي المقام الأول من الشرف."
و كانت هذه وبيانات بولين Pauline المماثلة عن المسيح هى الاساس لللاهوت التيلارى للتطور كما عبر عنه بيير تيلار ده شاردان فى عمله المسيحية والتطور، صفحة 248، و يبدو أنها هى الكتب التي كانت متاحة لكين ويلبر.]

من كتابات حضرة بهاءالله العرفانية ونظام كين ويلبر للفلسفة المتكاملة The Mystical Writings of Bahá’u’lláh and Ken Wilber’s system of integral philosophy
بقلم ولفغانغ كليبل Wolfgang A. Klebel
ترجمة حامد عبدالله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال


.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري




.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة