الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم الهدايا

حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)

2021 / 12 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يقول الشاعر بدر شاكر السياب:
يقول المحبون إن الهدايا
طعام الهوى ذاك ما أسمع

ليس هناك محب لا يشعر برغبة عارمة في إهداء من يحب، وعالم الهدايا واسع بل وله تاريخ، إذ يحكي أن الفراعنة هم أول من عرف الهدية وأول من ابتكر فكرة لفها بالورق وربطها لتزيينها، لذا فإن الذهب والفضة والأحجار الكريمة التي تعكس معاني مختلفة هي هدايا تداولت في العصور والأسر الفرعونية المختلفة، وإذا كانت هدايا الفراعنة تغلف بأوراق البردي في ذلك الزمن فهي اليوم أكثر تنوعاً وإبهاراً، هذا بالإضافة إلى أن لكل شعب ثقافته والهدايا بأشكالها المختلفة لابد وأن تعكس ثقافة الشعوب..
فالهدايا الصينية مثلا يديوية الصنع، أما اليابانيون فهداياهم تعكس رقي الحضارة القديمة والحديثة من اللؤلؤ والحرير والمنمنمات التي تغلف بأوراق يدخل في صناعتها الحديد وخيوط الفضة..أما هدايا بلدان وسط أوروبا فهي كلاسيكية رومانسية الشكل والمعنى، ففي ألمانيا أسواق بأكملها متخصصة في بيع الزهور الطبيعية الخاصة لتقديمها كهدايا وبداخل هذه الأسواق متخصصون في تنسيقها حسب المناسبة التي ستقدم لها ولمن ستقدم.
إلا أن هناك هدايا خرجت عن المألوف فبقيت في ذاكرة الناس عبر الأزمان مثل "جزيرة سكوربيوس" التي أهداها أرسطو أوناسيس إلى زوجته "جاكلين كيندي" أرملة الرئيس الراحل جون كيندي، وقد أقام الثنائي حفل زفافهما عام 1968 على هذه الجزيرة التي باتت تعرف باسم "جزيرة الحب".
الأهم من كل هذا أن العلم الحديث وعبر دراسة حديثة أجريت عن الفوائد الصحية التي يتلقاها من يمنحون الهدايا والتي توصلت إلى أن تقديم الهدايا يخفض من ضغط لدم ويقلل من معدلات التوتر والاكتئاب! في المقابل فإن ذلك التأثير الإيجابي الصحي لا يشعر به متلقي الهدية نفسه!!
إذا كانت هذه حقيقة فلا تترددوا في العطاء ذاك أن الوهج الدافىء للعطاء هو أيضا هديتكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا