الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعابد الثلاث _ دورا اوربوس

احمد البرهو
باحث

(Ahmad Barho)

2021 / 12 / 28
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


دورا اوربوس هي احد تلك المدن المنسية على ضفاف الفرات في سوريا والتي أساسها السلوقيين سنة 300ق.م كحصن لحماية طريق التجارة وفرض السيطرة العسكرية على ضفاف الفرات وحماية طريق القوافل مع تدمر

غزاها البارثيين في 113ق.م واستولوا عليها ثم غزاها الرومان في اوئل القرن الثاني واحتفظوا بها لمدة قصيرة وفقدوها

ثم استعادها لوسيوس فيروس بحدود 164م وسيطرت روما على المدينة حتى استولى عليها الفرس الساسانيون عام 256م وانهوا وجودها وهجروا سكانها

كانت المدينة حدودية بالنسبة للامبراطوريتين الفارسية والرومانية هذا الأمر جعلها موطن للاديان المضطهدة والسرية ففيها تأسست اول كنيسة منزل مسيحية كما ضمت المدينة على كنيس يهودي هو واحد من اهم المعابد اليهودية التاريخية حيث عثر فيه على لوحات تمثل اطول سرد قصصي لاهم أحداث التوراة ورسوم لشخصيات كموسى وهارون

ايضآ ضمت معبد للديانة الميثرائية التي كانت ديانة سرية منتشرة بين الجنود الرومان والتجار وتميز الميثريوم فيها انه على خلاف المعابد الميثرائية التي كان يتم بناءها في الكهوف تحت الارض كان المعبد داخل منزل خاص مايظهر نوع من الحرية والتسامح في المدينة

كانت المدينة تجمع يضم ثقافات مختلفة فارسية ويونانية ورومانية وسامية ضمت 14 معبد

-معبد روماني (لجوبيتر دوليشينوس)

-وخمس معابد يونانية (لزيوس ثيوس وزيوس ميجستوس وزيوس كيريوس وارتميس نانايا وارتميس ازاناثكونا)

-و معبد فارسي (لميثرا)

-وخمس معابد لالهة سامية قديمة( بيل واترعتا وجاد وافلاد وادونيس)

-بالإضافة إلى الكنيسة المسيحية والكنيس اليهودي

وحديثنا عن المعابد الثلاث اليهودي والمسيحي والميثرائي

اما الكنيس اليهودي فكان يقع في الجدار الغربي للمدينة وفي الجهة الشمالية بالنسبة لبوابة المدينة الرئيسية بالقرب من معبد ادونيس

ويعود تأسيسه للفترة بين 165-200م وعثر فيه على سرد قصصي مصور لأهم أحداث التوراة كانت تملأ جدران المعبد

وفي منتصف احد الجدران كان هناك محراب بقبة صدفية وعلى جانبيه عامودين رخاميين يعلو المحراب رسم يمثل حادثة التضحية بإسحاق ويظهر النبي إبراهيم يحمل سكين ويظهر كبش مربوط إلى شجرة إلى جانب هذا الرسم يظهر هيكل ذهبي إلى يساره شمعدان ذهبي

كذالك هناك رسومات تمثل طفولة موسى والعثور عليه في النهر

حيث تظهر مجموعة من النسوة على طرف نهر وامرأة عارية في وسط النهر تحمل طفل وتسلمه للنسوة وامامها سلة تطفو في النهر

لوحة أخرى تسرد حادثة شق البحر حيث يظهر موسى حامل لعصاه ويشق البحر لعبور بني إسرائيل ويظهر مرة آخرة وهو يغلق البحر ويغرق الجنود المصريين وتظهر يد الله ممدود فوقه

لوحة أخرى لموسى وهو يقف إمام شجرة العليق المحترقة التي كلمه منها الرب

ولوحة لموسى وهو يضرب بعصاه البئر الذي تتفجر منه اثني عشر مجرى ماء تتوزع على القبائل الاثني عشر لبني اسرائيل حيث يظهر اثني عشر رجل كل منهم داخل كوخ وموسى في المنتصف يحمل عصاه إمام بئر

ولوحة للنبي موسى وهو يحمل لفافة ورقية ويتلو القوانين على بني اسرائيل

ولوحة للنبي هارون بالزي الكهنوتي إمام المعبد ويظهر شمعدان ذهبي ويحيط به خمس رجال وبعض الحيوانات

أيضآ لوحة للنبي إيليا يتسلم فيها طفل الأرملة الميت وهي ترتدي الأسود على يساره ثم تظهر وهي تحمل طفلها الحي على يمينه بازياء ملونة وتظهر يد الله في أعلى اللوحة

أيضآ لوحة تمثل مسح النبي داوود ملكا على بني اسرائيل بواسطة النبي صموئيل

وهناك عدد كبير اخر من هذه اللوحات التي تسرد أحداث التوراة وتجسد بعض شخصياته كاستير والنبي حزقيال

اما الكنيسة المسيحية والتي تعتبر اول كنيسة منزل مسيحية فكانت أيضآ عند الجدار الغربي للمدينة وفي الجهة الجنوبية من الباب الرئيسي ويقع إلى جوارها معبد زيوس كيريوس ويعود تاسيها للفترة بين 230-240 م

ولكن الكنيسة على عكس الكنيس فقد تضررت كثيرآ أثناء الغزو الساساني الاخير على المدينة الذي انهى وجودها

اما اهم اللوحات التي عثر عليها فكانت أحداها يظهر فيها امرأتان تتوجهان إلى مقبرة ربما تمثل اللوحة اليوم الذي ذهبت فيه مريم المجدلية ومريم الأخرى إلى قبر السيد المسيح وفق الرواية الإنجيلية

أيضآ لوحة الراعي الصالح التي تمثل السيد المسيح واتباعه يظهر فيها شاب يحمل كبش على كتفيه ويراقب خرافه وفي أسفل اللوحة رسم يمثل ادم وحواء

أيضآ لوحة تمثل حادثة سير السيد المسيح على الماء ويظهر فيها قارب فيه مجموعة من الأشخاص ورجل يمشي على الماء ورجل اخر يمسك بيده

أيضآ لوحة تمثل حادثة شفاء الرجل المشلول ويظهر فيها رجل مستلقي على فراش ورجل اخر بجانبه يحمل سرير على ظهره والسيد المسيح يقف أمام الرجل المشلول

اما الميثريوم الخاصة بالديانة الميثرائية فكان بدوره في الجهة الغربية للمدينة وفي الجهة الشمالية بالنسبة للباب الرئيسي قريبآ من معبد بيل ويعود زمن تأسيسه للفترة بين 168-171م وكان داخل منزل خاص على خلاف المعابد الميثرائية الأخرى التي كانت تقام تحت الارض

وفيه عثر على لوحتين احداهما كانت كبيرة واخرى بحجم أصغر كانت اسفلها تمثلان الحدث الرئيسي في العقيدة الميثرائية وهو قتل الثور الكوني (تاوركتوني)

في منتصف النقش يظهر شاب يرتدي قبعة مخروطية و الازياء الفارسية ووشاحه متطاير في الهواء ويجثو الشاب على ثور بشكل مائل بحيث يضع أصابع يده اليسرى في خياشم الثور ويرفع رأسه للأعلى وبيده اليمنى سكين ينحر بها الثور

ويضع ثقله على الثور ويحني رجله اليسرى تحت رجله اليمنى التي يضعها على الأرض وهذه الوضعية بتثبيت الثور تتكرر في جميع اللوحات التي عثر عليها في المعابد الأخرى

يظهر أسفل الثور ثعبان وعقرب يحاولان الوصول للاعضاء التناسلية للثور ويظهر كلب يحاول ان يشرب من الدم المنسكب من رقبة الثور

ويظهر طائر ربما يكون غراب أو حدأة بالقرب من الوشاح المتطاير

ويظهر في اللوحة العلوية بالإضافة لهذا المشهد خمس رجال وفي أعلى المشهد يظهر اله الشمس

اما في اللوحة السفلية يظهر المشهد الرئيسي ذاته بالإضافة إلى قرصي الشمس والقمر

هذا الطقس لذبح الثور يتم داخل جدار يمثل المغارة وعلى الجدران الداخلية رسومات تمثل الابراج الاثني بالإضافة إلى مجموعة من الرسومات على الجدران الخارجية المحيطة بالفجوة التي تمثل المغارة بطابع فني فارسي

وكانت الرسومات موقعة باسم فنان يدعى ماريوس بعبارة من أجل خلاص ماريوس وعبارة (نامايس) التي تستخدم للمباركة بمعنى من أجل الخلاص

وهذا موجز قصير للتعريف بثلاث معابد من مدينة منسية على ضفاف الفرات جمعت ذات يوم شعوب وثقافات والهة من جميع أطراف الأرض كان فيها معبد يهوى إلى جانب معبد ادونيس ومعبد يسوع إلى جانب معبد زيوس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طائرات بوينغ: لماذا هذه السلسلة من الحوادث؟ • فرانس 24 / FRA


.. رفح.. موجات نزوح جديدة وتحذيرات من توقف المساعدات | #غرفة_ال




.. جدل الرصيف الأميركي العائم في غزة | #غرفة_الأخبار


.. طلاب فرنسيون يطالبون بالإفراج عن زميلهم الذي اعتقلته الشرطة




.. كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية