الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إِبْرَاهِيمَ الخَلِيل لا يَحِبُّ الآفِلِين

سالم عاقل

2021 / 12 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد دفع المسلمون باتجاه عدم قدرة رسولهم الكاهن محمد صلعم القراءة والكتابة، والأهم في الموضوع طبعا "القراءة"، لكي ينفون عنه تهمة السرقة والاقتباس ونسخ ولصق الأساطير، ليأتي أحدهم ويقول: من أخبره بذلك، وكيف علم ذلك إلا أن يكون متلقيا للوحي، وكأن من لا يجيد القراءة والكتابة هو كذاك الأصم الابكم الكفيف، لذلك لا يجيد الحفظ ولا يجيد الاستماع ولا يجيد التأليف، والغريب العجيب أننا نجد سور وآيات في القرآن تتحدث عن أخبار وأساطير موجودة في الكتب المنحولة من الكتب السابقة، ويصف اقتباساته مع بعض التشويه والتقديم والتأخير والإضافات، بأنها من علم الغيب "عيني عينك"، وخير مثال على ذلك هي قصة أبراهيم (سورة الأنعام)، حيث جاء في سورة الأنعام عن خليل الرحمن إبراهيم:{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ، فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ، فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ}
يعني إبراهيم أفندي لما (جن عليه الليل) رأي كوكبا وقال: هذا ربي، وبعد أن غاب هذه الكوكب (النجم) قال أنه لا يحب الآفلين، (مع إن إله القرآن غائب وآفل بشكل دائم) المهم، ثم رأي القمر وقال هذا ربي، طيب أليس هو لا يحب الآفلين، أم انه لا يعلم سابقا أن القمر سيأفل ويغيب عن نظره، وكأنه تفاجأ بأن القمر يغيب ويأفل، فهل من الممكن انه أول مرة يشاهد فيها القمر، بعد ذلك رأي الشمس ولا أدري أيضا هل هي المرة الأولى أيضا التي يرى فيها الشمس ويعرف حركتها، أيضا غابت الشمس للأسف، والمسكين إبراهيم لم يكن يعلم أنّها ذهبت لتسجد تحت عرش الرحمان حتّى يؤذن لها بالشروق، بعد ان تأخذ الحمام لإزالة الاطيان التي علقت عليها من البئر الحمئة، ثم هل تأفل الشمس عن كوكب الأرض مثلا، وكيف يكون الغياب دليل على عدم الالوهية، لذلك فالقصص الملفقة دائما ما تمتلئ بالفجوات، ومثل هذه القصة الملفقة لا تشذ عن القاعدة، وهي عبارة عن تسلسل قصصي ساذج، من الجرم السماوي الصغير (بحسب تقدير المشاهد) وهو الكوكب، الى الأكبر منه وهو القمر، فأكبر الجميع وهي الشمس، وقمه التلفيق تظهر في رده فعل إبراهيم على غياب الشمس {يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ}!!
لاحظوا التمهيد المقصود للنتيجة التي يريد ان يصل اليها والتي في باله، ولاحظوا إقحام كلمه الشرك، فما هو مفهوم الشرك لرجل يبحث عن إلهه، صدقوني عندما اقرأ مثل هذه الملاحظات الواضحة عن آيات كل ما تحتاج اليه هو ملاحظة الخطأ فيها، هو ان تقرأها كما هي وتتأمل فيها كما امر القرآن، وكلما اقرأ مثل هذه الأخطاء استغرب كيف ان المؤمن بالقرآن لم ينتبه اليها، رغم انه قرأها مرات كثيرة وربما يوميا، إبراهيم يبحث عن الهه فيظنه تارة القمر وتاره الشمس، فهل هنالك أكثر من هذا التلفيق والتمهيد للنتيجة المرغوبة وضوحاً، فإبراهيم أبو الأنبياء كما يقال عنه، كان يعيش في عصر لا يعرف أي شيء عن هذا الاله الرب، وبالرغم من ذلك وبقدرة قادر، فهو ينتظر من هذا الرب ان يهديه، وهذا الرب لا بد ان يكون كبيرا لا يأفل، ولا ادرى لماذا تجاهل إبراهيم السماء او حتى الأرض، فهي اكبر ولا تأفل مثلا، ولا ندرى من اين استنتج إبراهيم تلك المعلومات في كتاب العجائب، وهو يهدد هذا الرب (لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ)، ولا ندري كيف سيعتبر هذا الرب الضلال في حينها، وكأن هناك حقيقة يحيد عنها هؤلاء الضالون، ثم فجأة وبدون سابق انذار او مقدمات يقول:{إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، ولا نعرف ما الذى منعه سابقا من هذا الاستنتاج المفحم، وكيف علم بأمر السماوات وفطرهن، لان كتاب العجائب (القران) ولا كاهنه ولو في حديث واحد، أخبرونا كيف علم إبراهيم بها، وانا بدوري أوجه نفس اللوم للفاطر (لئن لم يهدني سأكون من الضالين)، بل وسأكون انا أيضا من المأفلين (بلهجة اهل بندر مصر)، أي المقفلين المغلق افهامهم، فقصة إبراهيم القرآنية اكثر سذاجة من ان تكون مثلا يضرب، ويبدو ان القصص الإبراهيمي في القرآن سواء في عبقريته امام النمرود او طلبه تقطيع الحمام او حتى ذبحه الكبش العظيم، نحن غير مطالبين بتصديق تلك الامثال لأنها شديدة الاستفزاز ومن اساطير الأولين، وانا اكراما لعين الاخوان المؤمنين، لا احب الصامتين، فلقد توقف الاله الفاطر عن الكلام المباح منذ اكثر 14 قرنا، اما كونه من الافلين او المأفلين، ولا اعلم ان كان إبراهيم في أيامنا هذه، هل سيعتبره من الآفلين ام من المأفلين!!
*ربما سيقول احد المؤمنين بان التفسير (وهذا ما قرأته في اغلب المواقع الإسلامية) يقول: ان إبراهيم كان يساير ويحاج قومه، فبعد ان لم يستطيعوا الرد عليه بخصوص عبادتهم للأصنام، انتقلوا الى الجدال بخصوص عبادة النجوم والكواكب، فتدرج معهم وهو من نبههم الى افول تلك الأشياء، وخلص الى عبادة رب العالمين........ الخ، ثم ان اية (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) تشير الى تدرج هذه التجارب والحجج حتى اليقين!!
السادة المؤمنون في هذه المواقع، تناسوا ان التفسيرات بحثت عن مخارج لهذا المنطق المغلوط، فافترضت بدون قرينة لغوية أنه كان يحاج قومه، ولاحظوا (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ) ولم يقل (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِم اللَّيْلُ)، فأين او ما هي القرينة اللغوية التي نستدل بها على أن العملية كانت محاجة مع قومه، وما هو وجه الحجة عليهم (أفول الكوكب والشمس والقمر) ومن ثم محاولة صرفهم إلى عبادة سيد الآفلين، لذا عليهم بقراءة وتدبر الآية جيدا وليخبروني بعدها كيف اقتنعوا بأن المسألة هي نقاش مع قومه ومحاولة لإقناعهم (لغويا)، وليس افتراض سيناريوهات، أن ظاهر الآية واضح وضوح الشمس، أنه لم يكن يحاج قومه (قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ) !!
*وهنا ربما يضيف احدهم ويسألنا هل لديك دليل انه كان قد بعث قبل او خلال او بعد هذه الحادثة؟؟
يا سيدي انا أتيتك بالآية كاملة ولاحظ ما جاء في الآية (وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) ولم يقل أنه كان (من الموقنين) وهذا يدل انه لم يكن مبعوثا حينها فكيف يهدد ربه الذي لم يعرفه ولم يتصل به بعد!!
طبعا قصة إبراهيم المذكورة في القران عن إبراهيم، هي ذات أصول هاجادية مقتبسة من التفاسير والقصص والروايات اليهودية التلمودية وبالنص، حيث كان اول مرة يرى فيها إبراهيم القمر، لان امه ولدته في مغارة ونبذته ثم انه نما بسرعة عجيبة وعندما خرج من المغارة رأى هذه الاجرام لأول مرة، وهذا هو سبب تعجبه ونقده لهذه الاجرام في الأسطورة، حيث جاء في الفصل الخاص بقصص إبراهيم نقلا عن التلمود (إبراهيم- والجيل الشرير) يتحدث عن ولادة إبراهيم وحياته والنار كوني بردا وسلاما... والى اخر الخرافة القرآنية بين إبراهيم والنمرود
http://www.sacred-texts.com/jud/loj/loj107.htm
وتحت بند "الرضيع يعلن الوهية الله" (THE BABE PROCLAIMS GOD) الفقرة الأولى والتي ترجمتها{لذلك ترك إبراهيم في الكهف بلا مرضعة وبدا بالبكاء، ارسل الله جبرائيل ليعطيه لبنا ليرضع، فجعل جبرائيل اللبن يسيل من اصبع إبراهيم الصغير، فبدأ يمتصه حتى بلغ عمره عشرة أيام، عندها نهض وبدأ بالمشي، وغادر الكهف، وبلغ حافة الوادي، وعندما رأى الشمس تغرب والنجوم تظهر في السماء قال: "هذه هي الاله"، ولكن سرعان ما حل الفجر، ولم يعد بالإمكان رؤية النجوم، عندها قال: "أنا لن أعبد هذه لأنها ليست آلهة"، عندها ظهرت الشمس فقال: "هذه الهي هي التي سأمجّد"، ولكنها غربت مرة أخرى، عندها قال :"أنها ليست الها"، وعند ظهور القمر قال عنه أنه الاله الذي سيظهر له الواجب الإلهي، فأفل القمر فصاح: "هذا أيضا ليس ألها، ولا بد ان هنالك من يجعل كل هؤلاء يتحركون"}، ومختصر بقية القصة انه ظهر له جبرائيل واعلمه بوجود الله، وانه ذهب الى امه واعلن لها انه يؤمن بالله لا بالنمرود الها، فأخبرت اباه الذي ذهب فأخبر النمرود الذي خشي من إبراهيم واقواله، ونلاحظ فيه تعبير (صديق الله) أو خليل الله، وقارن مع ما جاء في القران{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}، وكل ما مذكور عن إبراهيم في سورة الانعام، بطريقة سجع الكهان مع بعض التهويل والتحوير واللف والدوران، مكتوب بالنص على شكل سرد قصصي في التلمود، ويمكنك اكتشاف ذلك لو قرأت جميع فقرات الفصل الخامس في الرابط المشار اليه أعلاه، وعلى سبيل المثال هذه الآيات:
{كَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} فالتلمود ذكر القصص القرآنية بالتفاصيل، فمن تعتقدون الأصل؟ التفاصيل ام القول المقتضب، وللعلم فقط فان التلمود نص غير رسمي لليهود انفسهم، وتأريخ نصوصه إشكالي، والأهم من ذلك، برأيي أن مصادر القصص التلمودية وقبلها التاناخية وبعدها القرآنية، هو ببساطة مجموع النصوص الأسطورية المشرقية التي كانت تتناقل بأشكال وصيغ مختلفة في العالم القديم، أما مسألة كيف لمحمد قراءة التلمود او غيره وهو كان رجلا اميا كما يعتقدون، فالإنسان لا يحتاج لقراءة كتب مطولة لمعرفة تفاصيل بسيطة، فلا هو (أي محمد) قرأ التوراة ولا التلمود ولا الاناجيل، هو فقط التقى خلال حياته بما يكفي من النصارى اليهومسيحيين، والمسيحيين واليهود ليحكوا له بعض القصص، مثلما ان بعض العرب الوثنيين حكوا له قصة تبّع وسد مارب وثمود والفيل وغيرها فدونها او دونوها في قرآنه فيما بعد، ونحن نعلم انه حتى الطفل الصغير عندنا في العالم الإسلامي، يلم ببعض قصص الأنبياء لكونه سمعها من امه او ابيه او غيرهما، فالقصص الموجودة بالقران متشابهة مع كتاب اليهود التلمودي وليس مع التوراة، والتلمود ليس بكتاب نبي بل مجموعة من رجال الدين او الكتبة اليهود المهرطقين، ولان قصص التلمود اكثر جاذبية، كلها أمور خارقة للعادة، مثلا سليمان سقط منه الخاتم في البحر، ثم بعد سنتين...سنتين! اصطاد سمكة وفتحها، وايه رأيك لقى فيها الخاتم، طبعا هذه القصص استهوت محمد فحفظها!! والسلام عليكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج