الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأديان وزرع انعدام الثقة بالنفس لدى البشر.

اسكندر أمبروز

2021 / 12 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تتميّز العقائد الباطلة التي ظهرت على مرّ التاريخ بعدّة أمور تجمعها فيما بينها , كمعاداتها للعلم والمعرفة والنقد والإنسانيّة...الخ. ولكن ما يميّزها ويظهر في كل منها بشكل واضح , هو معاداة الاستقلاليّة الفكريّة والنفسيّة والاجتماعيّة لدى البشر.

فالعقل الجمعيّ كان ولا يزال إحدى أهم الوسائل التي يستعملها الحاكم المستبد بتوظيف أداته المفضّلة طبعاً ألا وهي الدين , لإقناع ملايين البشر المقموعين والمنسوفي الفكر والاستقلالية الفكرية والثقة , بأنه هو الحل الوحيد لدولتهم وبلادهم , وأن الطاعة المطلقة للأيديولوجيا الدينية والحاكم ونسف الاستقلال الفكري والثقة بالذات لدى الجميع هو أحد أهم متطلّبات الانتصار والتقدّم...الخ , من ادعائات وأساليب خداع مكشوفة لدى كل عاقل.

وهذا الانعدام في الاستقلالية الذاتية والثقة بالذات , وإرجاع كل شيء في الحياة للآلهة أو الخرافة أو الحاكم المستبد كما هو حال الأديان المادية كالشيوعية مثلاً , وهو نتاج للأيديولوجيا والسوس الديني الذي أكل في عقول الناس لقرون طويلة.

فالحاكم الذي يجد في شعب ما خصلة الخضوع الناتجة عن انعدام الثقة بالذات بسبب إرجاع كل شيء لإرادة الدكتاتور الأعظم المسمى بالله , سيستعمل هذه الخصلة أحسن استعمال إما لنهب البلاد أو لتوظيف الشعب لخدمته وحاشيته المطيعة من كلاب الدين النابحة الى غيرهم من الحمقى والمستفيدين من هذا الفساد.

وطبعاً المشكلة الرئيسية تكمن في فكرة التسليم للآلهة والاستسلام للخرافة بشكل قذر وأحمق مما يحوّل أي انسان لكائن بهيمي بلا عقل ولا تفكير , فالمؤمن الذي يرجع الأحداث الحميدة التي تحصل معه الى إلهه , أو الذي يقوم بتفسير الأحداث التي تحصل في حياته بشكل عام على أنها دروس من قبل إله الكون والمجرّات والذي ترك كل شيء ليعلّم فلان وعلّان دروساً في الحياة من خلال ثقب إطار سيّارته أو منحه الفيزا لأمريكا أو غيرها من التفاهات الحياتيّة , والتي تنسف وجود الإله من أساسه كما ناقشنا في مقال سابق هنا...

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742132

فكل هذا النسف التامّ لإنجازات الفرد على أنها "تيسير" من الإله أو أن الشخص يتلقى دروساً من هذا الإله كل يوم , يدفع بالفرد الى وضع الثقة الكاملة في مخلوق خرافيّ عوضاً عن تقييم قدراته بشكل مجرّد وتحليل الأمور من حوله بصورة عقلانيّة عوضاً عن زج الخرافة الدينية وإلهه في كل ثقب من ثقوب الحياة المختلفة !

وهذا طبعاً يمكن رؤيته إمّا من خلال نصوص دينية مباشرة كآيات القرآن التي تحث على التسليم لإرادة الإله أو تعاليم المسيح في الكتاب المقدّس التي تعطي ذات المعاني , أو من خلال عقائد مبطّنة مستوحاة من هكذا نصوص , كالتسليم بالقضاء والقدر وخطّة الله , الذي ينسف الدين من جذوره كما وضّحنا في مقالات سابقة عديدة , والتي تصب جميعها في ترسيخ رسالة واحدة , ألا وهي أن الفرد غير كفئ على إدارة حياته بشكل سليم , وأنه بحاجة للخرافة لتقول له كيف يقوم بكل شيء !

ومن النتائج المخزية لهذا الفكر الضلالي , هو تمكّن هذه الخرافات من نسف كيان البشر , لدرجة أنها دفعت بهم نحو شرب بول البعير وتحقير نصف المجتمع المتمثل بالنساء وقتل الآخر المختلف بأي شيء وسبي واستعباد واغتصاب البشر شرقاً وغرباً , وتقبّل الخرافات والسفاهات والقصص الخرافيّة دون أدنى تفكير فيها وفي تناقضها المنطقي والعلمي...والخ من مصائب لا تعد ولا تحصى والتي تعتبر نتيجة حتميّة لزرع انعدام الثقة بالنفس لدى البشر من قبل الأديان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بحلو


.. تكبيرات العيد في الجامع الازهر في اكبر مائدة إفطار




.. شاهد: في مشهد مهيب.. الحجاج المسلمون يجتمعون على عرفة لأداء


.. 41-An-Nisa




.. 42-An-Nisa