الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كابوس طريق الموت

شفان شيخ علو

2021 / 12 / 28
المجتمع المدني


أصبح الطريق الممتد ما بين ناحية القوش وشيخان، من بين أكثر الطرق شهرة في المنطقة. ومن لا يعرف هذا الطريق الذي يُسمى بطريق الموت؟ إن أهالي المنطقة، ما أن يأتوا على ذكره، حتى يضعوا أيديهم على قلوبهم، وملؤها حزن على أقرباء عزيزين على قلوبهم، أو يكونون أصحاباً، أو معارف لهم، وليس فيهم من لا يحسب للموت حساباً عندما يسلك هذا الطريق بسيارته، أو يركب سيارة أو حافلة معينة. ولذلك، فإن كابوس طريق الموت، لا يفارق أذهان الناس في المنطقة.
إن الحادثة التي راح ضحيتها خمسة أشخاص بتاريخ 24 كانون الأول 2021 ، وهم كلهم من عائلة واحدة، كانت مروعة ومؤلمة، صدمت الناس جميعاً، لأنها مأساة عائلية واجتماعية، والذين خرجوا إلى الشارع، وأشعلوا النار على الطريق، إنما كانوا يتصرفون بسبب وجعهم، وليس لأي شيء آخر. إنما تألموا لخبر الحادثة هذه.
هذا الطريق ذو الاتجاه الواحد، والذي لا يفارقه شبح الموت، لا بد أن تبادر الجهات المعنية إلى إيجاد حل له. صحيح أن هناك حوادث طرق في كل مكان، لكن يجب التمييز بين طريق معبَّد بصورة صحيحة، ووفق المواصفات المطلوبة، وهو طريق في اتجاهين، حيث إن وقوع حوادث سير في هكذا طريق، لا يحمَّل الجهات المعنية المسئولية المباشرة، إنما يتحملها أو يكون شريكها على الأقل صاحب السيارة أو الحافلة، وطريق آخر، يفتقر إلى شروط السلامة.
أما في الحالة الأولى، فالأهالي، بسبب المعايشة اليومية لحركة السير في الطريق، يعرفون جيداً أن المسئولية الخاصة بسائق السيارة أو الحافلة تكون أقل.حيث نسبة التعرض للحوادث تعود إلى الطريق نفسه، حيث يشهد حركة سير كثيرة، ومن مركَبات مختلفة بأحجامها، وهذا يزيد في نسبة وقوع الحوادث، وما في ذلك من ضحايا وخسائر ، ومخاوف أكثر بالمقابل .
لا شك أن الاهتمام بسلامة الطرق في عالمنا اليوم، يكون من بين أكثر المسئوليات التي تقوم بها الدول، وقد تزايدت وسائل النقل ونسبة السيارات، والصور الملتقطة لما يجري، وما في ذلك من علاقة بسمعة هذه الدولة أو تلك.
لقد أصبح الطريق السليم دليلاً حياً على مدى تقدم الدولة، ولهذا، فإن الواجب الوطني وحتى القومي إلى جانب الإنساني، إيلاء العناية المطلوبة بأمن الطرق وسلامتها، لأنه من أمن الناس وسلامتهم.
ومن يتابع أخبار الطرق وكيفية العناية بها، يجد مدى الأهمية المعطاة لها.
وأعتقد أن الجهات المعنية لا تفتقر إلى النظرة الأخلاقية والحضارية من هذا النوع. ولأننا نؤمن بذلك، نتمنى أن تطوى صفحة كابوس طريق الموت في أسرع وقت، حتى يشعر الناس بالأمان وكذلك بالتقدير المطلوب أكثر لبلدهم ومن يسهرون على راحتهم هنا وهناك .
ولعل الذين يعرّفون بأنفسهم ممثلي الشعب في المؤسسات الحكومية، والبرلمان، معنيون قبل غيرهم، ولا بد أنهم أنفسهم يقدّرون مخاوف الناس تجاه ما يجري.
أم علينا الاستمرار في هذه المخاوف؟ وإلى متى ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا


.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر




.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة


.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا




.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة