الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل كان اليهود قادرين على العودة لمناطق الاحتلال النازي ليعود الكرد لمناطق الاحتلال الطوراني؟!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2021 / 12 / 30
القضية الكردية


نلاحظ بأن الكثير من الأخوة يأخذون على الإدارة الذاتية مسألة “تهجير”، أو بالأحرى هجرة وهروب مئات الآلاف من أبناء شعبنا من المناطق الكردية التي تعرضت لاحتلالات “داعش” وتركيا! طبعاً لا نريد تخوين كل من يخالف الرأي، لكن وبقناعتي أن أولئك لو كانوا بعيدين عن الأحقاد والأجندات الحزبية ومطلعين على التاريخ؛ تاريخ الأمم والشعوب في الحروب، ومنها الحروب والمآسي التي تعرض لها الكرد، لكفوا عن ترديد تلك العبارات والاتهامات بحق الإدارة الذاتية. وللتأكيد على الكلام السابق، فإنني سأحاول أن أستشهد بتجربتين؛ الأولى من الحرب العلمية الثانية والهجوم الألماني على فرنسا، فعندما تعرض شمال شرق فرنسا للغزو والاحتلال الألماني في ١٠ يناير عام ١٩٤٠م، فإن ربع سكان فرنسا -حوالي ستة ملايين- تعرضوا للتهجير القسري ومغادرة قراهم وبلداتهم خوفاً من انتقام الأعداء وذلك بعد أن تم التضحية بأكثر من (٩٢) ألف جندي فرنسي، كما فُقِدَ مثلهم من الأطفال على الطرقات، بعد أن تشرد الجميع وحملوا ما استطاعوا من أغراضهم وأشيائهم في عربات حُمِلت فوق طاقتها وفوقها الأطفال والعجائز وذلك في مشهد شبيه بما رأينا في عصرنا مع الغزو التركي الإخواني لعفرين ومسيرة الهجرة لشعبنا.. ونترك المقارنة بين المأساتين لمن يحاول الاستهزاء بالإدارة الذاتية في قضية مقاومة المحتل ومن بعدها مأساة شعبنا في التهجير القسري.

أما المثال الآخر عن تعرض الشعوب للتهجير نتيجة الغزو والاحتلال من قبل الأعداء، فنأخذه من تاريخ شعبنا الحديث في جنوب كردستان -إقليم كردستان حالياً- حيث وعندما تعرض أهلنا هناك لهجوم “جحافل صدام” في آذار عام 1991م، فإن أكثر من مليون كردي هاجر نحو تركيا وإيران.. وهكذا فإن قضية الهجرة والمغادرة تكون دائماً قسرية للكثير من المواطنين وبالأخص من يجد بأن حياته ستكون في خطر مع المحتل الغازي، كونه عدو أولاً وتالياً لشعوره بالانتماء للجهة والضفة الأخرى وكذلك لعمله الوطني مع حكوماته وإداراته المحلية الوطنية.. وهكذا ففي حال هجرة كردنا نتيجة احتلالات تركيا، فإن الجميع يعلم؛ بأن الغالبية المطلقة من الذين غادروا مناطقنا المحتلة تركياً إسلامياً يشعرون بذاك الخطر على حياتهم حيث من جهة، فإن الغازي المحتل هو عدو لكل الكرد وإضافةً على ذلك فإن هؤلاء الذين خرجوا كانوا وما زالوا مؤيدين للإدارة السابقة؛ أي الإدارة الذاتية وبالتالي فإن أي دعوة لهؤلاء بالعودة مع وجود المحتل ودون ضمانات دولية بالحماية لهم هو كمن يدعو الضحية للذهاب إلى المسلخ لذبحه وسلخه، أو على الأقل هو يتاجر بقضية إنسانية لأجندات حزبية وربما أحقاد شخصية أيضاً! كلنا نريد العودة لمناطقنا وقرانا، لكن دعونا نسأل السؤال التالي: هل كان بقدرة اليهود والفرنسيين الأحرار العودة لقراهم وبلداتهم مع وجود المحتل الألماني النازي ليعود شعبنا هو الآخر أيضاً؟!

للعلم؛ المعلومات الواردة في المقال عن الغزو الألماني لفرنسا وهجرة الفرنسيين، مأخوذة من فيلم وثائقي بعنوان: Women at War 1939-1945 وهو فيلم جدير بالمشاهدة ويحاكي واقع الاحتلال التركي لمناطقنا وتجدون في بعض لقطات الفيلم كيف إنهم استولى الجنود الألمان على بيوت الآخرين ليقيموا بها هم وعملائهم وعشيقاتهم من الفرنسيين، بل حتى سرقوا كل ما له قيمة من بيوت أثرياء فرنسا ومتاحفها، كما فعلت وتفعل تركيا في المناطق التي احتلتها من سوريا وتحديداً المناطق الكردية.. وأيضاً هناك تسليط الضوء على دور العملاء والخونة في مساعدة المحتل في ملاحقة الشرفاء وأبطال المقاومة بهدف الاعتقال والتصفية الجسدية، لكن وبالأخير وكما نعلم جميعاً؛ تسقط “حكومة فيشي” مع سقوط ألمانيا النازية، كما هو حال كل الديكتاتوريات التي سبقتها والتي ستأتي بعدها و”تركيا الطورانية” لن تكون الاستثناء حيث بالأخير ستكون الحرية والاستقلال والكرامة للشرفاء الوطنيين، بينما العار سيلاحق كل الخونة الذين وقفوا مع المحتل الغازي؛ إن كان ألمانياً نازياً أو تركياً إخوانياً طورانياً!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخبار الساعة | اعتقال 4 مسؤولين في أنقرة بتهمة التآمر ضد سيا


.. فرحان حق: الأمم المتحدة شكلت لجنة لتقصي الحقائق في الهجوم عل




.. الأونروا تحقق في لقطات نشرها الجيش الإسرائيلي


.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا




.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر