الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتلال للأقوى

صبحى إبراهيم مقار
(Sobhi Ibrahim Makkar)

2021 / 12 / 30
المجتمع المدني


حرقة دم وتنمر كل سنة من جانب المدعين والمتاجرين بالفتاوي وأتباعهم المغيبين اللي بيشتغلوا صدى صوت لترديد عبارات التنمر والتكبر والتعالي على شركائهم في الوطن والإنسانية بإدعائهم بأنهم أهل ذمة والمناداة بحرمانية التهنئة برأس السنة وأعياد الميلاد لتقابلها فتاوي أخرى منصفة ومعتدلة وإنسانية ولكنها قد تتسبب بتكرارها في كل المناسبات من ناحية أخرى في زيادة هذا التكبر والتعالي فدائماً ما نسمع "يجوز تهنئتهم بأعيادهم، يجوز إعطائهم من لحوم الأضحية، يجوز أكل طعامهم، يجوز ترقيتهم، يجوز الدعاء لهم" وغيرها من سلسلة "يجوز" التي تدل على إستعلاء وتميز وعظم مكانة الطرف الذي يجوز على الطرف الآخر.
وينبغي علينا جميعاً إدراك أن المواطنة والعدالة والعطاء والقيم الإنسانية بصفة عامة مش محتاجة يتقال عليها "يجوز" أو "لا يجوز". وسيتضح أكثر المعنى الذي أقصده في حالة تبادل الأدوار ويتخيل الطرف الأول إصدار الطرف الثاني باستمرار لفتاوي تحكم تعاملاته بالطرف الأول مثل "يجوز للمسيحى تهنئة المسلم بعيد الأضحى والأكل معه وشراء حلوى المولد وفانوس رمضان".
وسوف يعيش الطرف الأول نفس الإحساس بتنمر وتعالي وتكبر الطرف الآخر الذي يجوز ويمن عليه بالتهنئة وحسن المعاملة. وتتمثل خطورة مثل هذه الفتاوي في أن الذي يحتاج دائماً لفتوى لطريقة معاملته لجاره وشريكه في الوطن المختلف عنه في العقيدة يمكن أيضاً التأثير عليه بفتوى لكي يهدر دمه ويقتله مثلما يحدث من غسيل لعقول الإرهابيين في كل مكان.
وأقدم فيما يلي اقتراح للقضاء على هذا الفكر المتعالي غير الإنساني من جذوره ويحجمه في فترات تاريخية مضت ولن تعود، ويمكن اختصاره في جملة واحدة فقط يتم ذكرها في مقدمة كتب التاريخ بالمراحل الدراسية المختلفة وهي "سيادة مبدأ الاحتلال للأقوى منذ بداية التاريخ وحتى الحرب العالمية الثانية".
ومن يحاول دراسة وفهم التاريخ بحيادية وموضوعية سيصل حتماً لهذه النتيحة، والمتمثلة في أن الدول الأقوى كانت تحتل الدول والشعوب الأضعف لأسباب دكتاتورية وسلطوية واقتصادية ودينية ومذهبية وتفرض سيطرتها الكاملة عليها وتنفرد بكتابة تاريخ هذه الشعوب المحتلة وتبرر احتلالها لها بأنه مشروع وعادل وإنساني بما يروق لها من مبررات. وتقوم بنقل هذا الوضع للأجيال التالية على أنه ما يجب أن يكون في كل زمان وفي أي مكان. ولو قام غيرهم من أي مذهب آخر في نفس عقيدتهم أو من أي عقيدة أخرى بفعل نفس ما يفعلونه بغيرهم يقولوا عليه محتل وظالم ومغتصب لحقوق الشعوب وضد الدين والإنسانية.
هؤلاء الأشخاص من وجهة نظري هم السبب الرئيسي في انتشار كل فكر متطرف وغير إنساني فى مجتمعاتنا لأن مفهوم الإحتلال الأجنبى لا يختلف عليه أى إنسان عاقل يعرف معنى الوطن وحقوق المواطنة والإنسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط