الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشروعان والأفق المفتوح

تقي الوزان

2006 / 8 / 31
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


منذ المؤتمرالوطني الخامس والحزب الشيوعي العراقي يضع اقدامه في مسار التجديد , ويحاول استيعاب مستجدات المرحلة التاريخية الجديدة بعد انهيار الأتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الأشتراكية , وما تبعها من نتائج سلبية كادت ان تشعل الحروب بين مكونات شعوب هذه المنظومة لولا انسحاب الأحزاب الشيوعية التي كانت تقود السلطة , واعترافها بفشل ادارتها للصراع في داخل مجتمعاتها , ومع النظام الرأسمالي العالمي . واليسار العالمي لايزال يبحث في اسباب هذا الفشل , ويحاول الوصول الى الأجوبة المقنعة والعلمية التي يمكن على ضوئها ايجاد السبل التكافلية الجديدة التي توحد نضالات الشعوب امام تكالب وشراسة اخطبوط العولمة الرأسمالية , والوقوف قدر المستطاع لأنتزاع ما يمكن انتزاعه من مخالب هذه الكواسر .
الشيوعيون العراقيون انتبهوا لضرورة التجديد بشكل مبكر , وبرزت هذه الدعوات بعد انهيار تجربة " الجبهة الوطنية " مع البعثيين عام 1979 وما تبعها من خسارات دموية , وجعلت عناوين التجديد في البحث عن اسباب الكارثة , والمطالبة بمحاسبة القيادات المسؤولة , وايجاد طرق جديدة لأتخاذ القرار تضمن مشاركة اكثرية افراد الحزب بها . وكان لتجربة الكفاح المسلح في كردستان التي جمعت بين قيادات الحزب وأهم ما موجود في القاعدة الحزبية "البيشمركة " آنذاك , اسباب حقيقية عجلت بأنضاج مشروع التجديد .
ان الصراع داخل الحزب حول هذه المسألة تنامى بشكل كبير قبل انهيار الأتحاد السوفيتي , وكانت الأمور غير واضحة , وكلمة التجديد تفسر بالخروج على الثوابت , والطريق الجديد فيه الكثير من المطبات , وموازين القوى ليست في صالحه ولاتزال المنظومة الشيوعية متماسكة في وقتها , وسلوكه يعني اكتشافات جديدة ينبغي التحقق من صحتها قبل تثبيتها .
ونجاح الحزب في اقامة مؤتمره الخامس " مؤتمر الديمقراطية والتجديد " لم يكن نتيجة رد فعل لكثافة حالة انهيارات النظم الأشتراكية عام 1990 وما تبعها , بل نتيجة صراع طويل وعميق داخل تنظيماته وجماهيره , وكان الكل يشعر بضخامة حجم الأزمة الفكرية والسياسية والتنظيمية التي يمر بها الحزب , وبالتوازي مع تعاظم الأزمة الوطنية العراقية الخانقة .
ان الكثير من الشيوعيين العراقيين ولمختلف الأسباب والدوافع لم يتابعوا مسيرة الحزب بشكل مباشر , ولم يتعرفوا على الجوانب الايجابية الكثيرة التي رافقت عمله بعد مؤتمره الخامس ولحد الآن . ولعل جوانب الضعف التي ترافق عمل الحزب الآن نتيجة ضيق المساحة المتعلقة بأمكانياته , هي التي تمنع وصوله بالشكل الأرحب الى كل الشيوعيين وجماهيرهم .
ان المشروعين " البرنامج السياسي والنظام الداخلي " اللذين طرحهما الحزب للنقاش لبلورتهما , واقرارهما في المؤتمر الوطني الثامن سيثيران الكثير من النقاش للأفق الواسع الذي ينفتحان عليه . وستكون المساحة كبيرة لهذا النقاش , بين من يهاجمهما ويعتبرهما ردة وانتكاسة عن المسلمات والشرانق , وبين من يطالب بالأنفتاح الأكثر , ويعتبرهما لازالا دون المستوى المطلوب , ويطالب الحزب ان يكون حركة وليس حزب .
ويعتقد البعض من الشيوعيين بعدم جدوى النقاش على هذين المشروعين , لأن هذه النقاشات ستصطدم بالعناصر الدوكما التي لاتزال تعشعش في بعض مفاصل الحزب . ولكن الواقع يقول بعكس ذلك , والمتتبع لمسيرة الحزب في السنوات الأخيرة يجد الكثير من المرتكزات التي تطمح لعودة الحزب ان يلعب الدور المنشود في بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الحقيقي , والمشروعين يؤكدان الأنفتاح على الأفق الديمقراطي الأوسع , ويطمحان لتحقيق العدالة بكل ابعادها لأبناء هذا الشعب المنكوب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد