الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجريمة والعقاب !

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2021 / 12 / 31
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


بالنسبة للولايات المتحدة وعموم المحور الأمريكي الصهيو سعودي ، كان بلاءً ينشر الخوف فيه والرعب ويبشر بالقضاء على نظام الغطرسة العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها . لكن بالنسبة للعرب والمسلمين وعموم المستضعفين ، ينظر الى الحاج قاسم باعتباره نصير السلام.
منذ استشهاده قبل عامين مع القائد الفذ أبو مهدي المهندس في غارة أمريكية غادرة بطائرة بدون طيار في بغداد ، كان الفريق قاسم سليماني ، العقل المدبر للعمليات العسكرية الخارجية كانت تستهدف محور الارهاب العالمي وتطبيقاته الفعلية على الأرض من أفغانستان الى ايران فالعراق وسوريا وفلسطين ولبنان واليمن وليس بعيداً عن فنزويلا والبلدان الأخرى التي تحتاج للمساعدة في مقاومة "القوات الغازية".لكن ذلك لم يكن مبرراً لكي تغتاله الولايات المتحدة.

وفي هذا الواقع كان الاغتيال الذي تصفه القوانين والأعراف الدولية بالعمل الارهابي ، ثمرة تواطؤ دولي اقليمي محلي شمل مساحات واسعة من العناصر المتورطة، على رأسها الولايات المتحدة و إسرائيل التي جعلها الخوف من ردة الفعل الايرانية ومن مريدي سليماني ، تتكتم لنحو عامين على دورها في العملية الارهابية.


فبعد انتقادات حادة وجهها من أمر بهذه العملية الارهابية ، أي الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب لحليفه السابق بنيامين نتانياهو، وقال إنه استغله ثم تركه وحده لتنفيذ العملية،قبل أن يسارع إلى تهنئة خصمه الديموقراطي جو بايدن بُعيد انتخابه، قال رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق إن بلاده متورطة في الغارة الجوية الأمريكية التي قتلت الجنرال الإيراني قاسم سليماني في يناير 2020 . وكان هذا أول اعتراف علني بدور إسرائيل في العملية.
في مقابلتين مع موقع أكسيوس الأمريكي ، أبلغ ترامب الصحفي الاسرائيلي باراك رافيد أن "إسرائيل لم تعمل بشكل جيد" و "لم تفعل ما كان متوقعًا منها". كان يتوقع أن تشارك إسرائيل في المهمة ، لكن نتنياهو كما قال ترك العملية للولايات المتحدة.

ورداً عليه، ذكر مسؤول عسكري إسرائيلي سابق، أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لعبت دورا في اغتيال الجنرال قاسم سليماني و أبو مهدي المهندس. وقال الرئيس السابق لهيئة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي تامير هايمان، إن "فترة توليه هذا المنصب شهدت عمليتي تصفية هامتين، قتل في إحداها القائد الإيراني سليماني ومرافقوه ، وفي الأخرى، القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، بهاء أبو العطا، الذي تم اغتياله في نوفمبر 2019".
هذا الاعتراف الذي يضاف الى سجل الكيان الصهيوني في عالم الارهاب والجرائم ضد الانسانية ، يؤكد ما ذكره تقرير أمني أن اغتيال الشهيد سليماني واغتيال مرافقيه يشكلان جريمة قتل تعسّفي تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية عنها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان. فالعملية انتهاك للمادة 2 (4) من ميثاق الأمم المتحدة مع عدم كفاية الأدلة المقدمة عن هجوم مستمر أو وشيك.
فقد قدمت أغنيس كالامار، المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج القضاء، تقريراً في هذا الصدد إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عملاً بقرار المجلس 35/15. وتناول التقرير قضية القتل المستهدف من خلال الطائرات بدون طيار المسلحة، متضمناً توصيات تهدف إلى تنظيم استخدام هذه الطائرات وتعزيز المساءلة. وركز التقرير حول الاغتيال الأميركي للشهيد قاسم سليماني، في العراق، بواسطة طائرة من دون طيار أميركية، والتي قتلت أيضاً الشهيد أبو مهدي المهندس، القائد البارز في الحشد الشعبي العراقي و4 آخرين، ما اعتبره التقرير انتهاكاً لسيادة العراق وإعداماً خارج القضاء، واعتبر التقرير أن اغتيال سليماني لم يكن مبرراً قانوناً وينتهك الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
من جهتها قدمت ايران نحو 300 من الوثائق المتعلقة باغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني الى المسؤولين العراقيين وتوصلت الى اتفاق على استمرار تبادل الوثائق. . 

لقد حددت الجمهورية الاسلامية، وبعد ما يقرب من عامين على العمل الإرهابي، الأولوية الرئيسية في المجال القانوني والقضائي ، و هي دراسة القضية الجنائية في المحاكم القضائية الإيرانية والعراقية من منطلقات كونها أيضًا عملاً ارهابياً.
وتم الاتفاق على تشكيل لجنة عراقية ايرانية مشتركة تضم وفود قضائية من البلدين لبدء استطلاعاتها وقامت اللجنة المشتركة الأولى بمهمتها في العراق خلال شهر وصدر بيان مشترك ، وعقدت الجولة الثانية في طهران في 21 ديسمبر هذا العام وتم التفاوض بشأنها مع الوفد القضائي الإيراني. 
إن هدف إيران كما هو واضح، تسريع استقصاءات القضية في محاكم العدل الإيرانية ، وبما أن الجريمة قد وقعت في العراق ، فسوف يتم إجراء مسح سريع للقضية في المحاكم الجنائية العراقية.ولن تكون استطلاعات التحقيقات الجارية نهائية ، إذ أنه إلى جانب الأمريكيين المتورطين في هذه القضية ، هناك بعض الكيانات الحقيقية والقانونية في هذه الملفات التي يجب حصر الاتهامات الموجهة ضدها ، لأن كلا من إيران والعراق محددان. أنه يجب ملاحقة جميع المشتبه فيهم المتورطين ، في هذه القضية.
وبذلك تؤكد إيران أنها لن تتخلى عن ملف اغتيال القائد سليماني حقوقيا ودوليا، وأنه يجب إخضاع الولايات المتحدة للمساءلة في هذا الملف، وهذا ماقاله مؤخراً وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إن "طهران لن تتخلى عن متابعة ملف اغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني حقوقيا ودوليا".
وأضاف أن "الحكومة الأمريكية يجب إخضاعها للمساءلة على خلفية مسؤوليتها الواضحة في هذا الملف".
وتابع أن "الحكومة الأمريكية هي التي اتخذت هذا القرار ولا يمكنها التهرب من مسؤوليتها بارتكاب جريمة اغتيال الشهيد سليماني".
واعتبر أن "نظرة سليماني كانت تفوق الحدود الجغرافية، وأنه كان يسارع في دعم المظلومين والمضطهدين في العالم".

فماذا عن العراق وحق العراقيين في دم أبو مهدي المهندس؟!

لمتابعة نجاح محمد علي على تويتر
@najahmalii








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قتل المجرم سليماني من قبل بلاد التحضر والدمقراطية
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2022 / 1 / 3 - 05:25 )
الولايات المتحده الاميركيه هو مثل قتلها لقادة داعشبالمسيرات والطائرات وسليماني هو المجرم الاخطر على شعوب المنطقه وخصوصا العراق وسوريا ولبنات ويوم استهداف هتلر -خامنئي يجب ان يحل لشديد خطورته فمثلا قتل قرابم ال1000 شهيد من شبيبة تشرين 2019 كان بفتوى مباشره من هتلر الشيعه خامنئي وسيكون العراق ممتنا بشكل خاص لمن يسحق بحذائه راءس قاتل شبيبتنا العزيزه-شكرا لاميركا لاعدامها الجرثومة الضارة الخطيرة سليماني-ولنقل كما افراد شعبنا بلغتهم الدارجه=اللعنه على سليماني كلما هز الجلب ذيله


2 - اااااخ قاسم
بارباروسا آكيم ( 2022 / 1 / 3 - 11:54 )
خبر درگذشت سردار قاسم سليمانى چنان سنگی-;-ن و جانسوز است که به دشواری-;- به باور می-;-‌نشی-;-ند


و لكن المشكلة كنا بقاسم واحد صرنا بقاسم و زاده

تعازينا الحارة استاذ نجاح
و  ربي يغفر لكل الولائية و الذيول و الى جنان الخلد

https://youtu.be/Yg9XwggCU2I


3 - المهندس ليس عراقيا
عبدالله عطية شناوة ( 2022 / 1 / 3 - 14:03 )
بخصوص تساؤلك عن حق العراق والعراقيين في دم أبو مهدي المهندس، صحيح أنه ولد في العراق لكنه أيراني الجنسية، وعائلته مقيمة في أيران، مع أن مليشياته تسيطر على العراق، وهو مثلك ينتحل أسما مستعارا، ليس أسمه الحقيقي.

اخر الافلام

.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم


.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام