الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يبقون في الوجدان…

شفان شيخ علو

2022 / 1 / 1
الادب والفن


من يبقون في الوجدان
 
ما أكثر الذين نلتقي بهم ، ونجالسهم، ونتحدث وإياهم، ونحزن لحزنهم، كما نفرح لفرحهم.
إنما هناك من يدخلون قلوبنا ولا يغادرونها. حتى وإن ابتعدنا عنهم. ولا بد أن هؤلاء يختلفون عن الآخرين، فيما يقولونه وما يقومون به. لأنه أينما اتجهوا لا يشعلون شمعة محبة فحسب ، وإنما يصبح كل واحد منهم شمعة لا تنطفىء، شمعة تضيء قلوبنا، ومن يتلقون بهم، بمحبتهم، بتواضعهم، بتفانيهم في خدمة أهلهم وأناسهم وعقيدتهم.
أقول هذا، وأنا أشير عن قرب إلى من يستحقون التذكير، تقديراً للأثر الذي خلفوه بعد رحيلهم.
أشير، مثلاً، إلى الراحل عيدو بابا شيخ رئيس تحرير مجلة لالش، وكان أحد مؤسسيها كذلك.
أشير إلى الراحل، وقبل زمن قصير، بير خدر سليمان، أحد مؤسسي مركز لالش، وهو صاحب امتياز مجلته لالش كذلك.
كان الاثنان أيضاً عضوين في برلمان كوردستان.
وكان هذان الراحلان مثالاً للتفاني والعطاء في خدمة كوردستان وقد عملتُ معهما في مركز لالش بدهوك، قبل مغادرتي لكوردستان، وعملت معهما في ألمانيا.
لهذا كان رحيلهما الأبدي خسارة للوسط الإيزيدي، ولكل ما هو إنساني.
وتعبيراً عن تقديرنا لهما، زرناهم اليوم صحبة بعض الأصدقاء في مقبرة شيخال الشمساني بشيخان.
شعرنا بحضورهما، كما لو أنهما استقبلانا.
في الأمس كنا نتسامر معاً، كنا نمضي أوقاتاً جميلة ، وها نحن اليوم بحضرتهما، وطيفهما يرحب بنا..
لقد عاشا حياة غنية بكل ما هو إنساني وما يخدم شعبهما.
واليوم، وإن أصبحا في عالم آخر، سوى أنهما باقيان في وجداننا، يعيشان معنا.
كيف لا نبقي على هذه المكانة لهما، وهما بتلك الروح المشرقة، إذا ذكرت أنهما كانا من بين أصدقاء والدي، وقد أسسا مع لفيف من المثقفين مركز لالش، الرمز الثقافي والاجتماعي الإيزيدي الكبير، وقد لحقت بركبهم الثقافي فيما بعد؟!
لقد كان شعارهم في مركز لالش:
مركز لالش دائماً نبع صاف ٍ زلال يصب في نهر الثقافة الكوردية الكبير .
فهل يمكن نسيانهما، هما وغيرهما، ممن خدموا ما هو إنساني، وكوردي وإيزيدي، دون سؤال عن المقابل؟ ألا يستحقان الإقامة في الوجدان، في وجدان كل منا، إلى ما لا نهاية، وقد أصبح ذكرهما نوراً فيه ؟
سلاماً لكما أيها العزيزان!
سلاماً لمن اقتدى بكما !
طبتما حياة وطبتما رحيلاً !
و...طبتما بقاءاً وذكْر اسم !
ما مات مَن ترك الذكْر الحسن بفعله الحسَن وقوله الحسَن !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل


.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ




.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع


.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي




.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????