الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيجات داخل اسوار السجن

حيدر الكفائي
كاتب

(Hider Yahya)

2022 / 1 / 3
أوراق كتبت في وعن السجن


كان يوما شديد المطر شهدتها ناحية ابي غريب ، وفيه ايضا قد اتفق قاضي المحكمة في تلك الناحية مع الأخ الكبير لعلي ذلك السجين الذي يقبع داخل تلك الزنازين الرهيبة مع الشبان الذين شحذ الظالمون عليهم أسنة الحراب والدمار ، وليكون هو الموعد الذي وعدهم به هذا القاضي للحضور في ادارة السجن وذلك لأجراء عقد القران الرسمي ، في البداية حاول ان يعتذر كثيرا بسبب شدة هطول المطر لكن وجود أم الوفا هناك مع حماها وصعوبة الموقف وتجشمهم عناء السفر من مدينتهم البعيدة هو ماجعل السيد قاضي المحكمة يتقبل بشيء من الانسانية والعاطفة والقبول بالذهاب معهم ، فقد كان شهما غيورا .
سارت بهما السيارة التي استأجراها عن غير علم بالخراب الذي كانت عليه فقد كانت تتمايل بأطاراتها التي بالكاد ان تسير بصورة مستقيمة ، وقد لام القاضي ذلك السائق على هذه السيارة الهرمة لكن لا حيلة من ذلك فالمطر كان شديدا لا يقاوم ،،،،،
وصلوا بصعوبة وقد استقبلتهم ادارة السجن وجلس الجميع في غرفة مدير السجن ثم نادى بعد ذلك أحد الاداريين في مكبرة الصوت بأسم علي للحضور .
ماهي الا دقائق كان علي وجها لوجه مع أم الوفا وأخيه وذلك القاضي الشهم ،،،،،،، استل القاضي قلمه وبدأ يملي عليهم صيغة العقد ثم اخذ الموافقة من الطرفين وعقد لهما وبارك لهما ورحل القاضي ورحلت أم الوفا بلقاء قصير كان كالومضة التي تبرق سريعا ولا تغني عما يجول بداخل قلب علي من شوق واشتياق .
ورغم ان العقد الشرعي كان قد اجراه علي مع حبيبته بحضور والدته لكنه اراد ان يجعل العقد رسميا حتى يتسنى للجميع بما فيهم الاقارب ان يعرفوا الحقيقة ويكون فيه اشهار للزواج وهو بذلك اكثر اطمئنانا لقلب ام الوفا وترجمة لمدى حبه لها ومكانتها عنده .
بقدر ماكان علي سعيدا وكذا زوجته لكن سرعة اللقاء احدث في قلبيهما لوعة تحولت بعدها الى حزن وكآبة ، واصبحت الايام ثقيلة عليهما ، ينتظران متى يحين اللقاء في الزيارة القادمة .
صار علي يحصي كل ما يجول بخاطره فيضعها في حقول ثم يجمع بعضا مما علق في مخيلته فتتوارد الأسئلة ويعدها عدا كي لاينسى ان يسأل عن كل شيء حين قدوم ام الوفا .
مشاعر تطفو وآهات وحسرات لا تنقطع ، فأي عذاب هذا الذي يتجرعانه هذان الحبيبان وقد فرض عليهما القدر أن لا يهنئا في عرسهما ولا يتذوقا طعم المودة والألفة في زمن اناس ارجاس لا يعرفون الانسانية ولا معنى للحرية .
توالت الزيجات عند اخوة المحنة واصحاب السجن فكل زيارة لأهالي السجناء تسمع اخبار مفرحة عن فلان وفلان قد تزوج فاصبح السجناء بين القناعة بهذه الفكرة وبين من لا يؤيدها ولكل اسبابه لكن مما ساعد على زيادة حدتها هو ان ادارة السجن سمحت ببناء خيم في فترة الزيارة وهذا ما اثلج صدور السجناء وعوائلهم بعد ان كانت العوائل لا تجد راحة في فترة الزيارة لعدم وجود ساتر بين العوائل ، فتشجع الكثير من السجناء على الزواج بل حتى الانجاب وشجعهم على ذلك ايضا بعض رجال الدين المحترمين والسادة الاجلاء على هذا العمل المشروع وقد باركوا للكثير منهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - محو اثار الجريمة
صبري الفرحان ( 2022 / 1 / 4 - 16:06 )
بهذا الاسلوب ومن مثلة محى صدام والبعث كل الجرائم فالناس في مثل هذه الحاله لاتذكر كم عانى هذا السجين من الم ومن هدر حقوق وتذكر ان البعث رحيم وانساني حتى سمح للسجناء بالزواج والانجاب وهم عينهم من قلتوا الاجنة بالرميه على الارض او الحائط من اجل انتزاع الاعترفات من
السجنا ويبقى حدث شيق مولم لمن خبر دكتاورية صدام ودموية البعث عاش قلمك وسلمت اناملك


2 - صبري الفرحان
Hider alkifaee ( 2022 / 1 / 4 - 18:26 )
هذه الامور فرضت على البعث ودون ارادته لكنها ارادت الله احيانا تتحكم في بعض الامور التي يعجز عنها الانسان

اخر الافلام

.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح


.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف




.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق