الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزء (9 من 11) حقيقة نفسك True of Thyself

راندا شوقى الحمامصى

2022 / 1 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


و حول ما يُرى و ما لا يُرى فالقديس بولس لديه التالي ليقوله:
"وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ." (2 كورنثوس، 4: 18)
كانت رسائل الرسول بولس [حوارى المسيح (ع)] أول وثائق مكتوبة عن يسوع المسيح (ع). و هنا يسمى يسوع (ع) آدم الأخير ووُضع جنبا إلى جنب مع آدم الأول. و علاوة على ذلك، فإن ما يمكن أن يُرى بالعيون الطبيعية هو العالم الزائل، أى الوجود الخارجى/الظاهرى ليسوع، و ما لا يمكن أن يُرى بهذه الطريقة (أى بالعين الطبيعية) هو المعنى الأبدي ليسوع، الذي يصفه بولس بأنه وُجد قبل كل شيء، ومن خلال صليبه فإنه سوف يوفق بين جميع الأشياء فى ذاته، وبهذا المعنى فهو الآخِر. و في يسوع إكتمال الدورة التي نشأت في أول آدم فى الخلق وتنتهي في آدم الأخير، الذي سيعمل على التوفيق بين كل الأشياء فى نفسه، سواء كانت على الأرض أو في السماء. و هذه إشارة إلى الصلاة الربانية وإلى عودة المسيح تعبيراً عن إكتمال قوس الصعود في يسوع المسيح.
التعبير عن نفس الفكرة في الإنجيل و التى كتبت كآخر آية للانجيل: المسيح (ع) هو الكلمة، في البداية.
إنجيل يوحنا (1: 1 – 11) The Gospel of John
"فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ. كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. هذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ، بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ. كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ. كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ."
وفي الكتاب الأخير من التشريع المسيحي، في سفر الرؤيا (22: 13)
"أنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ."
و في هذا الكتاب الأخير من الكتاب المقدس اليهودي المسيحي إكتمال الدورة. فالمسيح هو الأول والآخِر، البداية والنهاية. في عودة المسيح النهائية قد حان مجئ ملكوت الله "لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ." (متى، 6: 10)
من القرآن From the Qur’án
"سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. (الحديد: 1 - 3)
في الكتابات البهائية In the Bahá’í Writings
في مقطع من وادي التوحيد إستشهد حضرة بهاءالله بهذه الآية السابقة من القرآن الكريم. إن المظهر الإلهى (الرسول) بأنه الأول والآخر و الذى يُرى و لا يُرى هو واحد من المواضيع الرئيسية لكتاب الإيقان كما في المقطع التالي:
"واذا ما سُمع من مظاهر امرالله :أني أنا الله. فهو حق لا ريب فيه. اذ قد ثبت مراراً ان بظهورهم، وبصفاتهم، وبأسمائهم يظهر في الأرض، ظهور الله، واسم الله وصفة الله ولهذا يقول: "وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى" وكذلك يقول: " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله " واذا ما تغنوا بنغمة: إني رسول الله، فإنه أيضاً صحيح ولا شك فيه كما يقول: "ما كان محمدٌ أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله". وفي هذا المقام هم جميعاً مرسلون من لدن ذاك السلطان الحقيقي والكينونة الأزلية.
واذا ما نادى كل واحد منهم بنداء : أنا خاتم النبيين، فهو أيضاً حق ولا سبيل الى الريب فيه ولا طريق الى الشبهة. لأن الجميع حكمهم حكم ذات واحدة ونفس واحدة، وروح واحدة، وجسد واحد، وأمر واحد. وكلهم مظهر البدئية والختمية، والأولية والآخرية والظاهرية والباطنية لروح الأرواح الحقيقي وساذج السواذج الأزلي،..." (بهاءالله، منتخبات من آثار حضرة بهاء الله، رقم: 23)
ما كان قد أشار إليه حضرة بهاءالله في الوديان السبعة، قد أوضحه أكثر مباشرة في كتاب الايقان، حول المظاهر الإلهية المختلفة ووحدتهم وماذا يعني إتباعهم:
"لهذا فكلّ نفس صارت في أيّ ظهور موفّقةً وفائزةً بهذه الأنوار المضيئة الممتنعة، والشّموس المشرقة اللاّئحة، فهي فائزة بلقاء الله وواردةٌ في مدينة الحياة الأبديّة الباقية. وهذا اللّقاء لا يتيسّر لأحد إلاّ في القيامة، الّتي هي نفس الله بمظهره الكلّيّ." (بهاء الله، كتاب الايقان، ص: 56)
مفهوم المظهر جمع بين دورة الخلق و الرجعة، و يصبح قوس النزول والصعود مغلقاً عند الإعتراف بالمظهر الإلهى، الذي كان في بداية ونهاية التاريخ. فإن الظهور التصاعدى التدريجي وعودة المظاهر الإلهية في كل نبي تاريخي يجعل هذه الدورة دورة التاريخ، ولها بداية من دون بداية ونهاية بلا نهاية، وبعبارة أخرى هذه العملية من الظهور تتجاوز مفهوم الوقت.


من كتابات حضرة بهاءالله العرفانية ونظام كين ويلبر للفلسفة المتكاملة The Mystical Writings of Bahá’u’lláh and Ken Wilber’s system of integral philosophy
بقلم ولفغانغ كليبل Wolfgang A. Klebel

ترجمة حامد عبدالله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال