الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الإنبهار بالذات وهوس النجومية!
حميد طولست
2022 / 1 / 4المجتمع المدني
لاشك في أن مغربنا جميل ورائع جدا ، لكن شعبه مصاب بوسء الحظ ، بدليل أنه ما كاد يتحرر من شوفينية المتاجرين بالدين بعد فشل تجربتهم في قيادة الحياة السياسية، واحتواء مشهدها ، حتى أوقعه حظه العتر في براثن الذين لا هم لهم "غير الكراسي وفعل المآسي" الذين ويدمنون كل أشكال هوس النجومية والظهور ، ويعيشون وهمها الخدتع بكل صورها البراقة ومظاهرها الخداعة وقيمها الاستهلاكية الغبية ، التي يتكالب عليها السفهاء الجهلاء الغافلين الضائعين قليلي الحيلة ، للاستعاضة بواسطتها على مركبات النقص وعقد الفشل والعزلة الاجتماعية ، والمداراة بها عن الكثير من العل النفسية ، التي يعيشها من عميت بصائرهم إلاّ من ذواتهم ، الذين يرون أنّ الإبتسامات لا تهدى إلا لهم ، وأن الاحترام لا يقدم إلا إليهم ، وأن الإعجاب لا يكرس إلا لحضراتهم ، وأن النظرات لا توزع إلاّ لجنابهم ، وأن التصفيق لا يجبى إلا لمنجزاتهم ، وغير ذلك من المشاعر البلهاء ، والأحاسيس الغبية ، التي تمنحهم النشوة الزائفة بالانتصار الوهمي والإنجاز الرخيص الذي يسرقهم من حقيقة واقعهم البائس ، والذين تزايد عددهم بعد إنتخابات 8 شتنبر ، وكأنهم قادموا من رحم المصادفة العمياء ، أو من ميادين الخيانة الخرساء ، ليتفنوا في ابتكار كل أساليب تسويق أنفسهم ، وصناعة وجود وهمي وآني لذواتهم ونجاحاتهم ومنجزاتهم غير الحقيقية، التي ألفوا أن يخطفوا بها ما ليس لهم من الرفعة والكرامة، والإدّعاء من خلالها بما ليس فيهم من النخزة والسيادة ، وهم يعلمون أنها لا تؤتى لعابري الدروب من المرتزقة المارقين ، السابحين في فضاءات الكبر والخيلاء، الآكلين على جميع موائد الأسياد لإستجداء الزعامة وتسول الريادة ، التي لا يؤتاها الطامع أو الحاسد أو الحاقد ولا من يحمل الضغائن الذي إن أعطى أذل، وإن ابتسم احتقر، وإن ضحك إستخف وسخر ، ولا تنصاع راضية لمن مخيلته مريضة، وذهنيته معتلة ومعتوهة ، الذي اختلط عليه الخطأ والصواب، حتى لم يعد يفرق بين الحق والباطل ، فغدا أضحوكة في عيون من حوله ، الذين لم يعد له بينهم تابع أو مريد واحد ،
لقد كان على هذا النوع من الكائنات ، أن يسأل نفسه ويسائلها عن مصير ذنبه الأخرق ، قبل أن ينفخ نفسه ، وينفش ريشه ويمشى مشية الطاووس على قارعة الطريق ، ليفهم أن ما أقدم عليه هو فعله محرم شرعا وقانوا وأخلاقيا، لكن هيهات أن يفهم من كان عقله مغنلق بهوس النجومية ، ولو كان ذلك بإمكانه لكلن قد أدراك أنه فعلا أتى بمنكرا لم يتجرأ على الإتيان بمثله أهبل الحمقى الأوائل ، وأكثرهم انبهارا بنفسه ؛ وأختم هذا الحدث الغريب والمتفرد ، الذي تُبكي غرائبها أكثر مما تُضحك نكاتها ، بالعبارة الجميلة المناسبة لمقامه :"ما من إمرئ تكبّر أو تجبّر إلاّ لذل وجده في نفسه" وبقول الشاعر:
ملأى السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ.
و"الله يفيقنا بعيبنا" كما كانت تقول جدتي رمة الله عليها.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟ •
.. نتنياهو: أحكام المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفات إ
.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع
.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: أميركا عليها أن تقول لإس
.. الشارع الدبلوماسي | مقابلة خاصة مع الأمين العام للأمم المتحد