الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة .. والثورة

سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)

2022 / 1 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لتحليل طبيعة الكارثة التي نعيشها جميعا في هذه السنوات العصيبة، لابد لنا أولا وقبل كل شيء أن نخرج رؤوسنا من تحت الماء، أن نتنفس بعمق، ونتفادى الاختناق والطرق المسدودة والأفكار العقيمة والرؤى المسمومة .. ونخرج في لحظة من اللحظات من هذه المفارقة غير المحتملة : الشرق في مقابل الغرب، الحضارة اليونانية اليهودية الغربية في مقابل الحضارة الاسلامية ـ العربية، أو الفلسفة في مقابل الدين، والعقل في مقابل الخيال، إلى آخر هذه المفارقات التي تقود مباشرة إلى المقولة اللاعقلية، والتي يحاول الذين يروجون لها ـ سواء في الغرب أو الشرق ـ أن يجعلوا منها السبب الأول والوحيد والمسئول المباشر عن الأزمة العالمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أي مقولة التناقض الحضاري. حيث أن هذا “التناطح” الحضاري أو التناقض إن وجد، فإنه يوجد حتما داخل كل مجتمع، وداخل كل حضارة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون أساسا لرؤية نقدية وعلمية لتحليل طبيعة الكارثة، دون الأخذ في الإعتبار ببقية العوامل المعقدة والمتعددة. ولا بد لنا في لحظة من اللحظات من انهاء هذه المفارقة، وحل المعادلة التي لا تستند إلا إلى فرضيات غيبية، وإيجاد ثغرة في هذه الجدران العالية التي تحاصر الفكر، ليخرج الإنسان ـ العقل، من حالة الإنكفاء والصلاة، إلى حالة الإعطاء والإبداع. وليخرج من حالة الدعاء والنواح، إلى حالة الغناء والاستمتاع بالحياة والوجود. وهذا سواء في الغرب أو في الشرق، في الجنوب أو في الشمال. ذلك أن هذه الإشارات الجغرافية لا معنى لها في التاريخ الإقتصادي والسياسي والفكري المعاصر. إن القوى السياسية والاقتصادية وحدها قادرة على أن تكون إشارة للإختلاف والمفارقة بين نوعين من البشر لا ثالث لهما، السيد والعبد حسب المقولة الهيجلية، بين الغني والفقير .. بين الذي يمتلك وسائل الإنتاج ورأس المال، وبين الذي لا يملك حتى ذيله. وهذه المفارقة تبدو أشد وضوحا في مدن الغرب ذاته، والممتلئة بالفقراء الذين يقضون حياتهم من أجل توفير ما يحتاج إليه الأغنياء، من فرشة الأسنان، وحتى الصواريخ والقنابل الذرية. وعلى مدى العصور، وفي جميع المجتمعات القديمة والحديثة، فإن القضية الوحيدة التي ما زالت قائمة حتى اليوم، هي كيفية الخروج من هذه المفارقة. كيف نستطيع في لحظة تاريخية معينة القضاء على هذه الفوارق الطبقية التي تقسم حياة ملايين البشر.
بطبيعة الحال ليس هناك سوى حل واحد أشرنا إليه في عشرات النصوص ، وهو الثورة الإجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة