الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ المملكة المغربية أكبر من اثني عشر قرنا

يحيى السلمي

2022 / 1 / 5
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


︎هناك سوء فهم بالغ و اتخيل انه غير مغفور يحكم عقول فئة عريضة من المغاربة و تحديدا نخبها الثقافية و السياسية و الإعلامية... اذ يتخيلون أن وجود المغرب و بداية نشأته كانت مع دولة الادارسة او بصيغة أخرى بعد دخول الإسلام للمغرب و بالتالي يختزلون تاريخ مملكة عريقة في اثنا عشر قرنا فقط و هو أمر لا يستقيم و ينسف تاريخا طويلا مجيدا على هذه الأرض تشهد له آخر الاكتشافات العلمية جيولوجيا و اركيولوجيا .

فكيف لنا كمغاربة ان نمحي جزءا عظيما من تاريخ الأجداد المور الأمازيغ بهذه السذاجة ، في حين ان دول ترمم أسطولها التاريخي و الثقافي بإعتزاز و افتخار و تكرس له اهتماما خاصا و حملات استكشافية علمية طيلة السنة بميزانيات ضخمة بغاية نفضه من غبار النسيان ليعلم العالم قصة و تاريخ بلدهم كما هو دون زيادة او نقصان ، مراحل لم نصلها بعد لكننا في الطريق نحو ارسائها داخل المجتمع المغربي و الأوساط الثقافية و السياسية بالبلاد ، و هدا دور المؤسسات الحكومية المطالبة ببدل مزيد من المجهودات في سبيل إنتاج معلومات تاريخية حقيقية عبر وسائل الإعلام او المقررات الدراسية او إنشاء منصات معززة بآخر الاكتشافات الاركيولوجية و نشرها للعموم بشتى اللغات..

فكيف ان نختزل تاريخ المغرب في اثنا عشر قرنا و ما قبلها كانت مملكة موريطانية بملوكها العظماء و الدين حافظوا على سيادة الأراضي المغربية من اي تدخل اجنبي او هجوم عسكري بالدهاء و القوة و بوطنية عالية و انا استحضر حوار الملك الموري بوكوس الأولمع الدكتاتور الروماني لوسيوس سولا حيث قال :
”الآن استمع إلى كلمات قليلة عن بلادك التي جئت إلى هنا لتحمي مصالحها (اي بلاد الرومان)، أنا لم أشن حرباً ضد الشعب الروماني ولم أرغب مطلقاً في ذلك.. الشيء الوحيد الذي فعلته هو أنني دافعت عن حدود وطني بالسلاح ضد التدخل المسلح “ ..
ومن النقاط التي من الممكن تأملها بهذه المقولة هو الوعي الوطني القومي الذي كان عند الملك “بوكوس
وأيضا نُبله وعدم حبّه للحرب من أجل الحرب ، ولكن كان يعطي أولوية للدفاع عن المملكة المورية بالسلاح إن تطلّب الأمر ذلك ، و هو حال من سبقه من ملوك المغرب القديم إلى ملوك الامبراطوريات المغربية بعد حقبة دخول الإسلام ... ثم بعد دلك ظهرت مملكة برغواطة و التي اقرت بالإسلام دينا قبل فترة الادارسة ، و قائدها المصمودي طريف المطغري بمنطقة تامسنا الكبرى في اواسط القرن الثامن ميلادي ، لكنها شطبت من الذاكرة التاريخية و تعرضت لإقصاء غير مبرر و غير مفهوم و لحد الساعة هناك اكثشافات شحيحة بخصوص هذه المملكة العريقة ...
و لعل خطاب الملك محمد السادس الأخير بمناسبة الذكرى الثامنة والستين ل "ثورة الملك والشعب" كان اكثر وضوحا و شكل اعترافا رسميا من أعلى مؤسسة بالبلاد بتاريخ المغرب العريق بقوله :
" ... المملكة المغربية دولة عريقة، تمتد لأكثر من إثني عشر قرنا ، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل ..." .

فبداية التصالح مع الذات المغربية ينطلق عبر إحياء وعي هوياتي للمواطن المغربي و مثل هذه الإشارات يجب ان تلتقطتها نخبنا الثقافية و السياسية و الإعلامية بحس وطني و ان تساهم في التعريف بتاريخ المغرب القديم و مملكة موريطانية عبر قنواتنا الرسمية و تدريس اهم ملوكها و ملاحمها للجيل الصاعد دون تغليب للإديولوجيات و اللعب بالتاريخ حسب المقاسات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجلة المراسل 01-06-2024 • فرانس 24 / FRANCE 24


.. حزب الله يعلن قصف بلدتين في شمال إسرائيل وسط تصعيد متواصل




.. تصعيد بجنوب لبنان.. مسيّرات وصواريخ حزب الله تشعل حرائق في ا


.. الانقسام الداخلي في إسرائيل يتفاقم.. ماذا تعني تهديدات بن غف




.. تصاعد المعركة المالية بين الحكومة اليمنية والحوثيين يهدد بان