الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك قوى ديمقراطية لنتهم الآخر بالوقوف مع الاستبداد؟!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2022 / 1 / 6
المجتمع المدني


السؤال الذي وضعته كعنوان للمقال جاء نتيجة بعض الاتهامات التي وجهت إلي ب”الوقوف إلى جانب الاستبداد” وذلك في إشارة لمواقفي المؤيدة للإدارة الذاتية حيث كتب أحدهم يقول؛ “أسألك، ألا تساند الاستبداد الكوردي؟ علماً لافرق بين مستبد وآخر ..”. طبعاً هؤلاء وعن قصد يريدون أن يخلطوا بين عدد من المواقف وذلك بهدف التشويش على القضية؛ فمثلاً كلنا ندرك بأن مشكلة الاستبداد في واقعنا الشرقي غير مرتبط بجهة وتيار سياسي أيديولوجي بحيث نتهم كل من يدعم ذاك التيار بأنه يقف مع الاستبداد، بينما الآخرين مع الديمقراطية والفكر الليبرالي الحر، بل مشكلة الاستبداد لدينا هي إشكالية ثقافية قبل أن تكون سياسية إدارية حيث لها جذورها في الموروث الثقافي الشرقي عموماً وبالتالي فإن الحل يجب أن تبدأ من الوقوف بحرأة وشجاعة في وجه ذاك الموروث وعمل مراجعة نقدية له بهدف التأسيس لفكر تنويري ليبرالي حر.

وهكذا فلا وجود لتيارات ديمقراطية أساساً لنقول عن الجهة الأخرى ومن يقف مسانداً لهم بأنهم مع الاستبداد. وأعتقد نحن السوريين صدمنا بالمعارضة وإدعاءاتها ل”ثورة الحرية والكرامة” لنكتشف بأنها لا تختلف عن النظام، إن لم تكن أسوأ منها! وكذلك الأمر داخل الحركة الكردية، فإن البارزانيين ليسوا أكثر ديمقراطيةً من الآبوجيين إلا ربما في الأسلوب، لكن بالنهاية كل طرف يريد الاستئثار بالسلطة ضمن منظومته السياسية الأيديولوجية وحتى العائلية وبالتالي فإن وقوفنا مع هذا أو ذاك لا ينطلق من مفاهيم وقناعات ديمقراطية، بل انطلاقاً من قدرة هذا أو ذاك على تحقيق بعض المكاسب السياسية لشعبنا في هذا الجزء الكردستاني أو ذاك، وللأسف المجلس أضعف من أن يحقق ذلك في روچآفاي كردستان ولذلك ولوجود خيارات محددة لنا بين أن نكون مع مشروع النظام ومحوره أو المعارضة الإخوانية ومحورها، فإن أفضل الخيارات لنا كردياً سورياً هو الوقوف مع مشروع الإدارة الذاتية.

وبالمناسبة لو كنت كردياً عراقياً لوقفت مع مشروع البارزانيين، وهكذا فعلتها في عدد من المحطات الرئيسية؛ منها قضية الاستفتاء والصراع على كركوك مثالاً! بالأخير أقف مع من أجده يقدم فائدة أكثر لقضايا أمتنا، فأين الخطأ في ذلك؟ للعلم أغلب من يحاولون أن يقولوا؛ بأنني “أقف مع الاستبداد” تجدهم لا يقبلون الرأي الآخريعني البارزانيين ليسوا أكثر ليبرالية وديمقراطية من الآبوجيين. وللعلم أيضاً فإن هناك عدد من الكتاب والسياسيين الذين يعارضون سياسات الإدارة الذاتية ويقيمون في مناطق سيطرتهم، بينما لا نجد مثل هذه الظاهرة في إقليم كردستان وبالأخص في المناطق الخاضعة لنفوذ البارزانيين، بل وصل الأمر إلى قتل صحفي كونه تجرأ وقال؛ لما لا أكون صهر مسعود بارزاني.

طبعاً لا نقول؛ بأن جماعة الآبوجية والإدارة الذاتية أكثر حرية وديمقراطية وبأنهم مع حرية التعبير وحقوق الإنسان، كما الحال في سويسرا مثلاً، بل لكون واقع روچآڤا وكثرة الخصوم والأعداء من جهة وضعف سلطتهم وإدارتهم وخاصةً وهي في بداية عهدها، كلها تجبرها مكرهةً بالسماح للرأي الآخر بالتعبير، لكن لو بقي الحال على ما هو عليه ودامت لهم السلطة مستفردين بها، فبكل تأكيد هم أيضاً سيقمعون أي صوت معارض وتتحول الإدارة لسلطة مستبدة حيث العلة كما قلنا في الجذر الثقافي الشرقي القائم على الاستبداد وإلغاء الآخر وللخلاص من ذاك الموروث علينا عمل قطيعة مع كل ما يؤسس للاستبداد، وبقناعتي فإن أفضل خطوة عملية هو القبول بالمشاركة مع الآخرين، كما في الحالة العراقية وحالة إقليم كردستان بحيث تدار الإدارة الذاتية من خلال مجلس تنفيذي وبرلمان تضم كل القوى السياسية والمجتمعية في مناطق روچآڤا وشرق الفرات، وإلا فإن تجربة الاستبداد سوف تفقس المزيد من الحكومات والإدارات الديكتاتورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا


.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر




.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة


.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا




.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة