الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصيروره الاسلاميه المذهبيه والمعرفه

هاشم الخالدي

2006 / 9 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



في مقالات سابقه تحدثنا في وجهة نظر عن وحي الوجود ووحي العقل والنفس .
ان الاسلام في رساله النبي محمد(ص) وحي الوجود.
ووحي والعقل والنفس ايضا في ظرف ومرحله تاريخيه يعبر عن الحاجه الانسانيه لارساء نظم و مفاهيم التحرر الوحدانيه مقابل نظم ومفاهيم العبوديه الوثنيه القبليه السائده في شبه الجزيره, حمله الرسول الكريم الى قومه بعد ان تلقيها عبر تربيته الاولى في بيت الاباء والاجداد ثم معايشته بيت الزوجيه وتجربته في ترحاله وتنقله بين الوثنيين والمشركين والحنيفيين والصابئه والنصارى واليهود والمجوس, وتاملاته في اعتكافه الغار.و حمل الرسول الى الناس بعد ان تلقى وحي الله, بان لوجوده الالاهي الواحد الاحد الرحماني ميزان وسنة لا مبدل لها وارادة حق وعدل مطلق, وسراط مستقيم يهدي اليه الانسان بعد ان جعله خليفه يسعى في الارض عبرالاجيال و تراكم الانجازات, في جدليه المعرفه- العمل اما شاكرا واما كفورا, وتستمر الايات للرسول في ممارسته الرساله من وحي الحق لتدله ما يريه الله من علم الغيب وعلم الشهاده الواقعيه في قدر و في قضاء لا تفارق صغيرة ام كبيره في حياته , حتى اكمل الله لهم دينهم واتم نعمته عليهم, حياة شعوب وقبائل ورعي وتجاره وحرث وزرع وبنين, وساده وملوك وعبيد وافراد مجتمع رجالا ونساء واولاد, وبقدر تعلق الامر بموضوعنا فان المعرفه وتنظيم العلاقات بين الناس في الرساله الالاهيه تناولت جوانب فعليه وقائمه تخص الظرف وقيمه, منها ما توافق معها ومنها ما لم يتوافق معها, احدثت بمجموعها نقله كبيره في الامه و حددت المهام لها, وانشات نواة الدوله ككيان ملائم محوري مركزي من تلك الامه شعوبا وقبائلا في عالم من الامم ,وما كان بعد قد عرفت حضاره الامه اقطاعات وفلاحين وملاك اقطاعات و معامل انتاج وعمال اجراء وملاك مصانع وسوق انتاج ولا مؤسسات دوله ومراكز مال واسواق المال واسطفافات حديه وما نشاهده الان من استخدامات للعلم والتقنيه.
و مما لا شك فيه ان الاسطفاف الطبقي في مجتمع الانسان مهما كان بسيطا ناتج عوامل الاختلاف والتباين بالمستويات والدرجات في مختلف النواحي الحياتيه الماديه والمعنويه في بنية الفرد والعائله والقبيله والمجتمع وعلاقتها مع بعضها في مرحله تاريخيه وهي حاضن للوحي العقلي والنفسي لذلك فهي عوامل محدده لتطوره, اي ان الوحي العقلي والنفسي وانجازاته تتوقف على الطبيعه الطبقيه للمجتمع وطبيعة الشرائح و السلطات القائمه ,و تلجئ تلك الطبقات والسلطات والشرائح والفئات الاجتماعيه الحاضنه استثمار وربط ذالك التطور المعرفي بمصالحها افقيا وعموديا , تمتد الى المعتقدات وتنعكس عليها و تطبع المذاهب والنحل للاديان في مراحل متقدمه بطابعها عموما.
ان الرساله التي حملها محمد(ص) بعد تبليغها وتلقيها،عبّرعنها وفسرها وعقبّ عليها الفقهاء بما ذهبوا اليه باجتهاد من النفس والعقل وانطلاقا من احداث الواقع في الزمان والمكان وهي انجازات انسانيه معرفيه, وان كل من وضعها وساهم في وضعها انما يعبر عن مستوى تطور مرحلته التاريخيه المعرفيه, وهي وان كانت ليست ايديولوجيات الا انها تحمل رؤيا وتصور وميول معارضه للطبقه الاسرويه والقبليه الصاعده ومصالحها بدرجات متفاوته شملت شرائح وفئات تتعارض مصالحها عموديا في مجتمع التكوينات الاسرويه والقبليه يقترن بعضها بمصالح الشرائح الفقيره في الاسطفاف الافقي بالضد من الصيغ المعبره عنها تلك الطبقه في سلوكها, كما انها تشكل بمجموعها انجازمعرفي يدفع نحو تشكل نوعي اخر للدوله, كانت حصيلته في الصراعات تفوق الطبقه الصاعده, والذي هو الاخر شكل انجازا ايضا وان كان تعبيرا عن التحولات الماديه التاريخيه سواء في ضرورات الدوله الجديده او في متطلبات طبقات المجتمع الجديده ,وكما قلنا فان الانجازات وارث الانجازات بما فيها المفاهيم لا تعني بالضروره الاصلاح والحقيقه حتى لو جاءت بروافعهما , وعقدت الصلات بالرموز والمقولات الدينيه في الرساله السماويه او في وحي الله الى رسوله, فهي تعبر عن تناقضات عصراحتدام صراعات وتناقضات الفئات و الشرائح والطبقات داخل المجتمع المتحول و ثم بين المجتمعات المتحوله في اعادة التشكل والنمو, استثمرت غياب الفرز والفوارق والتمييز بين ما هو وحي من الله وبين ما هو وحي من العقل والنفس, وبشكل متعمد ومقصود في خدمة صراعاتها, وعلى سبيل المثال لا الحصر بعد نشوء الدوله الاسلاميه الاولى فضلا عن الصراع والتناقض بين مصالح الطبقات والشرائح الصاعده للمكونات القبليه والاقوام والشعوب في عصورالدوله الامويه والعباسيه والاندلسيه، ثم الفاطميه... وسقوط مشاريعها الحضاريه, والعصورالايوبيه والمملوكيه والبويهيه والسلجوقيه والصفويه والعثمانيه مع ما تحمله السلطنات الاخيره من دلالات على تردي وسقوط للحضاره وفشل المشاريع بسب ذات التشبث بتلك المفاهيم والرؤى المتصله بوحي العقل والنفس في مرحله معينه سابقه, واقصاء وقتل الرؤى الجديده ومشاريعها مما اعاق نمو قوى العمل المتحوله الى قوى الانتاج وتحقيق التراكم الضروريان لحماية الانجازات الجديده..اذ ان ما للعمل من دور اساسي بالمعرفه مثل ما للمعرفه من دور اساسي في العمل فهما وجهان لحقيفه واحده اسمها الانسان الخليفه, لذلك ليست المذاهب وفروعها سوى اجتهادات وانجازات انسانيه خاضعه للتغييروالتطوير وخاضعه للصح والخطأ في مديات مفعولها الحقيقي المرحلي, تتضائل الحاجه اليها و تنتفي عند انتقال الصراعات الى مستويات اخرى جديده بحكم سيرورة الزمان والمكان وبحكم تراكم المتغيرات في الصيروره الانسانيه, اذ انها ليست وحيا من الله وانما هي وحيا من النفس والعقل ,وان ما يبنى عليها من تيارات وحركات فكريه و سياسيه وسلطات وانظمه هي عملية ادلجه للدين الممذهب او المفقه, اي من وحي العقل والنفس في عصره في خدمة المصالح المتناقضه والمتباينه للافراد والمجموعات, وفي كل الاحوال لم تصل العمليه الفكريه والمعرفيه السعة اللازمه بما ندعوه اليوم بالايديولوجيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah