الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن حياة وكفاح الشهيدة عايدة ياسين

سعدي ألسعداوي

2022 / 1 / 9
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


كان النفوذ ألشيوعي واليساري في العراق البلد النفطي والبلد ذو الأهمية الجيوسياسية أمرا مقلقا للاحتكارات والرأسمالية العالمية ولذلك سعت تلك القوى بقوة منذ الخمسينات والستينات من القرن الماضي لكبح ألنفوذ ألشيوعي واليساري وكان أهم تلك ألمحاولات ،مجازر مابعد أنقلاب شباط 1963والتي على الرغم من قساوتها لم تتمكن من أستئصال نفوذ اليسار والشيوعيين الذين عادوا كأهم قوى ألمعارضة بعد سنتين من ذلك التأريخ وشهدت تلك المرحلة تحول العديد من القوى ألقومية نحو أليسار عندها بدأت ألاحتكارات وشركات النفط والرأسمال العالمي بالاعداد لمرحلة جديدة مهدت هذه القوى طريق ألسلطة لشخصية ريفية تمتاز بالقسوة ألمفرطة.فهذه ألمهمة كانت تتطلب قاتل محترف أهلته واعدته لتسلم ألحكم تدريجيا في ألعراق حتى تسلم ألحكم ألمطلق بعد (ليلة السكاكين الطويلة)(1) آلتي ذبح بها رفاقه القدماء والتي سبقتها وتبعها حملة دموية أستهدفت منظمات ألحزب ألشيوعي العراقي بدأت من جنوب العراق في أواخر عام 1977 وتصاعدت بعد بيان اللجنة المركزية في آذار 1978 واعدام ألشيوعيين العسكريين آيار من نفس العام بتهم مفتعلة ومزيفة،وكانت أللجنة ألمركزية للحزب ألشيوعي قد قررت في أجتماع آذار ترحيل ثلث أعضاء أللجنة ألمركزية غير أن أرهاب وقمع ألنظام تواصل واشتد حيث تعرض مايزيد عن100 ألف عراقي ،معظمهم من ألشباب لاجراءات ألاحتجاز والاعتقال لارغامهم على ألتوقيع على (ألمادة 200)ألتي تنص على ألحكم بإعدام من يعود منهم للعمل في ألحزب ألشيوعي ألعراقي وفي نيسان من 1979 تم أقتحام مقرات ألحزب ألشيوعي ومقرات جريدته (طريق ألشعب) لتطوى صفحة ألجبهة ألوطنية رسميا بعد أكثر من عام من ألملاحقات والاعتقالات .
عند حلول نهاية آب من عام1979 كان في بغداد عضوا وحيدا من أللجنة ألمركزية للحزب ألشيوعي ألعراقي يدير بقايا حزب مثخن بالجراح منظماته مشتته ومطاردة من قبل نظام صدام والعديد من رفاقه في ألسجون أو مشردين عن بيوتهم يواصلون ألعمل ألسري في ظروف خطيرة وشبه مستحيلة، بعد أن تخلى أثناء فترة ألتحالف والجبهة ألوطنية عن أهم مصادر قوة ألحزب ألشيوعي وهي سرية تنظيماته وكانت عضو أللجنة ألمركزية ألوحيد في بغداد والتي تدير ألعمل ألحزبي بشكل سري هي أم علي (عايدة ياسين) ألى جانب عدد من ألكوادر ألتي نجت من ألضربة وعملت (عايدة ياسين) على تجميع ألمنظمات والكوادر ألناجية من بغداد ومحافظات ألوسط والجنوب وتولت ترحيل ألعديد من ألكوادر ألشيوعية ألمكشوفة والمهددة بالاعتقال عبر ألأردن وسوريا وعبر كردستان
من هي عايدة ياسين !
ولدت عايدة ياسين لاب كادح من أبناء ألبصرة أنحاز في حياته للحزب ألشيوعي وكان يقوم بنقل بريد ومراسلات ألحزب ألشيوعي في سيارته ألتاكسي وكان أبا فخورا ببناته وخاصة عايدة ألتي أحترفت ألنضال في ألحزب ألشيوعي في فترة مبكرة من شبابها فانظمت للجان ألدفاع عن ألجمهورية(ألمقاومة ألشعبية) في ألسنوات ألأولى لثورة 14 تموز وعملت في رابطة ألمرأة ألعراقية وعند نجاح ألثورة ألمضادة في ألأطاحة بالنظام ألجمهوري ألفتي أثر أنقلاب شباط 1963 أضطرت عايدة للرحيل عن مدينتها ألبصرة حيث كانت عضوا في لجنة . ألحزب ألمحلية وانظمت عندها لتنظيمات ألحزب ألسرية في بغداد لكي تبدأ فصلا جديدا من ألكفاح وساهمت في قيادة منظمات ألعمل ألسري ألتي أعادت بناء منظمات ألحزب ألشيوعي واقترنت في منتصف ألستينيات 1965 من ألقرن ألماضي ببهاء نوري ألذي كان آنذك عضوا في ألمكتب ألسياسي أللحزب وواصلت نضالها أثر ألأنقلاب ألبعثي عام 1968وقادت تنظيمات ألحزب ألنسائية أثر محاولات ألنظام ألبعثي تصفيتها خاصة أثر حملات ألقمع والاعتقالات عام 1969،وعام 1970 وفي ألمؤتمر ألثالث عام 1976 أنتخبت عايدة ياسين لعضوية أللجنة ألمركزية للحزب لتصبح ثالث أمرأة عضوا في لجنته ألمركزية منذ تأسيسه بعد (أمينة ألرحال) أول أمرأة في أول لجنة مركزية بين عامي 1941وحتى 1943 ومن ثم (نزيهة ألدليمي) ألوزيرة في عهد عبد ألكريم قاسم
أدركت (عايدة ياسين) أن قيادتها لمواجهة ألحزب ضد ألنظام ألفاشي عام 1978و1979 كانت ألأقسى والأهم في مسيرتها ألكفاحية ولكنها لم تتردد في ألبقاء في قلب بغداد وإدارة أ لعمل ألسري للحزب وكانت قد تهيأت لذلك حيث أستثنيت من حضور أجتماعات أللجنة أللجنة ألمركزية منذ نهاية 1978 لضرورات ألعمل ألسري ،أضافة لآخرين من قادة ألتنظيم في ألمحافظات
خلال ألشهور ألأخيرة من ألعام 1979 أستطاعت مجاميع من ألشيوعيين بأرساء ألقواعد ألأولى لحركة ألأنصار ألشيوعيين واستطاعت (عايدة ياسين) تامين سلامة ألعديد من ألكوادر ألمطاردة بأرسالهم ألى قواعد ألأنصار ألشيوعيين ألجديدة وكذلك تمكنت من أرسال عدد آخر من خلال ألدول ألمجاورة ،لم تكن (عايدة ياسين) من قادة ألعمل ألسري أللذين يقبعون في مكان أختفائهم كالسلاحف بل كانت قائدة ميدانية في نشاط متواصل، فهي تلتقي مع كوادر موثوقة أطلق سراحها من ألمعتقل(2) لتتعرف على حجم معلومات ألنظام واحيانا، أسباب ألأعتقال واحيانا طرق مساعدة هذه ألكوادر للخروج من ألبلاد أو ألتوجه لقواعد ألأنصار في كردستان ،حتى أنها كانت تقوم بالعديد من ألأشرافات حتى في تلك ألظروف ألصعبة .
وتؤمن في ذات ألوقت ألصلة والمراسلات مع ألخارج وكردستان وفي كردستان كان زوجها عضو أللجنة ألمركزية للحزب آنذك قد عاد من خارج ألعراق ودخل ألبلاد سرا ألى قواعد ألأنصار ، وقد أرسل لها مناشدات متكررة في ربيع 1980 للصعود ألي كردستان بعد محاولات ألحكم ألفاشي تضييق ألخناق على (عايدة) واعتقالها ألآ أنها كانت ترى ضرورة وجوده بغداد ،غير أن ألملاحقات أشتدت بعد بداية 1980في ظل ستار من ألصمت ألأممي حتى تمكنت ألسلطة ألدكتاتورية من أعتقال ( عايدة ياسين) في منتصف تموز يتحدث ألشهيد (هيثم ألصگر))3 ألذي كان مراسلا حزبيا ومساعدا للشهيدة (عايدة) عن حادث أعتقالها حيث ذهبت لموعد ما في عيادة أحد ألأطباء من رفاق ألحزب وتم أعتقالها أثر ذلك وتم تغييبها أثر ذلك حيث لايعرف موعد محدد لاستشهادها ولتنطوي صفحة حياة أمرأة شيوعية عراقية قضت حتى ساعة أستشهادها مدافعة عن قيمها ألنبيلة ومانحة حياتها من أجل تلك ألقيم ألوطنية والإنسانية،
كان دائما ألي جانب ألشهيدة عايدة ياسين ،عدد مهم من ألكوادر ألنسائية ألتي لعبت دورا هاما في مواجهة ألحملة ألفاشية بعد 1978و1979 ومنهم ألشهيدة زهور أللامي، والشهيدة رمزية جداع و بخشان زنگنة ألكادر ألشيوعي وعضو ألبرلمان ألكردستاني لاحقا، وتميزت تلك ألاعوام أثر حملة ألقمع ألفاشية بدور هام جدا للفتيات والنساء ألشيوعيات مما أدى ألي أستشهاد ألعشرات منهن في عقد . ألثمانينات وسنبحث ذلك في منشور لاحق.


الهوامش:
1) ليلة ألسكاكين ألطويلة يقصد بها عملية ألتصفية والتطهير ألتي وقعت في ألمانيا ألنازية والتي سعى من خلالها أدولف هتلر لتصفية مراكز ألقوى ألمنافسة ألتي كانت تمثلهم قيادات في قوات ألعاصفة وااغتيالهم بدعم من قوات أس أس وهملر لينفرد هتلر بالسلطة .
2) يذكر ألكادر ألشيوعي ألطلابي وعضو أللجنة ألمركزية ألسابق للحزب ألشيوعي أثر ألمؤتمر ألخامس (حسن ناجي) يذكر أنه أثر أعتقال مسؤوله ألحزبي أواخر 1979 فوجئ بألشهيدة عايدة ياسين في ألموعد ألأحتياط وابلغته أنها ألتقت مسؤوله بعد أطلاق سراحه وانها أمرته أن يختار بين ألتوجه ألى كردستان أو ألى خارج ألعراق لوجود مخاطر وشيكة قد تؤدي لاعتقاله وكانت تستطيع تدبير كلا ألخيارين له .
3) هيثم ألصگر كادر حزبي عمل مع ألشهيدة عايدة ياسين حتى أعتقالها واستطاع بعد ذلك ألوصول ألى بيروت ثم عاد ألى ألعراق مجددا ليلتحق بالانصار ألشيوعيون واستشهد في معركة في منطقة بهدينان
4) لم يتوفر لكاتب ألمنشور أللقاء بالشهيدة عايدة أثر حملة ألقمع 1978 ومابعدها غير أنني كنت على تواصل مع ألشهيدة رمزية جداع (أم آيار) في عام ألثمانينات من ألقرن ألماضي وكانت ألشهيدة أم آيار من أقرب مساعدات ألشهيدة عايدة ياسين حسب ماعرفت لاحقا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجداً للشهيدة عايدة ياسين
نجاح عبد الكريم ( 2022 / 1 / 10 - 00:44 )
تحية للشهداء وكل المغيبين من الشيوعيين العراقييين/ لم أكن أعمل في التنظيم الحزبي لخلافي مع الحزب حول قيام الجبهة المشؤومة مع البعث / عدت للعمل سنة 1979 بعد أن أتصل بي الرفيق ابو ستار ( عثمان عزت ) عضو ل م وطلب مني العودة للعمل في قيادة تنظيم بغداد . المهم رجعت للعمل والسبب الأساسي هو كرهي للبعث ووقوفي ضد الجبهة وليس قناعتي بسياسة ونهج الحزب !!! وكنت على علم أن قيادة الحزب هي المسؤولة كل المسؤولية عن تدمير تنظيمات الحزب وفق خطة موسكو وجعل البعث هو الحزب الوحيد الذي تتعامل معه (وحسب نهج موسكو كانت تفضل البعث على الحزب الشيوعي وهذا موثق حسب وثائق وأرشيف الحزب الشيوعي السوفييتي الذي تم الكشف عنه والمعروضة في موسكو وكل شخص يستطيع الوصول اليها اذا ذهب الى هناك الكائن ( في موقع المدرسة الحزبية للتدريس كواد الأحزاب الشيوعية سابقاً في موسكو)وكنا نحن الشيوعيين كبش فداء لسياسة موسكو ,, والنتيجة واضحة النهاية المخزية للدولة السوفييتية التي أدارها خونة المبادئ طيلة 70 عاماً وبعد قتل قائد الثورة لينين ,,


2 - 2مجداً للشهيدة عايدة ياسين
نجاح عبد الكريم ( 2022 / 1 / 10 - 00:46 )
,, حيث حولوا المبادئ تجارة أسلحة ونفوذ بين الغرب الأستعماري والشرق المتمثل بسلطة رأسمالية الدولة الفاشية. ,, فكانت لدي معلومات أكيدة عن سبب اعتقال الرفيقة الشهيدة , والسبب هو كونها كانت مكشوفة للعدوا , وقيادة الحزب الشيوعي سلمت هذه الرفيق الشجاعة كل التنظيمات في بغداد إلى ما ندر من بعض الشتات البسيط من التنظيم الذي لم تستلمه لكان قد أنتهى مثل باقي التنظيمات التي جرى تصفيتها أما بالاعتقال والقتل أو تحت توقيع وثيقة البراءة من الحزب الشيوعي ( عدم العمل في تنظيمات الحزب الشيوعي) (ومن التاريخ المخزي لسياسة قيادة الحزب الشيوعي أنها كانت تبرر التوقيع أو أعطاء التعهد أو البراءة) حيث الكثير من ضعاف النفوس أوهم الحزب أنه أعطى تعهد وخرج من الأعتقال والحقيقة غير ذلك حيث يجري الأتفاق مع هؤلاء الخونة ليصبحوا مندسين في التنظيمات الجديدة بعد أنهار التنظيم القديم !!! ما تبقى من تنظيمات بغداد , (( لماذا جرى أختيار عايدة ياسين لهذه المهمة الصعبة وهم أي قيادة الحزب غادروا مهزومين جبناء وتركوا ساحة العمل في بغداد لرفيقة طيبة وشجاعة كانوا يعرفون جيداً أنها ستموت تحت ايدي الفاشست الجبناء ..


3 - 3مجداً للشهيدة عايدة ياسين
نجاح عبد الكريم ( 2022 / 1 / 10 - 00:47 )
عملت في تلك الفترة على أنقاذ الكثير من الرفاق وأوصلتهم الى الموصل ومن هناك الى كردستان وكل هؤلاء الرفاق كانوا من التنظيمات الناجية والتي حالفها الحظ أن لا تقع بيد الفاشية البعثية ,, ,,
وعايدة كانت ضحية خداع من قبل العدو الفاشي لم يعتقلها في البداية وظل يراقبها لشهور وعرف العدو من خلال هذه المراقبة تقريباً كل التنظيمات التي تقودها الرفيقة عايدة وتم أعتقالها وأعتقال كل التنظيم الذي كشفوه من خلال تحركهم خلف الشهيدة عايدة ياسين ,, بحيث جرى تصفية كل تنظيمات الحزب التي هي كانت تشرف عليها او تقودها ,, وهذا ليس استخفاف أبداً بالرفيقة الشهيدة ولكن قيادة الحزب هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة في تدمير تنظيمات الحزب في تلك الفترة , وهذا الأمر يسري حتى الآن وبعد الاحتلال وسقوط الطاغية حيث يجري نفس السلوك المريب والخياني من حضورهم مؤتمر لندن وسفر ابو داوود الى واشنطن و من ثم دخولهم بمجلس بريمر والدخول بالعملية السياسية التي دمرت العراق وسلمته بيد يعتبرها الشعب العراق زبالة ونفايات قوى الظلام والرجعية .....

اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام