الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فواجع حوادث الطرق في اقليم الاهواز بين الاهمال والتهميش، والمظاهر المسلحة

امير حويزي

2022 / 1 / 14
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


مجموعة نشطاء عرب الاهواز التقدميين (عاتق) -

ان توفير الخدمات الاساسية والعامة كالمياه الصالحة للشرب والكهرباء وشبكات الطرق الحديثة الآمنة والجسور في اي بلد هي من حقوق المواطنين الطبيعية في جميع بلدان العالم. وتعتبر هذه الحقوق في الحقيقة من مستلزمات الحياة المدنية العصرية. وقد ضمن القانون الدولي ومواثيق الامم المتحدة هذه الحقوق، كما جاء في الاعلان العالمي لحقوق الانسان لعام 1948. إذ تؤكد المادة 3 للاعلان المذكور على ان "لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي الأمان على شخصه". كما تؤكد المادة 22 على ضرورة "توفير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ..." للمواطن. وهذا يدخل في اطار اقامة مجتمع عادل، متكافىء ومتقدم، ليس من الناحية الاقتصادية والاجتماعية فحسب وانما من ناحية تطوير البنى التحتية الحديثة اللازمة لضمان سلامة وأمن المواطنين.

تكاد تكون هذه الحقوق فی كثير من بلدان العالم الثالث وخاصة تلك التي تنعدم فيها المشاركة الديمقراطية والشعبية الحقيقية في صنع القرار كما هو الحال في ايران، معدومة او مطبقّة بشكل جزئي لا يغير من واقع الحال كثيرا. فبسبب هذا الوضع وعدم التوزيع العادل للثروة والموارد، تفتقر هذه البلدان الى بنى تحتية متينة ومتطورة تلبي احتياجات ومستلزمات سكانها في مختلف المناطق والاقاليم. وهذا بدوره يتسبب بفواجع وعواقب وخيمة تضر بمصالح المواطنين وتهدد سلامتهم وحياتهم وخاصة في المناطق والاقاليم المهملة والمهمشة التي تقطنها عادة الاقليات والقوميات العرقية مثل مناطق الاهواز، بما في ذلك مناطق اللر والبختيار، وكردستان وبلوشستان واذربايجان والتركمان وغيرها.

من بين الامور المؤسفة التي تحدث بانتظام واستمرار وتعرض حياة المواطنين للخطر هي حوادث السير على الطرق الرئيسية كما حدث مؤخرا على طريق المحمرة – اهواز وكذلك اليوم على طريق بهبهان – اهواز. ففي الحادث الاول اصطدم عدد من السيارات ببعضها في حادث مروع راح ضحيته عشرة اشخاص من المواطنين العرب. اما في حادث اليوم فقد اشتعلت النيران بعدد من السيارات بعد اصطدامها ما اسفر عن سقوط ضحايا بين المواطنين لم يعرف عددهم بعد. يذكر ان الحادث الاول أشعل موجة من الغضب بين الاهالي الذين قاموا على اثره بتجمع احتجاجي عفوي ضد تكرار مثل هذه الحوادث الناجمة عن الاهمال وعدم تحديث الطرق وقوانين السلامة والاشارات الخاصة بنظام السير والمرور. وحسب الانباء الواردة توافدت اعداد غفيرة من المواطنين من المناطق المجاورة وغيرها في الاقليم الى مكان الحادث في تضامن وتلاحم غير مسبوق. ومن اللافت انضم اليهم عدد من المواطنين البختياريين للتعبير عن دعمهم و تضامنهم مع اخوتهم العرب واهالي الضحايا.

صحيح ان حوادث الطرق والسير تحدث في مناطق اخرى من ايران ايضا، لكن الارقام والاحصائيات والتقارير تشير الى ان مثل هذه الحوادث تحدث بازدياد في المناطق المهمشة والمحرومة من البلاد اكثر من سواها. وهذا يدل على ان الاسباب تختلف جوهريا في الحالتين. فحوادث من هذا النوع هي في الحقيقة ناجمة عن التمييز الذي يُمارس ضد الاقاليم المحرومة، وعدم تخصيص الميرانية اللازمة لها لتطوير المشاريع الخدمية والعمرانية والتنموية. لذا من الصعب فصلها عن الاوضاع العامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للاقاليم ومن بينها اقليم الاهواز. فمشاكل الاقليم المزمنة مرتبطة ببعضها، والاوضاع المتردية في كافة المجالات والقطاعات تؤثر سلبيا على بعضها البعض ما يؤدي الى تفاقمها، تاركة عواقب وخيمة، كما حدث مؤخرا واليوم.

ان من حق المواطنين التجمهر والاحتجاج ضد السياسات التي تؤدي الى مثل هذه الحوادث والمطالبة بايجاد حلول ناجعة لمشاكلهم. وهذا يظهر النضوج الفكري ومستوى الوعي الرفيع لدى الجماهير الاهوازية التي تدرك الاسباب الحقيقية وراء هذه الفواجع و الارتباط العضوي بين ما يجري من تطورات واحداث في مختلف القطاعات والمجالات. اظهر المحتجون، في غالبيتهم، انضباطا ومستوى عال من ضبط النفس محافظين على سلمية احتجاجهم. لكن للاسف فقد تخللت تلك الاحتجاجات السلمية مظاهر مسلحة وشعارات متشددة من قبل فئة محدودة من الاهوازيين تسعى عن علم او جهل الى حرف القضية عن مسارها الصحيح عن طريق ادخال عنصر التطرف فيها خدمة لمصالح ذاتية وفئوية.

نود هنا ان نقولها بوضوح وبدون التباس ان سلوك وتصرفات هؤلاء غير المسؤولة وغير المبررة لا تمثل شعبنا المناضل ولاتعكس مطالبه واهدافه العادلة، وعلى كل المناضلين والناشطين من كل الاتجاهات الفكرية والسياسية التصدي لها. ان هذه الممارسات لا تعود الا بالضرر على قضية الشعب الاهوازي العادلة وتقدم ذرائع للنظام والقوى القومية الفارسية الشوفينية لقمع الحركة الجماهيرية السلمية، ومسوغا لتوجيه الاتهام للمحتجين والنشطاء بالتبعية للخارج وتبنّي مظاهر العنف. ان هذه التصرفات من شأنها ان تنسف كل الانجازات التي حققتها الجماهير بتضحيات ابنائها بالارواح والدماء طوال عقود من النضال وخاصة في السنوات الاخيرة وخلال انتفاضة العطش في تموز من العام المنصرم.

نحن اذ ندين بشدة ونرفض شكلا ومضمونا سلوك وتصرفات هذه العناصر والفئات وما تروج اليه من مظاهر مسلحة وما تطلقه من شعارات شعبوية لاواقعية تلحق الضرر بالقضية ومبادئها الاساسية، نحمل في ذات الوقت نظام الجمهورية الاسلامية مسؤولية هذه الحوادث المفجعة ونلزمه بمعالجة الاسباب الجذرية لهذه الحوادث وتحسين البنية التحتية في اقليم الاهواز وكذلك المناطق المهمشة في كافة انحاء البلاد تفاديا لتكرارها. كما ندعو كافة النشطاء والمناضلين باخذ زمام المبادرة وعدم السماح لهذه الفئات بمصادرة القرار الاهوازي حفاظا على سلمية الاحتجاجات ومدنيتها من اجل تحقيق اهداف وطموحات الشعب العادلة.

مجموعة من نشطاء عرب الاهواز التقدميين (عاتق)
10 يناير/شباط 2022
20 دیماه 1400








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال