الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يعرف المسلم انَّ -القرآن ألأول - كان كتاب -نصراني - ؟ الجزء الخامس - فصول الكتاب المقدس في القرآن -

نافع شابو

2022 / 1 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل يعرف المسلم انَّ -القرآن ألأول - كان كتاب -نصراني - ؟ الجزء الخامس

فصول الكتاب المقدس في القرآن

نافع شابو

مقدمة
ذكرنا في مقالاتنا السابقة عن موضوع انتشار المسيحية بين العرب منذ القرن الأول والثاني الميلادي ، ويذكر كاتب سفر اعمال الرسل البشير "لوقا " نزول الروح القدس على تلاميذ المسيح في يوم العنصرة (يوم الخمسين عند اليهود)، وكان في اورشليم حين ذاك أناس اتقياء من اليهود وعيلام ومادية وبرثية وما بين النهرين واليهودية وكبدوكية وبنطس وآسية وفريجية وبمفيلية ومصر ونواحي ليبيا المجاورة لقيرين ، ورومانيون وكريتيّون وعربٌ.

يقول الباحث التونسي ألأستاذ "خالد بلكين " عن "الكتاب النواة " الذي حوله محمد إلى مصحف:

"في القرن الثاني كانت كتب المسيحية من اصول آرامية(سريانية ) قد اخذت تنتشر في الهلال الخصيب
وقد يكون احد هذه الكتب "الفصول" قد ظهر بعد القرن الثاني . ومع اواخرالقرن الثالث كان العرب بمختلف مذاهبهم بحاجة الى ما يتعبدون به بلغتهم ، كما يفعل اليهود والسريان .

بدأوا بتوليف وترجمة من الأسفار الدينية لليهودية والمسيحية الى جانب بعض القصص الخاصة باخبار وانبياء العرب وكتبوها بالخط السرياني المعرّب . كان الكتاب السرياني " المرقّمُ الفصول" من بين الكتب التي ترجموها . مرّ، هذا الكتاب، من ناسخ الى ناسخ ، ومن كاهن الى آخر ، فحدثت أخطاء في النسخ ، كما كان يحدث في ذلك العصر مع جُلِّل الكتب. ثمّ تحوَّل الكتاب خطّا ولغة الى العربية . ظهر"مُحمّدٌ" في بداية القرن السابع ، وقع الكتاب بين يديه ، ثم مجموعة من تلك الصحف العربية المسيحية . واغلب الصحف التي كانت من نصيب محمد من تحرير وجمع تيار عربي مسيحي عتيق لم يعرف ألأسفار التي في الكتاب المقدّس الذي بين أيدينا . جادل فرقا مسيحية عتيقة لم تكن منتشرة بشكل واسع (هرطقات مسيحية)، ويتمسّك بالكثير من أحكام الشريعة اليهودية ، يُنزِّهوا الأنبياء وينكرون بنوة المسيح او ألوهَيّتَهُ. كان عدد حروف تلك الصحف : 1027000 حرف . وعدد آياتها 17000 . ثُمَّ حاز "مُحمّد" 7 صحف منها "المشناة" عندما كان في المدينة ، أدخل النبي "محمد" واصحابه تعديلات على الكتاب على مدى سنوات . تم حذف بعض النصوص الأصلية من الكتاب، خصوصا فصوله ألأولى ، ثم تعويضها بنصوص من الصحف العربية المسيحية . قام محمد واصحابه باحداث تغيرات على الكتاب الأصلي "النواة" . ولكن سيكون الكتاب الجديد (المصحف) فيه بقايا من الكتاب القديم . فالكتاب ألأصلي حدث فيه التعدليلات التي طالت الكتاب الأصلي ، حيث تم حذف بعض النصوص ألأصلية من الكتاب الأصلي وتعويضها بنصوص من الصحف العربية المسيحية . كما اضيفت بعض المواد التي ترجمها "زيد بن ثابت " من صحف المشناه اليهودية ، ثُمّ أُضيفت نصوص طريفة (اصلية ) تحكي شيئا من سيرة محمد .
وهكذا تحوّل الكتاب ( المُرقَّمُ الفصول )الى "مُصحف "على مدى سنوات ،على يدي "محمد " واصحابه.
قبل الأسلام ببضعة قرون ، تم تأليف نصوص دينية باللغة العربية الفصحى ، كتبها مسيحيون عرب من مذاهب مختلفة في منطقة الهلال الخصيب .من بين تلك المؤلفات الدينية كتاب يسمى "الكتاب النواه" يقع في 113 فصلا تمّ ترقيمه بالحروف الأبجدية ، وهو النظام الذي كان سائدا في الكتب الدينية في ذلك العصر . سيمر الكتاب "النواة" قبل نشأة الأسلام من رجل دين الى آخر ، ومن ناسخ الى نساسخ ، اختلفت الخطوط وجودة الكتابة ، واختلفت المهارات في قراءة النصوص..
وفي الأثناء ، سيقع فسخ بعض ألأرقام ، وسيتعرض بعضها الى التصحيف ، كأن تتحول (لام طاء ) الى (حاء ميم )، في حين "ستُستغل بعض تلك الحروف الترقيمية في أولى كلمات بعض السور ، كما انَّ بعضها سينقلب الى كلمات عادية ، كأن تتحول (قاف ياء جيم) الى كلمة (قل).
تعرَّض الكتاب الى اكثر تلك التشويهات النصية قبل ان يقع بين يدي "محمد" بن عبدالله في مكة . أعلن أنّه نبي في قومه . ووجد بعض المريدين من المستضعفين .
في فترة لاحقة ، كان رجل مسيحي يقال له "دحية الكلبي "، يأتيه بين الحين والآخر بمجامع من صحف أخرى قديمة ، في إطار التبشير بمذهب مسيحي ينكر ألوهة المسيح أو بنوته ، وهو بذلك مذهب يعادي كنيسة بولس (الرسول) العداء الشديد .
الصحف التي جاء بها " دحية الكلبي" عربية فصيحة بدورها ، أكثرها من بلاد الشام ، كتبها دُعاة و"أنبياء" سابقون عرب ، أغلب معارفهم منقولة عن كتابات ألفها أحبار اليهود بعد ان أخطأوا في قراءة بعضها وفهمها وترجمة معانيها .
[راجع قصة دحية الكلبي في التراث الأسلامي ،الذي كان يظهر لمحمد على هيئة ملاك جبريل .وها هي الدراسات المعاصرة تؤكد لنا انّ دحية الكلبي هو صاحب الكتاب الذي اخذ محمد منه ، بينما محمد كان يدّعي ان ملاك يظهرله على صورة دحية الكلبي ويلقنه القرآن من اللوح المحفوظ].

لماذا القول بانّ الكثير من نصوص القرآن نتاج سوء قراءة وفهم وترجمة ؟

المثال الأول : تصحيف في آية مرور الجمل من ثقب ألإبرة
يقول الباحث "خالد بلكين " في كتابه "تاريخية الدعوى المحمدية " : "التاثيرات المسيحية لاتتوقف هنا ، فألأحالات على التراث المسيحي من كُلّ حدب وصوب كثيرة جدا . ألأناجيل ، كتابات الرسل ،ألأناجيل المزيّفة (المنحولة وتسمّى ابو كريفا ) وهي متعددة وكانت تتجول بكثر في تلك الفترة ، بل حتى آثار آباء الكنيسة .(راجع مقال للكاتب بعنوان مصادر القرآن كما في الموقع التالي )
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=651144

المسيح ك"كلمة " الله تستعيد "لوغوس" باللغة اليونانية ، (راجع أنجيل يوحنا الفصل الأول ألآية 1: في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله .). جاء في القران في سورة النساء 171" إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ".

وآية مثل " وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ "(سورة الأعراف ألآية 40). تستعيد صورة من صور الأناجيل معروفة حول صعوبة أن يدخل الغني الملكوت .يقول يسوع المسيح : وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضًا: إِنَّ مُرُورَ جَمَل مِنْ ثَقْب إِبْرَةٍ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!»." متى 19: 24
عودة الى كيفية تشكّل المصحف
الصحف التي جاء بها " دحية الكلبي "عربية فصيحة بدورها ، أكثرها من بلاد الشام كتبها دعاة وأنبياء سابقون عرب ، أغلب معارفهم منقولة عن كتابات ألفها أحبار اليهود بعد ان أخطأوا في قراءة بعضها وفهمها وترجمة معانيها . كان أكثرها مستورا ممنوعا ، وهي أضعاف ما بين ايدينا اليوم من "قرآن"!!.
الكتاب "النواة" مثل "ألكتاب ألأم" عند النبي ، وقد رأى أنّ تفصيله في الصحف التي جاء بها "دحية الكلبي " ، او لنقل في (صحف القرآن).
بدأ النبي يقرأ صحف القرآن قراءة جماعية مع اصحابه الأوائل ، وقد نجحوا في قراءة أكثرها ، في حين تشابه عليهم بعضها . ذلك أنّ الصحف كتبت بخط عربي خال من علامات الضبط ، وبحروف متشابه يمكن الخلط بينها بسهولة . هذا الى جانب ما تعرّضت له تلك الصحف من تشويهات بسبب أخطاء النساخ والقراء .[راجع مقال للكاتب عن مراحل تطور القرآن في الموقع التالي].
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738961
كان النبي واصحابه يجمعون نصوصا من الصحف توافق العقيدة التي بشر بها دحية الكلبي!!! ، يكتبونها في رقاع ، ثم يضيفونها الى الكتاب النواة [جمع القرآن زمن محمد قد يعني : إختيار نصوص من الصحف العتيقة لتُجمع بين دفتي المصحف .شاهد الفيديو الذي يوضح اقحام رقاع جديدة منقولة عن الصحف العتيقة الى المصحف الذي كان بصدد التشكُّل]. كما يحدث أن يتم فسخ بعض نصوصه ألأصلية لتُكتب مكانها أُخرى ، طريفة(أصلية) كانت ،أو منقولة من صحف القرآن .[ المقطع يُجسّد إقحام النبي
. داخل الكتاب المُرقم اي الكتاب النواة Original اي نصوص طريفة ، اصلية لنصوص من تاليفه
اي المصحف الذي بصدد التشكُّل ] .
يضيف الباحث خالد بكلين كلام خطير فيقول : ذلك ما أرى أنّه معنى النسخ زمن محمد . فالنسخ آنذاك يعني فسخ نصوص من الكتاب " النواة ". كان النبي وأصحابه يجمعون نصوصا من الصحف توافق العقيدة التي بشّر بها دحية الكلبي !!!، يكتبونها في رقاع ، ثم يضيفونها الى الكتاب النواة . كما يحدث أن يتم فسخ(نسخ) بعض نصوصه ألأصلية لتكتب مكانها أخرى طريفة (أصلية ) كانت او منقولة من صحف القرآن .
غير أنَّ النبي ترك بعض ما فيه ، خصوصا السور سريعة الأيقاع التي تشبه سجع الكهان ، كالمعوذتين والذاريات والقارعة وما شابه . وبعد ان هاجر النبي الى المدينة ، وقعت بين يديه 7 صحف من المشناة ، وهي شروحات أحبار اليهود على التوراة ، وما يقال إنّ شريعة تلقاها موسى ولم تُدوّن ، لكنها تنوقلت شفاهيا .
سيترجم زيد بن ثابت تلك الصحف اليهودية ، ثم يؤلف منها النبي مقاطع يحاكي فيها أسلوب صحف القرآن ، وستجد مكانها في أول " الكتاب النواة "، لتعرف لاحقا بالسبع المثانى وبالسبع الطوال
ذلك جميعا الى جانب نصوص طريفة ألفها النبي حكى فيها شيئا من سيرته ، مثل مغازيه وما كان مع اصحابه وزوجاته ..
وهكذا تشكّل "المصحف " شيئا فشيئا على مدى حوالي 20 عاما إنطلاقا من "كتاب النواة "، إذ بقيت بعض نصوصه الأصلية من (الكتاب النواة ) ، ثم أُضيفت له مواد من صحف القرآن (وهي صحف عربية قديمة تمَّ تأليفها قبل الأسلام أكثرها من بلاد الشام ) التي ستُعرفُ بالقرآن المكي ، ثُمّ مواد اخرى من المشناة اليهودية(7صحف) ، ونصوص طريفة الّفها النبي نفسه ، وذلك ما سَيُعرف بالقرآن المدني. ما وقع لاحقا كان انزياحا لغويا تمَّ فيه اطلاق اسم الجزء على الكُل ، بحيث صار اسم القرآن على ما كُلِّ في المصحف .
مات النبي وترك المصحف مجموعا مرتب السور ، كما ترك (صحف القرآن ) و( صحف المشناة) ايضا . وسوف نسمي ما سوى المصحف ب( الصحف العتيقة ) إختاصرا .
وفي خلافة عمر ، تكاثر عدد المسلمين ، فأرسل عمر في السنة ال 17 هجرية معلمين الى الكوفة والبصرة والشام ، وكان لبعض الصحابى مصاحفهم الخاصة ، مثل ابن مسعود وأبي موسى الأشعري . في حين احتاج آخرون الى نسخ ، فكلف عمرُ عثمان بالأشراف على لجنة فيها زيد بن ثابت تنسخ المصحف الذي تركه النبي . فانتشر بذلك كتاب المسلمين المقدس في جل اصقاع شبه الجزيرة العربية [الأبحاث الجديدة تقول الأسلام لم ينطلق من شبه الجزيرة العربية بل من الشام والعراق]

وفي خلافة عثمان ، أنتشر خبر وجود الصحف العتيقة بين القراء المتحمسين الشبان ، إذ لم يكن يعلم بشأن وجودها قبل ذلك الا فئة قليلة من الصحابة الأوائل وبعض المدنيين مثل "أبي بن كعب" و "زيد بن ثابت" . فجاء القراء من مصر والعراق ، يطالبون عثمان ب "الوحي" المكتوم ، فكان عثمان أمام خيارين كلاهم صعب :

إمّا أن يُبيدُها أو ان يطلعهم على الصحف فتكون فتنة !!!![ هذا هو التفسير المنطقي لماحدث في قرار عثمان بحرق المصاحف]
بعد أيام عصيبة من المفاوضات تحت حصار القراء المتمردين ، قام عثمان بسلق الصحف العتيقة في الماء الحار والخل !!!، فكانت تلك شرارة البداية لأحداث عظيمة ومروعة(1)

ما هي مراجع القرآن؟

سؤال يعود إليه كريستوفر لوكسنبرغ عالم اللغات القديمة ، بعد العبور باللغة السريانية الآرامية ليقدّم جوابا تفرضه الترجمة: القرآن يعني حرفيا "مجمع فصول"
Lektinaire, Lectionnaire بحيث هو مقاطع مختارة من الكتب المقدسة التي سبق أن ترجمت إلى اللغة العامية "القرشية" (لغة مركّبة نتاج اختلاط العربية والسريانية) لتقرأ بلغة مفهومة. لكسنبرغ يستند إلى سورة يوسف: تلك آيات الكتاب المبين (أي تلك آيات الكتابة مبينة) إنّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلّكم تعقلون (أي تفهمون )/في سورة فصلت : (تنزيل من الرحمان الرحيم1 كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون) لكسنبرغ يقرأ : "كتابة ترجمت في مفاصل عربية": "إنّ علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرأته فاتبع قرآنه ثم إنّ علينا بيانه"(القيامة)(2).
امّا "محمد المسيح " باحث في المخطوطات القرآنية يقول عن القرآن :
القرآن هو القراءة الحقيقية لذلك الكتاب الذي لاريب فيه ، وهو أيضا الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد . جمعت فصول واجزاء منه في العقيدة المسيحية اخذت الكتاب المقدس عن اليهود جملة وتفصيلا ، اي التوراة والمزامير والأنبياء ، واضافت اليه الأناجيل والرسائل مكوّنة الكتاب المقدس المسيحي .
لكن في العقيدة المحمدية اخلتف الأمر باخذها مقاطع وفصول من العهدين القديم والجديد واضافة قصص وامثال أُعتبرت من احسن القصص ، كما جاءت في سورة يوسف ألآية 3.
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴿٣﴾

والأمثال : كما ورد في سورة الأسراء ألآية 89
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴿٨٩﴾
وكذلك التشريعات التي وضعت كقوانين جديدة لتسيير امور الدولة بعد ان تمكن من بنائها [اي اضيفت هذه التشريعات بعد وفاة محمد],
فكما رأينا وجود كلمات لاهوتية ليتورجية من اصل سرياني ارامي لها نفس المعنى في القرآن
(راجع مقال الكاتب الجزء الرابع عن "الليتورجيا في القران" كما في الموقع ادنا)
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743500
ولو حاولنا سردها سنحتاح لساعات وساعات عديدة لذكرها كاملة ، ولانجد في اي اثر فكري او روحي ملموس للعقيدة الوثنية إلّا بعض بقايا تعبيرية قليلة جدا فيما يخص الحلفان على سبيل المثال كموروث ثقافي عربي قديم . ولكن لاتشكّل اي تاثير مهم على فكر التوحيد الموجود في القرآن . ولهذا السبب يمكن القول بدقّة انَّ هذا القرآن الذي بين ايدينا لم يكن موجها للوثنيين عبدة الأصنام والأوثان كما هو معروف بين كُلّ المسلمين ، لكنه خطاب لفئة لها علاقة وطيدة بهذه المصطلحات اللاهوتية والليتورجية ، يعرفون معناها جيدا ، ولايسألون عن مغزاها . القرآن اتى بنفس الفكرة التي كانت موجودة في محيطه وزمانه عند المسيحيين . وكما راينا في الحلقة 113 ، كانت تعتمد في تعليمها وطقوسها وعباداتها على كُتب الفصول والقراءات ، التي تسمى باللغة اللاتينية "ليكسوناريوم " التي ظهرت في القرن الخامس الميلادي
لتتماشى مع الأعياد والمناسبات خلال السنة . أطلق عليها السريان كلمة "قِريانا"، وعُرِّبت الكلمة لتصبح قُرآنا ، او فُرقانا من فَرّقَ ، كما جاء في سورة الأسراء 106

وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ﴿١٠٦﴾

وفرَّق بمعنى قَسَمَ وجزَّء كما جاء في سورة البقرة 50
"وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ"

وفرقان جاء كتفريق أجزاء التوراة والأنجيل لتسهيل الأيمان بالله وآياته كما جاء في سورة آل عمران(3-4).
"نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ﴿٣﴾ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ ۗ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ "﴿٤﴾
وكلمة فُرقان لها معنى آخر بمعنى "الخلاص" والنجاة " كما جاء في سورة ألأنفال 41 ،29
"وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ﴿٤١﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٢٩﴾
وهذا المعنى بالضبط موجود باللغة السريانية الآرامية لكلمة "فُرقانا "
بمعنى خلاص ونجاة وانقاذ ، واعتبرت في الكتب المقدسة بمعنى "فرقانا " تفصل بين الخير والشر ،
كما جاءت في سورة البقرة 185
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٨٥﴾
ومن ذلك جاءت كذلك كلمة "فاروق " فاروقا " اي "مخلِّص" او "مُنقذ" و"مُنجّي " كناية عن السيد المسيح ، بحسب العقيدة المسيحية
إذن الفاروق ليس هوعمر بن الخطاب كما يشاع بين المسلمين ، بل الفاروق هو مُخلّص شعبه ، ولا يُمكن ان يكون عمر بن الخطاب أعدل وانصف الناس وخلَّص شعبه أكثر من سيّده ومعلّمه محمد بن عبدالله . فهذه الألقاب الللاهوتية سُرقت من الموروث المسيحي لأطفاء القداسة والشرعية على عمر بن الخطاب لتبرير وصوله للخلافة قبل غيره [راجع مقال الكاتب عن القاب المسيح التي سرقها الموروث الأسلامي والصقوها بمحمد العربي زورا وبهتانا . ومن هذه الألقاب والصفات وألأسماء:
الصادق ألأمين ، محمد ، المصطفى ، المختار ، ألأمين ، صاحب الشفاعة ، سيّد المرسلين ، رسول الله ، خاتم ألأنبياء ، الحاشر(عند القيامة يحشر) ، نبيُّ الرحمة ، نبيُّ التوبة ، صاحب الوسيلة والمقام المحمود ...الخ .
محمد أخذ القاب وصفات المسيح وألبسها على نفسه مثل : الشفاعة ، النذير ، ألألف والياء ، ألأمين الصادق ، وجعل مقامه مقام الله. ونضيف لقب "المُخلّص " فهولقب" يسوع المسيح " عند المسيحيين ، وايضا صفة "مُحمَّد" اي " المُمجد يسوع المسيح " هي صفة للمسيح كما اظهرت الدراسات المعاصرة [راجع ايضا الموقع التالي للكاتب ]
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=620864
هذه المصطلحات السريانية الآرامية ، بالأضافة الى المصطلحات العبرية ، مثل كلمة "إسرائيل" نجدها 40 مرة في القرآن ، وهي اشارة الى اليهود بني اسرائيل ، وجاءت في القرآن كلمة "اليهود" بالجمع 8 مرات "يهوديم" وثلاثة مرات "يهودي" بالأفراد. وكلمة موسى أو"موشي" جاءت 173 مرة ، وغيرها الكثير من الكلمات العبرية في القرآن . فهذا ان دلَّ على شيء فإنّما يدلُّ على وجود التراث اليهودي – المسيحي ، في المجتمع الذي يخاطبه النص القرآني ، فتأثَّر به بقوّة من خلال الحوار المتبادل بين فئات هذا المجتمع الذي يسأل عن امور كثيرة . وكأمثلة على ذلك :ما جاء في الأية 85 من سورة الأسراء
"وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"
وكذلك في سورة النازعات الآية 42 " يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا"
فسؤالاهم له جاء 7 مرات في سورة البقرة الآية 189، 215 ،217، 220
"يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون"189َ
يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم" 215
"ويسالونك عن الشهر الحرام..."(217) ...ويسألونك عن اليتامى ..".(220)
والرد على هذه الأسئلة يتطلب معرفة جيدة بهذا الموروث الديني والتراث اليهودي – المسيحي
وهذا الحوار الديني واللاهوتي يشكل طبقة مخفية وراء النص القرآني في نظمه . وفي بعض المقاطع تضهر جليا هذه النصوص السابقة كالآية 84 من سورة ص: "قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84). جاءت عدة مرات في انجيل يوحنا.
[راجع ايضا ما كان يردده المسيح في اقواله عندما كان يردد القول :"الحقُّ الحقُّ أقول لكم" مثال على قول المسيح : الحق الحق أقول لكم: "من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان(راجع انجيل يوحنا 1 : 51)].
. ومن انجيل مرقس الأصحاح الرابع ،حيث يتحدث السيد المسيح عن مثل الزرع :"إنّ الزارع قد خرج ليزرع ...الخ " راجع انجيل مرقس 4 : 1-9"
نفس هذا المثل موجود في سورة الفتح الآية 29 : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾
وبوضحوح يقول النص القرآني في سورة الأنبياء 105
"ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الأرض يرثها عبادي الصالحون ". والزبور هو كتاب" المزامير" في العهد القديم
وبالفعل هذا المعنى موجود في المزمور 37: 9"لأنّ عاملي الشرّ يُقطعون ، والذين ينتظرون الربَّ هم يرثون الأرض " هكذا العدد 22 من نفس المزمور "لأنَّ المُباركين منهُ يرثون ألأرضَ ، والملعونين مِنه يُقطَعون ".
وجاء في سورة المؤمنون ألآية 14": ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴿١٤﴾
يقابلها في سفر ايوب 10: 10 - 11
"ألم تَصُبَّني كالَّلبني ، وَخَثَّرتني كالجُبنِ ؟ كسوتني جِلدا ولحما ، فنسجتني بعظام وعَصبِ ".
[راجع مقال للكاتب عن سرقة كاتب القرآن سورة المؤمنون ،ألآيات 12 ، 13 ، 14 من الكتاب المقدس كما في الموقع التالي]
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726451
إذن من خلال هذه المقاطع من التراث المسيحي – اليهودي يُمكن القول بأنَّ القُرآن ما هو سوى كتاب الفصول والقرأءات "لكسينواريوم" بلسان عربي مبين.(3)
بالأضافة الى وجود تشريعات جديدة ، او أقرّ بعض التشريعات لهذه الكتب المقدسة (وخاصة الشريعة اليهودية ) ، والتفاعل مع المجتمع الذي جاء به القرآن ، من خلال ما ورد فيه من تسائلات (يسألونك عن كذا وكذا ..). عندما نقول انّ القرآن هو كتاب عن قراءات وفصول (لوكسيناريوم) ، فهذا يعني قراءة مقاطع من الكتب المقدسة السابقة بمناسبة ذكرى سنوية لقصة معينة. على سبيل المثال: قصة موسى وصيام العاشوراء . فاليهود حسب التوراة يصومون اليوم العاشر من راس السنة العبرية (روش هاشاناخ) ويسمّى يوم كيبور، يوم التكفير والغفران .تطبيقا لوصية التوراة في العهد القديم "سفر اللاويين اصحاح 16 : 29- 34".
ففعل كما امر الرب موسى
حيث جاءت الأشارة اليه في سورة البقرة 183
"يا ايها الذين آمنوا كُتِبَ عليكم الصيّام كما كُتِبَ على الذّين مِن قَبلِكم لعلَّكُم تَتَّقونَ"
بحسب المراجع الأسلامية ان الرسول محمد كان شديد الحرص على صيام عاشوراء الموافق اليوم العاشر من السنة الهجرية . وقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس قال :" قدم النبي (ص) فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال : ما هذا؟ قالوا هذا يومٌ صالحٌ ، هذا يومٌ نجَّى الله بني اسرائيل من عدوهم فصامَهُ موسى ، قال : "فأنا أحقُّ بموسى منكم ، فصامهُ وأمر بصومهِ". فهذا يعني انّ رأس السنة العبرية توافق تماما رأس السنة الهجرية في عصر الرسول الى ان طبق المسلمون حذف ايام الّنسِيء بحجة تحريمه في سورة التوبة 37 !!!!![ هذا يعني انّ الأسلام الحالي وبعد موت محمد حرّفوا العقيدة الأسلامية واضافوا ومسحوا من القرآن ما شاءوا ]..
هذا ما لدى السنة . أمّا الشيعة فيوم عاشوراء لايمثّل لهم يوم الأحتفال بعكس السُنّة ، لأنّه يوم مقتل الحسين بن علي في حادث كربلاء الشهيرة .وهو يوم مقدس عند الشيعة .
كما تُلاحظون فالقرآن كتابة قراءات وفصول ولايعني بها قراءات النص على اوجه مختلفة كقراءة ابن عامر الدمشقي ، او ابن كثير او عاصم او غيرهم من القراء . فقراءات هذه الفصول هي قراءات من لغة اخرى بلسان عربي ، كما ذكرنا سابقا .كمثال على ذلك عبارة انجيل يوحنا الشهيرة " الحقّ الحقّ أقولُ...."يوحنا 5 :24" باللغة اليونانية ، حيث جاءت في صورة ص 84 "قال َ فالحقَ والحقَ أقولُ"
بلسان عربي مبين أمّا فيما يخص القراءت المختلفة للنص القرآني بالأحرف السبعة ، فهذا موضوع آخر نتجَ حسب رايي عن الحالة التي دوِّن فيه القُرآن في بداية جمعهِ. وقبل ان نتحدث عن تفاصيل هذه الحالة ، يجب التطرق الى نقطة مهمة لمساعدة المشاهد على فهم بعض الخلط الذي يقع بين القراءات السبعة والأحرف السبعة .
مفهوم الأحرف السبعة .
هناك حديث في الصحيحين عن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم اختلفى في قراءة "سورة الفرقان " فاحتكما الى الرسول الذي اقرّ لهما بصحة القراءتين ثم اضاف بين قوسين"إنّ هذا القرُآن أُنزل على سبعة احرف فإقرؤا ما تيسّر منه "
إذن نحن امام قراءة شفهية لصاحبيين امام الرسول أقرَ بقراءتهما ، ولم تخبرنا المراجع الأسلامية عن نوع هذا الأختلاف . لهذا اختلف علماء الأسلام[كعادتهم] في المراد بالأحرف السبعة وصل الى خمسة وثلاثون قولا. من اشهرها ان القول المراد بها "سبع لغات متفرقة في القرآن العظيم ، فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن ، وبعضه بلغة اليمن ، وكذلك سائر العرب ، وليس المراد ان يكون في الحرف الواحد سبعة اوجه"[ هذا خير دليل ان القران لم ينزل من السماء بلغة عربية بل هو قراءات مختلفة لفصول الكتاب المقدس والشرائع اليهودية التي اخذ منها المسلمون وعلى راسهم رسولهم .محمد ]
كلمة لغات هي استارة فقط والمراد منها لهجات . فاللهجات العربية وُحِّدت فيما يسمى باللغة العربية [ وحتى هذه اللغة العربية هي من جذور سريانية ارامية ]. وبما انَّ القرآن كتاب فصول وقراءات كما قلنا
وهذه الفصول كانت على قراءات مختلفة وعلى راسها اللغة العبرية واللغة اليونانية واللغة السريانية ، وتيسيرها ، بلا شكّ ، يعني قراءتها بلسان عربي مبين . وبهذا التيسير او الترجمة يمكن قراءتها بلهجات مختلفة ، وبتعبيرات مختلفة ، يختلف لفظ الكلمة من لهجة الى اخرى ، لكن المعنى لايختلف .
ولهذا نجد في كتاب "ألأبانة" للقيسي قول الطبري وهو يوافق تماما ما ذكرناه "ألأحرف السبعة التي نزل بها القرآن إنّما هي تبديل كلمة في موضع كلمة ". وهذا القول له ما يؤكّده نسبيا في المخطوطات القرآنية القديمة وعلى راسها "طرس صنعاء" ، حيث تختلف الكثير من كلماته عن كلمات المصحف الذي بين ايدينا . وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد في سورة التوبة الآية 73
"يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنَّم وبئس المصير " يقابلها في النص السفلي لطرس صنعاء "وماواهم النار" .إذن المصحف الذي بين ايدينا جاء بكلمة جهنّم عن اصلها في اللغة العبرية بينما في طرس صنعاء كلمة " النار" جاءت بلسان عربي مبين .
ولعلَّ ظهور مصاحف مختلفة عديدة لبعض الصحابة مثل عبدالله بن مسعود ، وابي بن كعب ، وعلي بن ابي طالب وغيرهم ، في عصر عثمان بن عفان ، كما تفيد العديد من المصادر الأسلامية ، يفسّر هذا الأختلاف في المصاحف .
خلاصة القول : الأحرف السبعة لم يحسم في امرها او معناها جٌلَّ علماء الأسلام وتركوها مفتوحة على باب الأجتهاد ، وبالنسبة لي واعتمادا على علم الفيلوجية ، فهي تعني الترجمات المختلفة الممكنة بحسب اجتهاد صاحب القرآن . وعندما قدّم عمر بن الخطاب القراءة التي حفظها من الرسول في سورة الفرقان واقرَّ بها الرسول ، ما هي سوى تيسير وترجمة اخرى قدَّمها الرسول نفسه لهشام بن حكيم لنفس السورة فتعددت الأحرف ، ورقم "سبعة لايراد به العدد بل إنّما هو على سبيل الكثرة والتسهيل ، فلا خصوصية للعدد ...والله اعلم "كما جاءت في القراءات والأحرف السبعة ل"الغفّاري".(4)
-------------------------------------------------------------------------------------------------
المصادر
(1)
الكتاب النواة الذي حوله محمد إلى مصحف: رسائل وتوضيحات

https://www.youtube.com/watch?v=Pi7YrYoGEmo
(2)
http://aramean-dem.org/Arabic/Language/SyrioAramaicReading.htm
(3)
التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 115 | فصول الكتاب المقدس في القرآن
https://www.youtube.com/watch?v=rQOEAkVK5Y8
(4)
التاريخ المبكر للإسلام | الحلقة 116 | أصل الأحرف السبعة في القرآن
https://www.youtube.com/watch?v=GXc7fadDXRQ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد نافع شابو
نصير الاديب العلي ( 2022 / 1 / 16 - 13:31 )
كلام منطقي مشكور عليه
هل؟؟
لو عرف او لو يعرف المسلم ان كتابه كتاب (نصراني)يعني انه بدأ يفكر والتفكير هذا سيؤدي به الى وضع نقطة اللاعودة الى السلام عندما سيجد انه وابائه واجداده كانوا مخدوعين
ف (هل) ستكون نهاية اسلامه وانا اسال هل سيعرف المسلم هذه الحقيقة؟؟


2 - ما هذا
ابو ازهر الشامي ( 2022 / 7 / 22 - 11:34 )
تعتمد على مجموعة من النظريات غير المؤكدة وتقول
هل يعلم المسملين
!

اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah