الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوزللي .... اصول لغوية و دلالات ميثولوجية

رماز هاني كوسه

2022 / 1 / 14
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


القوزللي لفظة مستعملة في الساحل السوري و تشير لأحد الأعياد الشعبية التي يحتفل بها في الرابع عشر من كانون الثاني و يتخلل الاحتفال طقوس معينةيمارسها الأهالي في القرى المنتشرة بالمنطقة . و قد اختلف حول أصل هذه اللفظة و مصدرها و كتب الكثير حولها و لنحاول التعرف هنا على هذه اللفظة و دلالاتها من خلال الكلام الشعبي المنتشر بين الأهالي علنا نكون فكرة واضحة عن دلالتها .
هنارك رأي يذهب لأن هذه اللفظة مشتقة من السريانية و تحديدا من كلمة جوزل بمعنى التهب و اشتعل ( حسب معجم الاسدي لللهجة الحلبية مع قلب الجيم قافا او جيما مصرية ) و الملاحظ ان سكان سوريا و تحديدا منطقة السكان مازالو يستعملون اللفظة بلهجتهم العامية السورية ليومنا الحالي حيث يقولون عن الفحم أو الحطب متى اكتمل اشتعاله و احمر لونه و أصبح جمرا ( الفحم عم يئوزل أوزلة ... يقوزل مع تخفيف القاف إلى همزة على عادة السكان هنا ) و سبب تعرضنا لهذا القول الشعبي هو ارتباطه مع أحد الطقوس التي تمارس في هذا العيد و التي سنتطرق لها لاحقا . نذكر هنا أن معجم ( يعقوب أوكين منا ) للسريانية لا يذكر وجود كلمة جوزل أو قزل في السريانية تشير لمعنى اللهب أو لونه
لفظة قزل موجودة أيضا بتراثنا الكلامي اليومي بصيغة مقولة شعبية هي ( قز القرط) و تقال عند الانزعاج أو الغضب من شخص ما و تصرفاته و أصللها (قزل قورط ) و تعني الذئب الاحمر (قورط تعني ذئب بالتركية و قزل هنا تشير للون الأحمر ) و التي تنقل المرويات أنه من الحيوانات التي تأكل فريستها قبل أن تموت الفريسة و بالتالي فالمقولة هي نوع من صب اللعنات أو الدعاء على الشخص المقصود بالعذاب الشديد (التمني له بأن يموت ميتة بشعة بافتراسه حيا من ذئب أحمر ). قزل تلفظ هنا بكسر القاف و الزاي و تسكين اللام و منها لفظة قزل باش ( الرؤوس الحمراء .... كلمة باش تعني رأس ) التي تشير لإحدى القبائل التركمانية التي ساعدت الصفويين بتأسيس دولتهم و كان مقاتليها يرتدون قبعات حمراء عليها اثني عشرة نجمة اشارة للأئمة الاثني عشر . فاللفظة دلالتها واضحة بالاشارة للون الأحمر .
من الطرحين السابقين نصل لاستنتاج أن اللفظة أساسا مرتبطة باللون الأحمر و تحديدا بلون اللهب و يتأكد لنا ذلك باطلاعنا على الدلالة الميثولوجية للطقوس الممارسة في هذا العيد و الذي كما قلنا يحتفل به في ليلة ١٤ كانون الثاني و قد جرت العادة سابقا على إشعال النيران في أكوام الحطب لحظة غياب الشمس و تستمر ليلا فاللفظة يبدو أنها تشير لهذا الطقس الشعبي و الذي يحمل دلالات دينية قديمة مرتبطة بالشمس و دورتها . فالعيد يقام بفترة الانقلاب الشتوي الذي ينتهي بحدوثة تطاول الليل و يبدأ النهار بالاستطالة و يعبر ذلك عن ولادة جديدة للشمس بالثقافات القديمة و ما له ذلك من أهمية بتبشيره ببداية سنة زراعية جديدة للاهالي و هو ما يتوضح بالشق الثاني من تقاليد هذا العيد و المتمثل بطهي بعض المأكولات التراثية كالكبة و المسيلوقات و الزنكل ( عجين محشي بلحم و مقلي بالزيت ) و الفطائر و هي بمجملها هي مأكولات تصنع من دقيق القمح و لا يخفى على القارئ اهمية القمح في المجتمعات الزراعية قديما باعتباره غذاء البشر الأساسي . فالربط بين الطقسين الممارسين بهذا العيد نستطيع أن هذا العيد هو من الأعياد الشمسية في سوريا قديما و تقاليده من اشعال للنيران بليالي الشتاء الطويلة و طبخ لمأكولات القمح ما هو إلا تمني ببدء تطاول النهار و ظهور الشمس مطولا على الأرض(إشعال النيران ) مما يبشر بمحصول زراعي جيد (طهي أطعمة من القمح ) أي ببساطة نحن أمام احتفال بعودة الخصب للأرض .... و كل عام و أنتم بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا