الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقلية السياسية التراثية وسيطرتها على العقل السياسي الشرقي (العراق نموذجا)

سامي عبدالقادر ريكاني

2022 / 1 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تمر السنون والاعوام، والانسان الشرقي ينتظر الفرج معولا على الاصلاح السياسي .....ولكن هيهات.
فما دامت الثقافة السياسية التراثية المسيطرة على عقلية المجتمعات الشرقية باقية كما هي فستكون كافية لمنع اي انفراج او تحول نحو الافضل، وذلك لكون العملية السياسية في ادارة الدولة الحديثة عبر الاحزاب السياسية بشقيه العلماني الادعائي والاسلامي في شرقنا منبثقة من نفس البيئة الثقافية التقليدية التي رسختها احكام ومباديء الفقه السياسي السلطاني والذي لم تستطع كلتا التوجهين او الشقين من التحرر من ذلك الارث التبريري المعيق لاي تحول من الحكم الفردي والنخبوي نحو ترسيخ قيم دولة المواطنة والعدالة والديمقراطية.
فما دامت قيم الثقاقة التراثية التي ترسخ الحكم المطلق لصاحب القوة والغلبة وتدعو الى الصبر على جوره وتشرعن الطاعة له ولحاشيته عبر بدعة التقية ولبوس التملق والمجاملة والمداهنة والمدارات والمماهات والتاقلم ومن ثم التسليم والخنوع والخضوع والصمت، بحجة الحفاظ على الوحدة (وحدة الامة، ،وحدة القومية، وحدة الطائفة وحدة الصف الوطني..الخ) ولتجنب الفتنة وحفظ الدين، و ترجيح ذلك على عزم المواجهة ورفض الظلم من اجل استرداد الحقوق الدستورية الشرعية للشعب ولاقامة قواعد ومباديء دولة المواطنة والعدالة والديمقراطية التي ينادى بها ويقيم عليها قواعد الدولة المدنية الحديثة في عالمنا المتحضر والذي نادى بها ايضا قبلهم الاسلام عبر كتابه الكريم ومن ثم طبقها رسوله الكريم ومن بعده الخلفاء الراشدين في العقود الاربعة الاولى من تاريخ حكم دولة الاسلام قبل الانقلاب عليها بعدها وتحويلها الى دولة الحاكم المطلق والوراثي على يد من خلفهم، فمن المحال مع هذا الواقع ان ناتي باي تغيير ايجابي في المستقبل.
وذلك لان القيم السياسية لمابعد الانقلاب هي التي زرعت بذرتها ونمت في الوعي السياسي لدى الفرد الشرقي وتكيفت معه نفسيتة وعقيدته واستسلمت لها عقليته عبر القرون وبقي الواقع السياسي اسيرة تلك المباديء تمدها من خلفها الماكنة الفقهية عبر فقهاء وعلماء السلطة بتبريرات تعدها من الدين وماهي بدين ولاهي بمباديء اسلامية بل هي ما اشرنا اليها اعلاه بانها تبريرات لترسيخ الفقه السلطاني فهي واهية ولا تصمد امام قوة المنطق والعقل وامام برهان النتائج الوخيمة والتدميرية التي خلفتها على واقع المجتمعات الاسلامية منذ ذلك الانقلاب ولحد الان.
والنتيجة واضحة فاننا لا حققنا وحدة اسلامية ولا وحدة قومية ولا وحدة وطنية ولا وحدة جغرافية، ولا جنبنا الفتن، بل نعيش وننتقل من فتنة الى اخرى طوال تاريخنا، ولا حفظنا ديننا بل نتقاتل ونذبح بعضنا البعض باسم الطائفة.
فهل سالنا انفسنا مالذي تغير؟ ونحن نستقبل العام الجديد باستنساخ واقعنا السياسي ل2021 ونحاول تطبيقها على 2022 ، ونتائج الانتخابات العراقية ووصول نفس النخبة ونفس الوجوه لتكرار نفس العقلية السياسية في ادارة الدولة، خير شاهد على بقاء الاحوال على نفس الحال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسيحيون في غزة يحضرون قداس أحد الشعانين في كنيسة القديس بو


.. شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد




.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ