الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو المؤمن؟

روژێار جمال علي
كاتب وباحث

(Rojyar Jamal Ali)

2022 / 1 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المؤمن الحقيقي هو الشخص الذي فقد حريته في الظلام الدامس، وهو في الأسَر. كلمة "دُنيا" العربية التي دخلت لَلُغتنا تصف بوضوح هوية الإسلام بأكملها.

يقول محمد: "الدنيا سَجن المؤمنين وجنة الكافرين". في السجن ، لا يمكن لأي شخص أن يكون سعيدًا ، فهو يُحصي ايام سَجنهِ، و يحلُم بمتى ستنتهي حياته في السجن وينجو، (يموت). وفقًا لمفهوم الاسلام ، فإن كل ما يربط الإنسان بالوجود هو وَهَم. ومع ذلك ، إذا كانت المادة من خلق الله ، أفلا يكون الله ماديًا؟ لذلك يَتبين، مبدأ الإسلام هو الإيمان بالعدم وليس الوجود. "أولئك الذين يؤمنون بالعدم".
يتم تصوير عدم الوجود على أنه لانهائي وغير محدود ،
كما لو كان الوجود محدودًا. إن محاولة الخروج من الوجود والبحث عن الموجود، يدمر الطبيعة البشرية من الداخل. صمت العقل ينتج التعاسة. مبدأ الإيمان بالخسارة يستغل ويطفئ التواصل الممتع مع الكائن اللامتناهي أمام أعيننا. ومع ذلك ، إن التحقيق في الوجود هو أعظم فرصة أتيحت لنا. أولئك الذين يرسخون إيمانهم بالتلقين النفسي، وخداع الذات، وإسكات العقل وتخديرهِ، سوفَ يموتون قبل أن يتمكنوا من اغتنام هذه الفرصة. إنهم لا يدركون حتى وجودهم في الوجود ، لأن الإيمان بعدم الوجود يتطلب ذلك. الدين طريقة لنسيان وعي الناس بالوجود. في هذا الصدد ، فإن الأديان السماوية هي فخ لحرق هذه الفرصة. صوت العقل الغامض يهمس لنا أن هذا فخ. نعم ، في كلمة "الدُنيا" التي دخلت لغتنا ، هو التعبير بوضوح عن الإيمان ، وليس فحص الوجود بِأعُين العقل ، لأن خطاب نَبي الاسلام هو "الدنيا سّجن" اذا هو يقتصر على الميل إلى إظهارهِ دارُ الشر.

كلمة "دنيا" نفسها هي أنثوية . تستحضر الجمال مثل المرأة. مصدر الفنون الجمالية. لهذا يجد المتدين الفن غريباً. الدُنيا أنثوية. و الكائن الأنثوي ليس له قيمة في الأديان السماوية ، أصل كلمة دُنيا من دَني. اي بمعنى كلمة "إدنا" في صيغة المذكر ، و "أَرْض" في صيغة المؤنث. الإسلام أيديولوجية تميل إلى النظرة العالمية وفق اللغة العربية. هذا هو السبب في أنه عندما يتم ترجمة القرآن من العربية إلى لغات أخرى ، فإن معظم كلماته تفقد المعنى ، وبه تبرز الستارة البدائية (النص) ، فتبدو مُضحكة. في اللغة العربية ، تعتبر الأشياء الذكورية والمذكر المفعم بالحيوية متفوقة بسبب رجولتها. هذا هو السبب في أن الله رجل ، ولا يمكن وصفه أبدًا بضمير مؤنث يرمز إلى الدونية. هو جنساني. إنه "ذكر". الإيمان بغيابه يهيم عليه الذكور ِ الفحولة الخ..
الإيمان بمستوى معين؛ يخدّر أعصاب الدماغ بشكل عفوي يكسر ضمير الشخص، وعدم التوازن النفسي والعداء للجمال. مثل هذا الشخص لا يستطيع أن يفهم ما هية فرص الحياة الجميلة. إنه يدرك أنه أضاع كل الفرص وأنه في الواقع مخلوق بعيد كل البعد عن العلم والفلسفة والفن وعلم الجمال والأخلاق. صحوة رهيبة. حيث تحرق السخرية الطبيعة البشرية. على الرغم من أنه يشعر بتدفقهِ من العدم إلى الوجود ، إلا أنه يدرك أن معظم جماله قد فقد خلال فترة الإيمان بعدم الوجود ، وأن الظلام في الداخل وأن نور الإيمان كذب ، كذلك سخرية مريرة. لكن كل صحوة هي وجود فاضل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب