الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنافس الأجراء...يسعد اسرائيل إيران وتركيا

شكري شيخاني

2022 / 1 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لازالت تركيا وايران أكبر دجاجتين تبيضان ذهبا" لروسيا وامريكا
منذ سقوط الشاه شرطي المنطقة 1979 والى الان مازال منصب شرطي المنطقة شاغرا" ولازال البحث جاريا" عن دولة شرق اوسطية لكي تتسلم مهام شرطي المنطقة والتي بدورها ستنظم وترعى دول الشرق الاوسط وتكون همزة وصل بين الدول الكبرى وبين مجموعة الدول الصغيرة.. ولكن لم يكن بالحسبان ان يكون التنافس ذو شقين او أكثر .. فصناعة التنافس بين الشيعة والسنة كان قديما جدا" وكانت الدول الكبرى بريطاني وفرنسا سابقا" وروسيا والولايات المتحدة لاحقا" تستثمر ذلك عبر شراء اصحب العقول الصغيرة والجاهلة أصلا" بمفهوم الدين بل وعمدت هذه الدول الكبرى لخلق فتنة بين اصحاب المذهبين بتقوية كل طرف حينا" من الزمان وكانوا الشيعة متوحدين خلف كلمة واحدة للمرجع الاساسي وهو المرشد بينما تشتت كلمة السنة الى اكثر من رأي وجانب فبدأت المنافسة على أشدها بين جماعات السنة في تركيا والسعودية وكلا" منهما يريد ان تكون بلاده قبلة للمسلمين ولو اتيح الامر للخليفة العثماني لقام بنقل الكعبة الى استنبول وهكذا دخلت المنطقة بحوارين شديدي المنافسة بين الشيعة والسنة من طرف وبين السنة انفسهم من طرف اخر لذلك بات من الصعوبة بمكان ان تستحوذ تركيا على منصب شرطي المنطقة مادامت مختلفة هي والسعودية على كرسي الخلافة الاسلامية الا اذا تم التراضي فيما بينهما ووانتقلت مراسم الحج الى استنبول او انقرة وبذلك يصطف السنة كلهم وراء الخليفة الاسلامي المنتظر وتستلم بهذا ادارة مخفر المنطقة بتحقيق الحلم العثماني القديم و التركي المتجدد بعودة الامبراطورية العثمانية الى واجهة الاحداث ثانية بعد مرور مائة عام على وأدها 1923 من خلال معاهدة لوزان والت تم بموجبها تحجيم الدور العثماني المريض أصلا" ومعاهدة لوزان هذه تعتبر جرح عميق في الشخصية العثمانية سابقا" والتركية لاحقا" ، وما تسببت به من تقليصٍ لجغرافيا الدولة التركية الحديثة، وإلزامها بالتنازل عن 80% من مساحتها، لكنّ كثيرين هم من يعرفون أن كلامه هناك يحمل أكثر من رسالةٍ تاريخيةٍ وسياسيةٍ إلى الخارج قبل الداخل. واتفاقية لوزان توحّد الأتراك يوماً وتفرقهم يوما آخر. هي من المفترض أن تكون اتفاقية التأسيس للدولة التركية الحديثة، بعد تفكّك الامبراطورية العثمانية، لكنّ إسلاميين كثيرين يقولون إن هذه الاتفاقية كانت سبباً في فقدان دول ومناطق عديدة في إطار مساومةٍ خاسرة.

واردغان نفسه يعتبر ان معاهدة لوزان بمثابة عاهة دائمة واقرب الى العار سجلت في التاريخ العثماني بعد ان تم فرض معاهدة سيفر 1920 والحقوها بمعاهدة لوزان 1923 كأمر واقع لايمكن رفضه... ورغم مرور 100 عام على هذه المعاهدة الا انه هناك غالبية من سكان المنطقة لاتعرف عن هذه المعاهدة الا القليل..لوزان هي الاتفاقية التي أنهت رسمياً حكم السلاطين العثمانيين، وفتحت الطريق أمام تنظيم استخدام المضائق المائية التركية في البوسفور والدردنيل، وقضت بتخلي تركيا عن السيادة على قبرص وليبيا ومصر والسودان والعراق و”بلاد الشام”، فهل الذي يدفع أردوغان إلى تصعيده الجديد، متسلحاً بورقة لوزان، شعوره اليوم أن تحولاتٍ إقليمية جذرية ستقع، وأن على أنقرة حماية مصالحها ونفوذها، والانتقام مما فرض عليها في لوزان؟ كان حزب العدالة والتنمية دائماً يتحدّث عن رؤية تركيا 2023، من باب الإشارة إلى مشروعٍ يهدف إلى نقلةٍ نوعيةٍ، تصبح فيها أنقرة إحدى الدول العظمى في العالم. هي ليست إذا عملية نقد ذاتي، ودعوة المؤرخين الأتراك إلى إعادة كتابة حقبة تاريخ الحرب العالمية الأولى وسنوات الاستقلال، ما يسعى إليه أردوغان أكثر من ذلك بكثير. إنه يقول لواشنطن، ومن يساندها هنا إن الأتراك لم ينسوا ما فرض عليهم في لوزان، حين فقدوا آلاف الكيلومترات من الأراضي العثمانية لصالح المستعمرين الغربيين، تحت تسمية وغطاءين قانونيين مختلفين، مرة نظام الوصاية، ومرة الانتداب، وثالثة تقاسم إدارة شؤون الدول. وإن أنقرة لن تسمح بلوزان ثانية، تفرض فرضاً على دول المنطقة، بإشعال الحروب المذهبية والعرقية والطائفية. لكن الواضح أن رسالة أردوغان هي لأنصار مشروع الدولة الكردية الكبرى ومحبيها، وفي صدارتهم الولايات المتحدة الأميركية المتمسّكة بهذا المشروع الإقليمي لتغيير الحدود والخرائط في الشرق الأوسط، ورقتها الأقوى والأنجع في تحريك هذا المخطط . أفشلت تركيا المشروع الكردي في سيفر قبل مئة عام، والآن واتمنى ان يكون ذلك حقيقة هناك من يعد لـ”سيفر جديدة” تعطي الأكراد ما يريدون في إنشاء دولةٍ تنتزع أجزاءها من تركيا والعراق وسورية وإيران. وفي العودة سريعا" الى بداية كلامنا حول المنافسة والتي تتجدد وتتطور كل فترة بين ايران وتركيا مع العلم ان الدول الكبرى وأقصد هنا تحديدا" الولايات المتحدة وروسيا هاتين الدولتين تدعمان ظاهريا تركيا وايران باطنيا" وسيبقى الضحية في هذا التنافس الشديد العرب والكورد وتكون اسرائيل دوما" وأبدا" هي الرابح الوحيد وهذا امر واقع لانستطيع الهروب منه لان المشكلة ليست باسرائيل الدولة القوية وصاحبة افضل علاقات مع دول العالم المشكلة فينا نحن الضعفاء حيث لارأي لنا ولا قيمة ولاحتى وزن نعم ..العرب والكورد هما المتضررين الرئيسيين منذ 1920 والى الان وسيبقوا كذلك الى ماشاء الله مالم يوحدوا كلمتهم ويكونوا صفا" واحدا" في وجه هؤلاء وأولئك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24