الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو انهارت حمومة إقليم كردستان !؟

حيدر خليل محمد

2022 / 1 / 26
القضية الكردية


كل مطّلع على التاريخ يدرك أن أهم أسباب سقوط الدول والأنظمة والحكومات هو الإقتتال الداخلي والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والصراع على السلطة ، إن لم يكن هو السبب الرئيسي والمباشر .
اقرأوا عن الدولة الرومانية والفارسية والإسلامية والمغولية والعثمانية والصفوية ، كل هذه الدول القوية المتماسكة والتي حكمت لسنوات طويلة ، أنهارت بعد أن وصل الصراع الداخلي إلى أوجّه .
بالإضافة إلى المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تتولد نتيجة الصراع السياسي .
حيث يكون التدخل الخارجي سهل جدا للقضاء على آمال تلك الدولة أو الحكومة او النظام السياسي أو بالأحرى بقاياها .
وفي هكذا وضع ستتعامل الأطراف المتنازعة مع القوى الخارجية لأجل الإبقاء في السلطة او للوصول إلى السلطة ، وهذه القوى الخارجية ستحاول مساعدة جميع الأطراف المتصارعة وتفرض عليهم شروطها ، ومن ثم يسهل عليها الاجهاز على الدولة نهائيا ، والأطراف المتصارعة تكون هي الخاسرة أكثر من غيرها ، وهناك الكثير من الأمثلة لهكذا دول منذ فجر التاريخ وحتى سحل معمر القذافي قبل سنوات .

ليس خافيا على المتتبعين أن الوضع السياسي في إقليم كردستان في السنوات الخمس الأخيرة خصوصاً تعيش حالة من القلق والتوتر وممكن أن يؤدي في النهاية الى صراع بين قطبي السلطة السياسية في كردستان ، كما حدث من قبل .

عدم إتفاق الحزبين الديمقراطي والاتحاد إلى اليوم على إدارة مشتركة للاقليم دليل على الهوة الكبيرة بينهما ، وينذر بخطر على مستقبل الإقليم ، خصوصاً أن الاتحاد في أكثر من مناسبة لوّح الى الانشقاق عن الإقليم .
اربيل ودهوك تحت سلطة الديمقراطي ، السليمانية وحلبجة تحت سلطة الاتحاد ، والصراع بينهم على قدم وساق في كركوك وخانقين .
كل حزب لديه جهاز خاص لمكافحة الإرهاب ، كل حزب لديه قواته وجيشه الخاص .

ان تاريخ الحزبين والعلاقة بينهما ومنذ تأسيس الاتحاد الوطني على يد الراحل جلال طالباني عام 1975 ، ظلت منذ البداية يغلب عليها طابع التنافس والتوتر والصراع، ولم يتردد الطرفان في الاحتكام إلى السلاح إذا لزم الأمر.
مما اضطر الطرفان إلى طلب المساعدة من قوى خارجية هي أصلا معادية لهم وللقضية الكردية !! .

استمرت المواجهات بين الجانبين حتى أواسط 1998 إلى أن تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين برعاية أمريكية حيث أصرت واشنطن على وقف المعارك بين الطرفين إذا كانا يريدان أن يكونا من الجماعات التي ستتعاون معها .

بعد عام 2003 ، وسقوط نظام صدام حسين ، دخل الحزبان الديمقراطي والاتحاد في تحالفٍ قوي ومتماسك وشهد إقليم كردستان تطور عمراني وتنمية كبيرة واستقرار سياسي واقتصادي ، حتى صار الإقليم محط انظار العراقيين بل وحتى العرب ، وصار مقصداً للسياح للاجانب من كل أنحاء العالم .

الوضع الاقتصادي
يشهد إقليم كردستان منذ عام 2014 أزمة رواتب الموظفين مع الحكومة المركزية ، واتهامات متبادلة بين أربيل وبغداد حول السبب في تأخير الرواتب .
وبسبب أزمة الرواتب تراجع المستوى المعيشي للمواطنين في الإقليم .
خرجت عدة تظاهرات في فترات متفاوتة طالبت بنقل رواتب الموظفين الى وزارة المالية المركزية لإنهاء ملف الرواتب .

وأوعز مراقبين إن سبب الازمة الاقتصادية في الإقليم غياب التخطيط العلمي الدقيق للموارد المتوفرة في كردستان من خلال الجهات الحكومية، والتي أدت إلى ما عليه الإقليم الآن من أزمات تلو الأخرى، داعيا للاستفادة من الخبرات المتراكمة من خلال التدقيق والإحصاءات الدقيقة للقدرات المالية والبشرية، ومن ثم وضع أهداف مناسبة بالاتفاق مع بغداد حول كيفية إدارة الموارد المالية والاقتصادية في كردستان.

الوضع الاجتماعي
بسبب الازمة الاقتصادية وتراجع المستوى المعيشي للمواطن في إقليم كردستان ، وخصوصاً أن كثير من مواطني الإقليم يعتمدون على الرواتب ، صار هناك تفاوت طبقي في الإقليم ، وهذا التفاوت الطبقي بطبيعته يؤثر على العلاقات الاجتماعية ، ومن أهم أسباب التدهور السلم الأهلي والامني هو هذا التفاوت الطبقي .

الصراع السياسي
الصراع السياسي في الإقليم ليس بجديد ، وبسبب هذا الصراع والذي أدى الى أزمات اقتصادية واجتماعية ، ظهرت أحزاب معارضة جديدة ليس لها أية خلفية ايدلوجية ، وهناك أحزاب تأسست بفعل خارجي ، وبعض هذه الأحزاب نجحت في الانتخابات ، لأن الناس ملّت من الشعارات القومية ، وهم يشاهدون التفاوت الكبير بينهم وبين الطبقة السياسية .
لذلك لجأت إلى أحزاب أخرى عسى أن تحل لها مشاكلها .

الأحزاب الكردية الديمقراطي والاتحاد برأيي لم يواكبوا العصر الحديث ، فالإعلام الكردي باللغة العربية جاءت متأخرة كثيراً ، خطاب القيادات الكردية بقيت كما هي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ، وهو خطاب عاطفي ليس أكثر .

هذا الصراع والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي ذكرنا نزر يسير منها ، مقدمات لمشاكل أكبر وأخطر نهايته كارثة على الإقليم .

دعونا لا نتخوف من هذا التساؤل ماذا بعد إنهيار إقليم كردستان ، حتى باراك أوباما كان يحمل معه كتاب يتنبأ بانهيار الولايات المتحدة الأمريكية !؟
ماهو مصير قوات البيشمركة ؟ هل ستتعامل الحكومة العراقية معها على أنها قوات عراقية ؟
أم ستتعامل معها على أنها قوات خارجة عن القانون !؟
كيف ستتعامل مع سكان الإقليم ؟ وما هو رد فعل سكان الإقليم ؟
ماذا عن الكرد عامة في العراق ؟ الذين ينظرون إلى الإقليم بأنها مرجعهم وقوتهم ، هل ستعود التسفيرات والتهجير القسري للكرد في العراق مرةً أخرى! ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين


.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا




.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين