الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغة والذات

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2022 / 1 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ركزت الكاتبة جولي سيديفي Julie Sedivy من خلال مجموع أعمالها: "اللغة والعقل: نحو تحليل بسيكو-لساني" و"تجارة اللغة: كيف يتحدث المعلنون معك وماذا يقول هذا عنك"
و"الذاكرة تتحدث: عن فقدان اللغة والذات Memory Speaks: On Losing and Reclaiming Language and Self" عن العلاقة بين اللغة والذات والمجتمع وأفقه التطوري الثقافي.
في هذا الكتاب الأخير "الذاكرة تتحدث"، ترى الكاتبة أن للغة دورا أساسيا في حياة الإنسان، فمن خلالها تجري عملية تبادل المعلومات والمعارف، وهي مكون ضروري من مكونات الهوية، وهي من تعمل على تشكيل وعينا بذواتنا؛ بحيث تصنع اللغات المختلفة في نظرها ذواتا متباينة، إذ إن الأفكار التي لدينا في أذهاننا بلغة معينة ليست هي نفس الأفكار عندما نقوم بصياغتها بلغة أخرى، كما يؤدي موت لغة ـ سواء في مجتمع أو في عقل الفرد ـ إلى فناء طريقة معينة من التفكير ومعه أسلوب الوجود.
وهي تماثل بين فقدانها للغتها الأم وبين التجريد أو المحو الذي تعرضت له الكثير من الشعوب في هويتها الثقافية من لدن المستعْمر (كما في معاملة النازية لليهود والسود والرومانيين، ومعاملة البيض للقبائل الأصلية في أمريكا الشمالية إبان استعمارهم لها). بحيث وجدت الكاتبة نفسها في موقف صعب، لأنها "يتيمة لغويا، لا تملك لغة أم"، فقد تعلمت اللغة التشيكية في السنوات القليلة الأولى من حياتها، ونسيتها بعد أن انتقلت إلى كندا وتعلمت اللغة الإنجليزية.
وتبين الكاتبة أوجه التشابه بين فقدان الفرد للغة معينة، التي هي طريقة خاصة للتفكير في العالم، وبين فقدان المجتمع للغته بسبب التغيير الثقافي، ما يسمى عند اللسانيين بحالة موت اللغة. وتقارن في إحدى الفصول بين اللغات المهددة بالانقراض وبين الحيوانات المهددة أيضا، وتلاحظ كيف أن الناس يحزنون لفقدان نمر البنغال ولا يهتمون لموت لغة غامضة. يرجع ذلك في نظرها إلى الافتراض الخاطئ لديهم بأن اللغة هي فقط مجرد أداة تستخدم لنقل الأفكار التي لدينا جميعا في أذهاننا، فإذا افتقدنا إحداها، يمكن أن نعوضها بأخرى؛ فما الفرق؟ النتيجة، أن فقدان اللغة الأم وثقافتها، يجعلك الفرد يحس بالفراغ، والأمر نفسه يقع عندما تفقد البشرية إحدى لغاتها.
والحل انطلاقا من وجهة نظرها، يقوم على تشجيع التعدد اللغوي عند الأفراد والمجتمعات، لأن إعطاء الطفل طرقا وأساليب متعددة للتعبير عن العالم يفيده بطرق متعددة في إدراكه، ويصبح ذا عقل متفتح، ويكون قادرا على حل مشكلاته في العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح