الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لابديل عن العلمانية ..1/2

خليل صارم

2006 / 9 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لقد أكدت الوقائع وحالة هذه الشعوب المنهكة .. التي وبسبب ماتضخه القوى الدينية المتطرفة تعتقد أنها قد كسبت الجنة .. في حين أن نظرة فاحصة الى أحوالها وطريقة تناولها للمقدس تؤكد أنها قد خسرت الدنيا ولم تكسب الآخرة .. ذلك أن هناك قراءة مغلوطة بشكل فظيع للمقدس بحيث يؤكد التطبيق العملي الذي نراه أنه لاعلاقة له بالمقدس من قريب أوبعيد .. وذلك بسبب مايضخه القسم الأعظم من رجال الدين بشكل مقصود ومخالف للعقل والمنطق حفاظا ً على مصالحهم .. ومصالح القوى المتحكمة قسرا ً بالمجتمع لاأكثر ولاأقل ..
ان القراءة المغلوطة للمقدس عبر التاريخ تسببت بهدر انهار من الدماء البريئة .يتحمل وزرها رجال الدين حصرا ً..وغالبيتهم من فقهاء السطة وابواقها .. تستروا بالدين وقاموا بلي عنق الحقيقة خدمة لمصالح السلطات المتعاقبة ..كما أشرنا .
*في مقام سابق قلنا أن النتائج محكومة بالمقدمات . وهي قاعدة صحيحة.. معروفة ومتداولة . وهكذا فان الحالة المزرية التي وصلت اليها هذه الشعوب وبشكل لم يعرفه التاريخ من تقسيم وإذلال وتخلف بشع عن الركب الحضاري .. تؤكد انحراف المقدمات التي بني عليها . ولاأعتقد أن إلقاء التبعة على الاستعمار مايزال مجديا ً وهو مبرر قد فقد مصداقيته بمرور الوقت .. فلو كانت المقدمات التي بني عليها صادقة وجيدة ومتماسكة .. هل كان من الممكن لأية قوة مهما بلغت من العتي .. أن تؤثر في ثقافة ووعي هذه الشعوب وتجعلها كريشة في مهب الريح تسوقها أضعف نسمة حسب وجهتها . ؟ بالتأكيد ..لا .
* في قراءة سريعة للواقع يتبين لنا أنه من السهولة بمكان إغراق هذه الشعوب في الصراعات المذهبية سندا ً لعبارة يطلقها جاهل أو لموقف يتخذه أي من أصحاب النوايا السيئة .. لتذهب هذه الشعوب في صراعها الى الحد الأقصى في الوقت الذي تكون فيه القوى المعادية سائرة في تنفيذ مخططاتها بسهولة ويسر .. ودرس العراق مايزال يجري تطبيقه ولم ينته بعد . كما أن ماحدث في لبنان ويحدث في هذه الفترة يوحي بأن هناك من يخطط لنفس الحالة العراقية .. برغم من النصر الذي حققته المقاومة والذي اعترف به العدو قبل الصديق .. لكن وعي الشعب اللبناني بشكل عام أو بنسبته الأكبر قد أفشل هذا المخطط حتى الآن .. ذلك أن النصر قد ساهم في تمتين هذا الوعي وتكشفت حقائق كثيرة كانت غائبة سابقا ً عن وعي الشعب .
* ان من بين ماكشفه انتصار المقاومة هو حقيقة غالبية الأنظمة العربية التي أكدت وبما لايقبل الشك أنها العدو الأول لشعوبها ولقضايا هذه الشعوب وعلى رأسها قضايا التحرر ومنهج التطور .
* ان الواقع الذي تحقق بعد 12 تموز / يوليو يختلف تماما ً عما سبق .. هناك واقع جديد قد ولد ولامجال للعودة الى ماقبل 12 تموز / يوليو .. أي أن هناك تاريخا ً جديدا ً بدأ يطل على المنطقة وربما على العالم ..
- هناك الكثير ممن ابدوا تخوفهم من سيطرة القوى المتشددة على المنطقة وبالتالي دخول هذه الشعوب في نفق مظلم يعلم الله كيف ومتى ستكون نهايتهم .. الى هؤلاء نقول وبثقة مطلقة : أن الواقع الجديد قد حمل معه أملا ً جديدا ً لهذه الشعوب من الصعب بل المستحيل أن تتخلى عنه .. هذا الأمل يتجلى في إمكانيتها وقدرتها على الإمساك بمصيرها وبقرارها .. وهذا مافتح أمامها مجالا ً واسعا ً لرؤية المستقبل بنظرة جديدة تتجلى في مقارنة واقعها الحالي مع ماهو مطلوب حضاريا ً .. مع إمكانية بحث ماهو منحرف في التاريخ وفي الحاضر والقاءه جانبا ً تمهيدا ً للانطلاق نحو آقاق غير محدودة من التطور المطلوب .
* الشعوب استفاقت على مخاطر الخلافات المذهبية والطائفية وتأكدت من هي القوى التي تقف وراء ذلك ومن هم حلفاؤها .. وخاصة من بين أولئك الذين يزعمون الدفاع عن الدين .. صحيح أن المقاومة اللبنانية ذات طابع ديني .. لكن طروحاتها وفكرها الذي أفرزته منذ تأسيسها وحتى الآن أكد انفتاح فكرها على كافة التيارات الأمر الذي وفر لها اصطفافا ً غير مسبوق شارك فيه كل التيارات السياسية وصولا ً الى التيارات اليسارية والعلمانية .. وهذا من أهم أسباب تبلور هذا الانتصار الذي أدى الى فرز القوى المنافقة والعميلة .
* لقد ألزم هذا الانتصار الجميع أن يسفروا عن حقيقتهم وحقيقة أفكارهم .. وتبين أن القوى الوطنية الحقيقية جمعت فيما جمعت قوى اليسار والحرية والديمقراطية الحقيقية وليس المزيفة على الطريقة الأمريكية .. وأكدت القوى العلمانية على وطنيتها والتحامها بالمقاومة بشكل غير مسبوق .
* هذا يؤكد على أن القوى العلمانية لم تكن ولن تكون معادية للدين لأي دين .. وأنها تقف على قدم المساواة من جميع الأديان والمذاهب من منطلق أنه لايجوز لأحد أن يفرض منطقه على الآخر .. وأن على الجميع تبادل الاحترام ورفضها الاساءة كائنا ً من كان مصدرها .
ان هذا من أولويات الأديان السماوية التي لم نرى فيها أي قسر أو رفض للآخر ..بل أنها نصت على الاحترام.. واحترام رأي أبسط انسان ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) في تعبير واضح عن احترام رأي الانسان وحريته في اتخاذ قراره الى درجة التقديس . وان مافعله غالبية رجال الدين ( فقهاء السلطة ) هو حرف شديد لما قصده الخالق .. جاعلين من أنفسهم أوصياء حتى على الاله .
• يتوجب على القوى العلمانية أن تقف في وجه انحراف رجال الدين ( فقهاء السلطة ) وتوضح صحة وجهة نظر العلمانية من حيث التأكيد على الحرية والديمقراطية وتطور هذه الشعوب واحترام عقائدها والتركيز الشديد على المنظومة الأخلاقية التي اتفقت عليها كافة الرسالات السماوية والعقائد الفلسفية الانسانية . وان علمانيتنا هي ناتج حاجتنا وليست مستوردة وفق مقاييس لاعلاقة لنا بها وكما يزعم غالبية رجال الدين الذين لايهمهم تقدم هذه الشعوب بقدر ماتهمهم مصالحهم الخاصة ومصالح الأنظمة التي يعملون في خدمتها . وان غالبية مايضخونه من أحاديث محرفة وتفسير منحرف للمقدس لاعلاقة له بالدين الصحيح والسليم , بل هو استبدال للدين بدين خاص يلائم مفاهيم أعداء هذه الشعوب الداخليين والخارجيين .
• سندا ً لما سبق يتأكد أن المستقبل القريب هو لقوى العلمانية ..قوى الحرية والديمقراطية وهذا تماما ً مايخيف أمريكا والصهيونية وحلفائهم من قوى تكفيرية وعملاء . ...( يتبع ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال