الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصحاب ولا أعز ؟؟؟ يؤكد نحن قوم ممتلؤون بأنفسنا ..

أحلام أكرم

2022 / 1 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أصحاب ولا أعز .. يؤكد بأننا قوم ممتلؤون بأنفسنا !!!!

قبل سنوات عدة قرأت مقالآ للسفير العربي السابق عبد الحميد البكوش تحت عنوان "" هل نحن قوم ممتلئون بأنفسنا "" والذي خلص فيه إلى أن إبتلاء الشعوب العربية بالفوقية والإستعلاء والكمال وإيماننا بإمتلاك الحقيقة المطلقة ومجبولون من طينة مغايرة لكل البشر هي أكبر المصائب التي إبتلينا بها ..لأن هذه الأوهام وأدت في دواخلنا الإحساس بأننا بشر نتشابه في غرائزنا مثل بقية خلق الله ..
الحقائق السابقة أكدها رد الفعل الشعبي العربي من شريحة كبيرة من المجتمعات العربية على فيلم أصدقاء ولا أعز ..على كل المستويات السياسية .. والإجتماعية .. والدينية ..
فشل المؤسسة السياسية .. في وضع نظام تعليمي يكفل حرية التعبير لتحمي ملكة الإبداع الفني .من خلال نظام تعليمي يضمن التطور العقلي والمجتمعي على أساس تقوية العقل النقدي .. لتوجيه المجتمعات لقيم أخلاقية تحمي المجتمع وتدفعة للتطور بدلآ من السقوط المدوي الذي نراه الآن . والسقوط هنا لا يقتصر على الخيانة الزوجية ..
فشل المؤسسة السياسية في تحجيم سلطة المؤسسة الدينية التي نصّبت نفسها وكيلآ لله على الأرض وأصبحت تتدخل في كل شيء .. من خلال قضايا الحسبة وغيرها من القضايا .. الذي أكده تقديم الصحفي والنائب في البرلمان المصري بيان عاجل لمجلس النواب بإتهام للفيلم بأنه "يحرض على المثلية الجنسية والخيانة الزوجية ويتنافى مع قيم وأعراف المجتمع".
هناك سؤال علينا الإجابة بصدق عليه ..كيف فقدت مجتمعاتنا مناعتها وحصانتها الأخلاقية ؟؟؟
علينا الإعتراف بفشل المؤسسة الدينية في تقديم خطاب ديني مرن يستند إلى صفات الله الحسنة وأن جمود خطابها خلق حالة من الخلط والتخبط مما أفقد المجتمعات حالة الإتزان والإستقرار النفسي والقدره على التعاطي مع مشاكل العولمة بضمير إنساني وتفُهُم يأخذ منها القيم الإيجابية أكثر من المظاهر السلبية . فتعريف الخيانة لا يختلف بين الشرق والغرب .. الفرق أنه يُعالج في الغرب لمعرفة أسبابها ومحاولة تحجيمها .. بينما في مجتمع الستر والتغطية تُدفن الضحية .. الستر هو ما جعل من قتل الشرف فضيلة مجتمعية ؟؟؟ أضافت الحكومات تقنينات تحمي الرجل تحت مفهوم حماية العرض والشرف .. بينما جريمة القتل مُتعمدة ومتكاملة الأطراف ؟؟
ما يؤكد ذلك أن البعض من حراس الفضيلة حرّضوا الفنان الرجل على قصاص زوجته بالطلاق .. بينما هم أنفسهم من يقولون بأن أبغض الحلال إلى الله الطلاق ؟؟؟؟ بما يؤكد تناقض وإزدواجية خطابهم بما يتناسب مع مشاعرهم الفردية ؟؟؟؟
إنصب جل إهتمام المؤسسة الدينية وحراسها على...
كيف تتجرأ الفنانة منى زكي على الإخلال بالأخلاق والفضيلة للشعب المصري بأكمله حين قامت بخلع جزء من ثيابها الداخلية، رغم أنه لم يظهر أي جزء من جسدها في تلك اللقطة.
لم تنظر تلك المؤسسة إلى تزايد وإرتفاع نسبة التحرش بين طبقات المجتمع المصري.. وربطت الفضيلة بعدم الإعتراف بأن العلاقة الجنسية غريزة ربانية مثلها مثل الجوع والعطش.. وركّزت في خطابها عن الفضيلة المزيفه وعن دونية المرأة وهو أحد أهم الأسباب في الإنحدار الأخلاقي لشريحة كبيرة من المجتمع .. لأن خطابها أدى إلى الإستهانة بالمخلوقة وبجسدها ..

وفي الفيلم لم تفطن تلك المؤسسة إلى جريمة زوجها الذي أباح لنفسه رؤية النساء في كل أوضاعهن على هاتفه المحمول.. بينما إستنكر وتغاضى عن حق زوجته الرباني في المعاشرة الطبيعية .. ولم تفطن إلى أن هذا الحرمان هو ما جعل الزوجة تلجأ لمكالمه رجل من العالم الإفتراضي .. وتغاضت عن مسؤولية الزوج في حمايتها من هذا الخيال. ...
المؤسسة الدينية لم تذكر خيانة الرجل الآخر لزوجته مع إمرأتين أخرتين .. أحدهما تحمل في أحشائها طفلآ منه .. وأتساءل هنا ما مصير هذا الطفل الذي يبدو بأن الرجل سيرفض الإعتراف به ؟؟ .. والأخرى زوجة صديق عمره ؟؟؟؟
تحيّز المؤسسة الدينية للرجل كان واضحا في كل التعليقات التي سمعتها . بما يؤكد تمييزها الواضح ودفاعها عن الرجل ..

جل هم المؤسسة الدينية إنصب على الشخص المثلي ؟؟؟؟ وتناست بأننا مخلوقات الله بدون أي خيار سواء دينيا .. عرقيا .. قوميا .. والأهم بيولوجيا ... وأن هؤلاء المثليون هم أبناؤنا .. مهما كانوا .. تُرى ماذا سيكون خيار أي إمرأة تضع هذا المولود ؟؟؟ هل ترمية من أعالي الجبال .. أم تحتضنه وتؤمن بالخالق وبحقوق طفلها في الحياة الكريمة ؟؟؟

المؤسسة الدينية إستنكرت حوار الأب مع إبنته ؟؟؟؟ فحسب فهمها فالأب مُدان لأنه أعطى لإبنته الحرية في الخيار ما بين وضع عثرة أمام مستقبلها وهي لا زالت صغيرة .. وبين الإنتظار للعمر المناسب والنضوج لتحمل مسؤولية تبعات العلاقة الجنسية ؟؟؟؟

وعادت المؤسسة الدينية للإفتاء بعدم مشروعية النظر في الهواتف الخاصة للرجل والزوجة .. حفاظا على الخصوصية .. أية خصوصية يقصدون .. هل هي فقط حماية خصوصية الرجل بالزواج بمثنى وثلاث ورباع ؟؟؟؟ بينما يعلقون مشنقة للمرأة حنى في حال الخيانة الإفتراضية ؟؟ ويُبيحون لأنفسهم طلب تطليقها .. وحتى قتلها .....

نعم الفيلم عرانا جميعا .ولم يُحرض على أي شيء بل دق جرس الإنذار .. لفتح أعيننا أننا بشر لا نختلف عن الآخرين وأن الطريق الوحيد لحماية مجتمعاتنا وأبناؤنا هو فصل الدين عن الدولة .. فالأخلاق هي الفضيلة الوحيدة التي تحمي المجتمعات .. والحرية والنقد هي أفضل وأقصر طريق لتحجيم السقوط .. قد يكون صفعه .. نحن بحاجة إليها لنصحوا من الغيبوبة .. التي أكدتها نهاية الفيلم .. التي ذكرتني برواية الكاتب فادي زغموط "عروس عمان" التي إنتهت بنهاية مماثلة ..مفادها ويبقى الوضع على ما هو عليه وتستمر عجلة الحياة ؟؟؟

ولكن يبدو أن نتفلكس يرفض هذه النهاية .. بدليل تصريحه بأنه سيقوم بمثل هذه الأعمال الفنية مرات ومرات .. فمن يدري ما سيكون فيلمه الجديد عن ..؟؟؟؟ مجهولي النسب .. أم قتل الشرف .. أم زواجات المتعة والمسيار والمصياف وووووو ... فالقائمة طويلة .. ولكني ومن كل قلبي أتمنى أن لا تطول السنين للقضاء على هذه الظواهر المخله بالأخلاق ولا تُنسب لأي فضيلة ولا دين ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي