الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسطورة السنة الأمازيغية.. منطق التحليل الملموس للواقع الملموس في مواجهة التزييف

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2022 / 2 / 1
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


سألني عن موقفي مما يطلق عليه (السنة الأمازيغية)، باعتباري مهتما بقضايا الهوية المغربية، و صدر لي في مدارسة المسألة دراسات أكاديمية و مقالات رأي منشورة وطنيا و عربيا.
ذكرته، أولا، أنني لا أنتمي لأي موقع إيديولوجي يسمح لي بالدعم أو بالمعارضة، بشكل مباشر، دون تحليل و تمحيص.. و أكدت له أن موقعي معرفي متجذر، أكاديميا، نسجته عن تراكم دراسي و خبرة ميدانية.
غير خاف عن كل من تابع دراساتي و مقالاتي و حضوري الافتراضي في مواقع التواصل الاجتماعي، أنني أمتلك رؤية واضحة للمسألة الأمازيغية، في المغرب، تقوم على أساس الفرز في الأمازيغية بين اتجاهين مختلفين:
** اتجاه معرفي، يعتبر الأمازيغية مكونا أساسيا من مكونات الهوية الوطنية، و هي واقع تاريخي لا يمكن التغاضي عنه، بجرة قلم عابرة، بل يجب تفعيل المنطق الباسكوني P.Pascon حول المجتمع المركب la société composite من أجل إدماج فعلي للأمازيغية، لغة و ثقافة، ضمن النسيج الهوياتي الوطني.
** اتجاه إيديولوجي، تشكل بعد مرحلة اختطاف الأمازيغية من أهلها، خلال المرحلة الاستعمارية، و تم توظيفها كحصان طروادة من أجل تفكيك الوطن و تسهيل مهمة السيطرة عليه، و قد وصلت ذروة هذا التوظيف، خلال الثلاثينيات، مع الظهير البربري الذي صيغ، أولا، في مختبرات السوسيولوجيا الكولونيالية مع روبير مونتاني R.Montagne لينتقل، فيما بعد، إلى المجال السياسي حيث ترجم بلغة قانونية مموهة.. هذا البعد السوسيو-كولونيالي للأمازبغية، هو الذي تحكم في صياغة الإيديولوجيا العِرقية التي تسعى إلى احتكار الحديث باسم الأمازيغية، مثلما يفعل الإسلامويون مع الإسلام و القوميون مع العروبة.
بعد تحليل و تمحيص، أعود لأجيب سائلي حول ما يسمى بالسنة الأمازيغية.. و أضيف من عندي العَلَم الأمازيغي، ضمن ما أُطلق عليه اسم "الرموز العِرقية".
خطاب أجدير الذي وضع استراتيجيا إدماج الأمازيغية ضمن الهوية الوطنية المغربية، يؤكد أن الأمازيغية "ملك لكل المغاربة" مما يؤكد أنها ليست حكرا على تيار إيديولوجي عِرقي يسعى إلى استثمارها سياسيا.. هذا يعني أن توظيف الرموز العرقية لا ينسجم مع المنهجية المغربية الدامجة للأمازيغية ضمن النسيج الهوياتي الوطني، بقدر ما تنسجم مع التوجه الإيديولوجي العرقي العابر للحدود الوطنية، و الذي يجد ترجمته السياسية لدى جمهوربة القبائل و الشتات الأمازيغي في كل شمال إفريقيا .
يعود سائلي ليسألني، من جديد، إذن أنت ترفض الاعتراف/ الاحتفال بالسنة الأمازيغية ! و أعود، مرة أخرى، لأجيب سائلي: اعترافي بالأمازيغية كمكون من مكونات الهوية المغربية، و دعوتي إلى إدماجها ضمن النسيج الهوياتي الوطني يدحض استنتاجك ! يعود ليسأل: إذن أنت تعترف/تحتفل بالسنة الأمازيغية !
و أعود لأجيب، كحدث أنا لا أعارضه، بل نشأت على الاحتفال به و أنشدت مع أصدقائي من الأطفال: اعطيني حاڭوزتي ! كما استمتعت بحكايات جدي - رحمه الله- عن السنة الفلاحية و اختلطت علي شهورها مع شهور السنة الميلادية ! لكني لم أسمع، يوما، محيطي القريب أو البعيد حتى ! يرطن اسم "السنة الأمازيغية " لأكتشف، بعد دراسة معمقة لأدبيات السوسيولوجيا الكولونيالية، أنها صنعت في مختبرات الأكاديمية البربرية مثل "العلم الأمازيغي" كرموز عرقية تم تصديرها نحو الشتات الفرنكفوني، في شمال إفريقيا، من أجل وصل الحاضر الفرنكو-كولونيالي بالماضي الروماني، حينما كان أجدادنا يسمون "البرابرة" و حينما كان وطننا يسمى "مزرعة روما" !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحافظون في إيران ذاهبون إلى انتخابات الرئاسة بمرشح واحد


.. توتر الأجواء بين بايدن وترامب قبل المناظرة الرئاسية | #أميرك




.. هل العالم يقترب من المواجهة النووية؟


.. انتخابات فرنسا.. استطلاعات رأي تمنح أقصى اليمين حظوظا أكبر ف




.. فيديو أخير.. وفاة مؤثرة تونسية خلال تواجدها في صقلية الإيطال